الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نيلٌ على ضفاف دمشق .. قصيدة للشاعرة فلك الشام

صدى البلد

ينشر صدى البلد قصيدة بعنوان “نيل على ضفاف دمشق” للشاعرة السورية  فلك الشام.

 نيلٌ على ضفاف دمشق

أنا يا شام أشتاقُ

وهذا البعدُ حرّاقُ

فحبرُ الشعرِ لا يكفي

ولا تكفيكِ أوراقُ

رسمتُ حنينكِ شمساً

فأغرى النيلَ إشراقُ

كتبتُ إليكِ ما أخفي

وقلبي لمصر خفّاقُ

كغصنٍ فيه ليمونٌ

ونصفُ الغصنِ دراقُ

سُقامُ البعدِ يقتلني

وماءُ النيلِ ترياقُ

هنا أهلي. هنا فرحي

وفيكِ جذوري أعماقُ

حملتُ حقائبي سفراً

وحزنُ العينِ رقراقُ

فما غابتْ ملامحكِ

كأنَّ العَودَ سبّاقُ

أنا يا شام متعبةٌ

وهذا العشق إرهاقُ
 


بكاءُ الشعرِ لا يكفي

تنوحُ عليكِ أحداقُ  

فحبُ سواكِ لا يُغني

وحبُ ثراكِ عملاقُ

وحولَ العنقِ أبيضك ِ

زهورُ المجدِ أطواقُ

بأرضِ الشامِ لا جوعٌ

وفيكِ الفقرُ رزّاقُ

وصالكِ ثروةُ الدنيا

ومالُ الهجرِ إملاقُ

صرفتُ حنينكِ شعراً

فلم ينهيه إنفاقُ

سألتُ النيلَ عن بردى

وفيضُ الدمعِ برّاقُ

فقالَ النيلُ يا فلك

أنا والشامُ عشاقُ

تقولُ اليومَ تهواني

وماذا أسمي تاريخاً

تعشعشُ فيه أحزاني

وماذا أسمي ذاكرةً

تصلي حتى تنساني

تقولُ اليومَ تهواني

وماذا تركتَ في روحي

سوى أوجاعَ وجداني

أراكَ وعيني تلعنني

عشيقكُ هذا أعماني

تركتُ رحيقكَ عمراً

على أطرافِ فستاني

أطيرُ حيث تحملني

وما عندي جناحانِ

سريري كان أشواكاً

سريركَ كان أحضاني

فعلتُ كلَّ ما يمكنْ

وأقصى ما بإمكاني

وهبتُ ضلوعكَ دفئي

وبردي كان حرماني

قتلتَ الحلمَ في زمنٍ

يضاهي كلَّ أزماني

منحتُ غرورَكَ صمتي

فلم يعنيكَ احساني

فكيف تعودُ تسألني

سؤالكَ هذا أعياني

لماذا نزيفي أنهارٌ

وأنت قطعتَ شرياني

نهايتنا بلا أملٍ

وغدرُكَ هذا أنهاني

وعدتَ كأنك بطلٌ

تقولُ اليوم تهواني