الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمل الصغيرة تصل إنجلترا

ماريان جرجس
ماريان جرجس

لم تعبأ الولايات المتحدة الأمريكية  بقضية اللاجئين عندما قررت أن تغير سياساتها تجاه الشرق الأوسط  وبعض من البلدان العربية والأفريقية إبان أحداث 2001م ، ولم تعبأ بأن تلك القضية ستكون أحد العراقيل الكبرى التي ستثقل القارة العجوز وأن أوروبا هي التي ستدفع الثمن باهظًا.


طفح الكيل، وأصبح اللجوء لا يقتصر على الهجرة غير النظامية من بلد إلى بلد ولكن أصبح المواطنون لاجئين داخل بلادهم مثل سوريا وليبيا، وحتى المواطنون الذين هُدمت أوطانهم أمام أعينهم، أصبحوا غرباء في مدنهم فأصبحوا لاجئين أيضًا.


انتشرت الحركات المتعاطفة مع اللاجئين في أوروبا  حتى أصبح الفن وسيلة لجذب الأنظار لتلك القضية فقام بعض المبدعين بتجسيد قصة أمل ، الطفلة السورية التي خرجت والدتها من مخيم في سوريا لجلب الطعام ولم تعد ، على شكل مجسم كبير، دمية تتجاوز الثلاثة أمتار تطوف البلدان والمسارات التي عادة ما يسلكها المهاجرون غير النظاميين، وبدأت رحلتها من تركيا ومرت ببلدان أوروبية كثيرة منها باريس والسويد حتى وصلت من أربعة أيام إلى محطتها الأخيرة في انجلترا، بعد أن قطعت أكثر من 8000 كيلومتر برًا وبحرًا.


فهل تجد أمل والدتها؟  وهل إن حالفها الحظ ووجدتها ، هل ستكون ذات الطفلة؟ تحضرني هنا كلمات السيد الرئيس، الذي يقول دائمًا، هل الطفل الذي عاش أحداث 2011 وأصبح شابًا اليوم سيعي حقيقة الأمور؟ هل الطفل الذي عاش في ظروف غير آدمية، ننتظر منه أن يكون شخصًا سويًا يوما ما؟


بالطبع لا، ولكن العالم لا يفعل شيئًا ! فمع ازدياد التوترات السياسية والاقتصادية، تزداد قوارب الموت من ليبيا وتونس والجزائر واليمن وأفريقيا، ولا يوجد سوى صوت مصر الذي يدوي في كل المحافل العالمية ينادى بالتصدي لكارثة قوارب الهلاك ويدعو للتسوية السياسية في كل القضايا ودعم الجيوش والحكومات الوطنية.


فمصر تستضيف أكثر من خمسة ملايين لاجئ، تركيا تقول- على عهدة الراوي - أنها تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ، أكثر من مليون لاجئ في ألمانيا ، وغيرهم أكثر وأكثر في إيطاليا واليونان .


ويقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي أمام تلك المشكلة التي تؤرق حكومات أوروبا، ولكن لماذا لا نفكر خارج الصندوق؟ لماذا لا نصنع لهؤلاء البشر الذين يستحقون العيش بآدمية وطنًا بديلا؟ دولة بديلة إلى أن يعودون إلى أوطانهم ، دولة يعيشون فيها  بكرامة وآدمية ، فهناك أراضٍ في كوكبنا لا تتبع  أي دولة، يطلقون عليها مصطلحًا في القانون الدولي:- " الأرض المُباحة" وهى التي لا تقع تحت سيادة أو سيطرة أي دولة أو التي تنازلت عنها دولة ما.


لماذا ندعهم داخل دول بعينها؟ ، ومن الممكن أن ندعمهم في وطن جديد يصنعوه ، لا ينتظرون منحة من حكومة بعينها، ولكن عوضًا عن الأموال التي تدفعها حكومات الدول المستضيفة لكل لاجئ ، يمكن أن تكون نواة لإقامة دولة صغيرة يقطنها اللاجئون ويعيشون فيها  بكرامة وإنسانية وآدمية، حتى تجد أمل والدتها.