الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعلموا الحب من رسولنا الكريم

كلما أتت ذكرى مولد خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. باغتتني حالة وجع على أحوالنا نحن النساء الحالمات بالسعادة الزوجية .. والسبب مفاهيم مغلوطة ومعتقدات ابعد ما تكون عن ديننا الحنيف تصدر من بعض رجال هذا الزمان .. فلا عجب أن ترى أحدهم مرتدياً عباءة الإسلام ويتغنى دوما "بقال الله وقال الرسول".. بينما أفعاله مع شريكة حياته أبعد ما تكون عن ما جاء في السيرة النبوية العطرة لرسولنا الكريم..

 اسمحوا لي أن أقص عليكم تفاصيل وهوامش السير الذاتية لمن أقصدهم تحديداً.. أنهم رجال يكفرون بنعمة الحب ويسفهون كل شعور مشتق من حرفي الحاء والباء،.. فهم يختصرون الرزق في الجاه والمال وفقط!.. فلو تجرأت شريكة عمر أحدهم وطالبته بالتعبير عن مشاعره،.. رمقها بنظرة سخرية قائلاً " تلك تصرفات صبيانه لا يرددها إلا المراهقون، أما أنا فكفاني ما أبذل من جهد لتوفير حياة رغدة لكِ ولأولادك".. ناسياً أو متناسياً أن رسولنا الكريم كان يفتخر بحبه لزوجاته ويحرص على إعلانه معتبراً أن الحب  رزق من المولى عز وجل.. وكما أشار صلى الله عليه وسلم لحبه للسيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها فقال "أني رزقت حبها".. وهي المرأة الوحيدة التي عاش معها فترة شبابه وعفوانه ولم يتزوج عليها طوال حياتها.

أما لو تجرأت زوجة احدهم وأعربت عن حنينها الهادر لعبارة غرام تطمئنها أنها لازالت على البال والخاطر،.. أنهال عليها بألفاظ قاسية كفيلة أن تحول أرضية قلبها من واحة عشق بها ما لذ وطاب من ورود الهيام إلى صحراء جرداء خالية تماماً من لهفة الأشواق،.. غافلاً أو متغافلاً  أن رسولنا الكريم كان يداعب زوجاته ويدللهن، فيغازل السيدة عائشة ويلقبها "عائش"،.. ويشاركها المأكل والمشرب، فيتعمد تناول نفس طعامها ويشرب الماء مكان شفتيها..بل وكان عليه الصلاة والسلام يصف حبه لها كعقدة في حبل، فتضحك رضي الله عنها وكلما مرت عليه تسأله كيف حال العقدة يا رسول الله؟، فيقول كما هي..

أعزائي الرجال من أصحاب المشاغل والمسئوليات،.. إياكم أن تتجاهلوا حاجة زوجاتكم للاهتمام والاحتواء تحت مسمى "عبد المهم".. فمهما كانت الأعباء الملقاة على عاتقكم لم ولن تقارن بعبء الرسول الذي تحمل محن وصعوبات لا يستطيع أن يتحملها بشر، وخاض معارك وحروب لنشر الدعوة حتى وصل الإسلام لي ولك ولكل بقاع الأرض..ورغم ذلك لم تفارق الابتسامة وجهه الكريم، ولم يكن يوماً قاسياً أو جامد المشاعر ولا أعتزل النساء لكثرة مسئولياته بل  ضرب للبشرية أروع مثال للحب عن حق في كافة أقواله وأفعاله ليس مع زوجاته فحسب بل أهله وناسه وجيرانه وكل من حظي بالتعامل معه.. ليتكم تدرسون قصص وروايات سيرته العطرة، ربما تتعلمون قواعد وأصول الحب من رسولنا الصادق الأمين.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط