الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إثيوبيا تعلن الطوارئ.. أمريكا تدعو رعاياها لمغادرة البلاد.. وآبي أحمد للإثيوبيين: استعدوا للمحنة

إثيوبيا تعلن الطوارئ..
إثيوبيا تعلن الطوارئ.. وآبي أحمد للإثيوبيين: استعدوا للمحنة

عقب إعلان إثيوبيا حالة الطوارئ في البلاد، على خلفية زحف قوات تيجراي نحو العاصمة أديس أبابا، وجه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد خطابا للمواطنين الإثيوبيين داعيا إلى التعاون مع الجهات الأمنية في تلك "المحنة"، على حد قوله.

ويوم الثلاثاء، أعلن آبي أحمد فرض حالة الطوارئ في إثيوبيا، عقب تصاعد المواجهة مع جبهة تحرير إقليم تيجراي، في الوقت الذي تتهم فيه جهات دولية أطراف النزاع في الإقليم بارتكاب انتهاكات حقوقية.

رسالة من آبي أحمد للإثيوبيين

قال رئيس الوزراء الإثيوبي في بيان "أدعو المواطنين للقيام بدورهم المطلوب من خلال الامتثال لتوجيهات إعلان الطوارئ"، مضيفا "يجب على المواطنين أن يتعاونوا مع سلطات إنفاذ القانون للقيام بواجباتهم بكفاءة وتقديم المساعدة اللازمة".

وتابع آبي أحمد "إنه وقت التجربة والأخطاء.. سيتم اختبار الجميع حتى انتهاء الامتحان.. يجب علينا جميعا تكييف حياتنا مع زمن المحنة حتى يتم حل المشاكل بسرعة مع العودة إلى الحياة الطبيعية".

وأشار إلى أنه "تم إعلان حالة الطوارئ لتقليص فترة المحنة وتوفير وقت للحل"، مناشدا المواطنين الالتزام بالإعلان والتعاون مع سلطات إنفاذ القانون في تنفيذ واجباتهم بكفاءة وتقديم المساعدة اللازمة.

واضطرت الحكومة الإثيوبية لإعلان حالة الطوارئ بعد بدء قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي الزحف من شمال البلاد إلى الجنوب باتجاه أديس أبابا.

كما دعت الحكومة الإثيوبية سكان العاصمة إلى التسلح على خلفية التقدم الميداني لقوات تيجراي، وطلبت السلطات في أديس أبابا من الأهالي تسجيل الأسلحة وإعداد الدفاعات.

إدانات دولية واسعة

دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى إجراء حوار وطني شامل لحل الأزمة في إثيوبيا، مشيرا إلى أنه يشعر بالقلق بسبب التطورات الأخيرة في البلاد.

وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة في بيان الأمين العام للأمم المتحدة يشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف وإعلان حالة الطوارئ في إثيوبيا"، مشيرا إلى أن استقرار البلاد والمنطقة أصبح على المحك.

وأشار إلى أن جوتيريش جدد دعوته إلى وقف الأعمال القتالية بصورة فورية وتيسير وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، مؤكدا أهمية إجراء حوار وطني شامل لإنهاء الأزمة.

من جانبها، حذرت الخارجية الأمريكية، مواطنيها، من السفر إلى إثيوبيا بسبب "النزاع المسلح والاضطرابات المدنية وانقطاع الاتصالات والجريمة، واحتمالية وقوع هجمات إرهابية"، حسبما جاء في التحذير الذي أعلنته الوزارة ويصل إلى المستوى الرابع.

ويعني المستوى الرابع، وفقاً لبيان الخارجية الأمريكية، أنه على المواطن الأمريكي ألا يسافر إلى تلك المنطقة اعتباراً من الثاني من نوفمبر الجاري.

وقال البيان الأمريكي إن "السفر إلى إثيوبيا غير آمن في هذا الوقت بسبب النزاع المسلح المستمر.. قد تقع حوادث اضطرابات مدنية وعنف عرقي دون سابق إنذار".

كما قالت السفارة الأمريكية لدى إثيوبيا في بيان "تدهورت البيئة الأمنية في إثيوبيا بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية مع استمرار تصعيد النزاع المسلح والاضطرابات المدنية في أمهرة وعفر وتيجراي وتم تقييد جزء كبير من الطريق السريع A2 الذي يربط أديس أبابا بالمدن الواقعة إلى الشمال من قبل السلطات الفيدرالية، ما أدى إلى اضطراب المسافرين الذين تقطعت بهم السبل ونتج عن ذلك بيئة سفر غير مسموح بها بشكل عام".

وأضاف البيان "يُحظر حاليًا على موظفي السفارة الأمريكية السفر خارج حدود مدينة أديس أبابا، كما نقترح بشدة أن يعيد المواطنون الأمريكيون النظر في جدية السفر إلى إثيوبيا، وأن يفكر  الموجودون حاليًا في إثيوبيا في اتخاذ الاستعدادات لمغادرة البلاد".

وفي السياق ذاته، أعرب الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، عن قلقه إزاء إعلان الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ مع بدء زحف قوات جبهة تحرير شعب تيجراي نحو العاصمة أديس أبابا.

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عبر تويتر "يشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق إزاء حالة الطوارئ المعلنة في إثيوبيا"، مضيفا "نحن نعارض أي تحركات من جانب قوات تحرير تيجراي وأورومو لمهاجمة أو محاصرة أديس أبابا".

وتابع بوريل أنه "لن تؤدي التعبئة الجماهيرية من قبل الحكومة إلا إلى جر البلاد ومواطنيها إلى مزيد من الحرب الأهلية والتفكك"، داعيا جميع الأطراف "للتمسك بالسلام فقد حان الوقت لإسكات البنادق".

ودخل الصراع في إثيوبيا مرحلة جديدة، بعدما أعلنت جبهة تحرير شعب تيجراي، التي سيطرت على مدينتين استراتيجيتين بشمال البلاد، ديسي وكومبولشا، مطلع الأسبوع، أنها انضمت إلى قوات إقليم أورومو، التي تقاتل ضد الحكومة الإثيوبية وأنها "تدرس الهجوم على أديس أبابا".

وقال المتحدث باسم الجبهة جيتاتشو رضا، في تصريحات نشرتها وكالة رويترز "انضممنا إلى جبهة تحرير أورومو، وإذا كان تحقيق أهدافنا في تيجراي سيتطلب أن نزحف إلى أديس أبابا، فسنفعل ذلك، لكننا لا نقول إننا نزحف الآن إلى هناك".

وبهذا التقدم، وصلت قوات تيجراي إلى أقرب نقطة من العاصمة الإثيوبية منذ تعزيز سيطرتها في ولاية أمهرة المجاورة للإقليم في يوليو الماضي.

وتجددت الحرب في إثيوبيا، بعدما أرسل آبي أحمد قوات إلى إقليم تيجراي، في حملة عسكرية ضد الإقلم الواقع شمال البلاد، ونزع السلاح عن الحزب الذي كان يهيمن على المنطقة والسلطة لسنوات.

وتعهد آبي أحمد وققتها بتحقيق انتصار ضد قوات تيجراي، لكن بحلول يونيو الماضي، أعادت الجبهة السيطرة على معظم أراضي تيجراي، بما في ذلك العاصمة ميكيلي، بل امتدت المعارك إلى إقليمي أمهرة وعفر المجاورين.

وتسبب القتال في إثيوبيا في أزمة إنسانية حادة، أدت لصعوبة في دخول المساعدات الإنسانية للإقليم، وأكدت الأمم المتحدة أن عدد الأطفال الذين أدخلوا المستشفيات لإصابتهم بسوء تغذية حاد في إقليم تيجراي تضاعف هذه السنة، مقارنة مع العام الماضي.