الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تصلح قمة العشرين ما أفسدته صفقة الغواصات بين واشنطن وباريس |قراءة

جو بايدن وماكرون
جو بايدن وماكرون

يلتقي الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في أول لقاء يجمع الرئيسين بعد توتر دبلوماسي شديد حدث بين واشنطن وباريس جراء خسارته الأخيرة لـ صفقة غواصات مع أستراليا بعد تحالف أمني مع واشنطن ولندن.

وأعلن البيت الأبيض أن بايدن سيلتقي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، في روما قبيل قمة مجموعة العشرين في إيطاليا المقررة السبت المقبل.

وتسعى واشنطن جاهدة لتدوير الزوايا بعد التوتر الدبلوماسي الشديد مع باريس بسبب شراكة استراتيجية أعلنتها الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا الشهر الماضي، تحت مسمى «أوكوس» أدت إلى فسخ كانبيرا عقد شراء غواصات فرنسية.

استكمالا للمشاورات بين البلدين

وفي هذا الصدد، قال عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي والمحلل السياسي، مهدي عفيفي، إن لقاء الرئيسيين جو بايدن - إيمانويل ماكرون، يأتي استكمالا للمشاورات التي حدثت بعد أزمة الغواصات، مردفا: «أعتقد أن الأزمة قد حلت».

ولفت عفيفي في تصريحات لـ«صدى البلد»، إن فرنسا ستشهد خلال الفترة القادمة انتخابات، وبناء عليه صعد الساسة الفرنسيون الموقف في  أزمة الغواصات خاصة تجاه واشنطن، حيث تم استدعاء سفير فرنسا لدى الولايات المتحدة للتشاور قبل أن يعود مرة أخرى.

وأكد عفيفي، أن فرنسا شريك أصيل للولايات المتحدة الأمريكية وليست مجرد صديق، وهناك تنسيق عالي المستوى بين البلدين في عدد من القضايا والملفات المهمة حول العالم، لذا لن يكون هناك خلاف مهما تباينت وجهات النظر بين البلدين.

وأشار إلى أن واشنطن بعد أزمة الغواصات وجدت طريقة مناسبة لتعويض باريس عن الخسائر المترتبة على إلغاء الصفقة المبرمة بين باريس وكانبيرا، معقبا: «واشنطن شرحت لباريس أهمية تعاونها مع كانبيرا وأن المسألة بالنسبة لها لم تكن صفقة غواصات ولكن تعاون استخباراتي وأمني وفي مجال البنية التحتية إضافة إلى مجالات أخرى.

ولفت أن اللقاء الذي سيجمع بايدن وماكرون الجمعة، سيكون وديا ويتم مناقشة القضايا المشتركة بين البلدين ومنها: القضية الليبية والسورية وتطورات الوضع في السودان وغيرها من القضايا، مختتما «لا أعتقد أنه توجد خلافات بين واشنطن وباريس، بل على العكس استطاعت الخارجية الأمريكية إدارة الأزمة بحنكة وتخطت مرحلة الخلافات ولقاء غدا سيثبت ذلك».

كسر الثقة بين البلدين

ودفعت الأزمة بالرئيسين الأمريكي والفرنسي إلى إجراء محادثتين عبر الهاتف خلال الأسابيع الأخيرة، ومؤخرا، كشف مسؤول في قصر الإليزيه، أن السفير الفرنسي لدى أستراليا سوف يعود إلى كانبيرا في موعد لم يتم تحديده بعد.

وأعلن قصر الإليزيه، الخميس، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أجرى محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، هي الأولى منذ الأزمة التي اندلعت منتصف سبتمبر إثر الإعلان عن شراكة جديدة بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ألغت صفقة غواصات فرنسية مع كانبيرا.

وأكد الإليزيه أن رئيس الدولة الفرنسية أشار إلى أنه «يعود الآن إلى الحكومة الأسترالية اقتراح خطوات عملية تجسّد رغبة السلطات الأسترالية العليا بإعادة تحديد أسس علاقتنا الثنائية ومواصلة عمل مشترك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ».

كما ذكر البيان، أن ماكرون أبلغ سكوت موريسون أنه تسبب في كسر الثقة بين البلدين.

يذكر أنه منذ 15 سبتمبر الماضي والتوتر على أشده بين الدول الثلاث (فرنسا أميركا وأستراليا) بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن تشكيل تحالف استراتيجي جديد ضم إلى جانب بلاده، كلا من أستراليا وبريطانيا، في مبادرة كانت أولى ثمارها نسف صفقة ضخمة أبرمتها كانبيرا مع باريس لشراء غواصات فرنسية الصنع.

شرخ في العلاقات

وعقب الإعلان عن الشراكة حدث شرخ في العلاقات بين فرنسا من جهة والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى، حيث ألغت الحكومة الأسترالية بإقامة هذه الشراكة الجديدة صفقة بقيمة 40 مليار دولار لشراء غواصات فرنسية وقررت استبدالها بأخرى أمريكية تعمل بالوقود النووي، ما دفع باريس إلى وصف الأمر بأنه «خيانة وطعنة في الظهر» و«قرار على طريقة» الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، أن باريس قررت استدعاء سفيريها من واشنطن وكانبيرا على خلفية هذه التطورات، كما اتهم لاحقا بريطانيا بـ«الانتهازية المستمرة».

وأجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد ذلك اتصالا هاتفيا تعهدا خلاله ببدء «مشاورات مكثفة» حول علاقات البلدين واتفقا على إعادة باريس سفيرها إلى واشنطن.

كما استقبل الرئيس إيمانويل ماكرون، وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، في لقاء هدف إلى «المساهمة في ترميم الثقة بين فرنسا والولايات المتحدة» بعد أزمة الغواصات.

من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، أن الأزمة مع الولايات المتحدة بسبب قضية الغواصات لا تزال خطيرة ولم تتم تسويتها، لكنه أعلن أن فرنسا ستعيد قريبا سفيرها إلى أستراليا.

وقال لودريان، في كلمة ألقاها، أمام البرلمان الفرنسي، إنه أجرى محادثات «صريحة ومفصلة» مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال زيارته إلى باريس.

وصرح لودريان مع ذلك: «الأزمة خطيرة، ولم تتم تسويتها بمجرد استئنافنا الحوار، وهي ستستمر وقت طويلا» معقبا: «الخروج منها سيتطلب منا أفعالا وليس كلاما».    

وأشار إلى أن باريس وواشنطن تعملان على حل الخلاف.

وذكر لودريان أن فرنسا ستعيد سفيرها، جان-بيير تتيبو، إلى أستراليا بعد سحبه بسبب الخلاف.

وأبلغ لودريان المشرعين الفرنسيين: «طلبت من سفيرنا العودة إلى كانبيرا، لإعادة تحديد إطار علاقاتنا في المستقبل».

دعم إضافي في آسيا 

واستدعت فرنسا سفيريها من واشنطن وكانبيرا منتصف الشهر الماضي، بعدما أبرمت أستراليا اتفاقا مع الولايات المتحدة وبريطانيا (تحالف أوكوس)، تسبب في إلغاء صفقة قيمتها 40 مليار دولار لشراء غواصات فرنسية التصميم.

ويأتي توتر العلاقات بين أستراليا وفرنسا في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى الحصول على دعم إضافي في آسيا والمحيط الهادئ وسط مخاوف من تنامي نفوذ الصين.

ويسعى مسؤولون أميركيون لإعادة المياه إلى مجاريها مع فرنسا حيث زار وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، باريس في وقت سابق الشهر الحالي وأجرى لقاء ثنائياً مع ماكرون.