الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤسس الهند الحديثة وأول رئيسا لوزرائها.. من هو جواهر لال نهرو؟

جواهر لال نهرو
جواهر لال نهرو

أشاد الزعماء السياسيون من مختلف التيارات في الهند، من رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى زعيم حزب المؤتمر راهول غاندي، اليوم الأحد،  بأول رئيس وزراء لـ الهند جواهر لال نهرو في ذكرى ميلاده، كما أشادوا بالتزامه بالقيم الإنسانية "الحقيقة والوحدة والسلام".

ويعتبر جواهر لال نهرو هو أول رئيس وزراء لـ الهند، ومؤسس الهند الحديثة، فضلا عن مؤلفاته وكتبه التي تركت بصمة في حياة الشعب الهندي حتي الان، ويبقي السؤال الأهم هو، من هو جواهر لال نهرو؟

 

نشأته 

 

ولد نهرو لعائلة ثرية أرسلته إلى بريطانيا ليدرس القانون، وعاد لبلاده بعد أن أتم دراسته وطاف في دول أوروبا مما زاد من اتساع أفقه، ولكن أصبح بعيدا عن الثقافة الشعبية والدينية الهندية، على عكس زوجته الهندوسية. 

وبعد عودته للهند لم يمل إلى العمل المهني واتجه إلى السياسة وأعجب بـ غاندي وتتلمذ على يديه سياسيا ودينيا وأصبح مواظب على أداء اليوجا وقراءة الكتب الهندوسية المقدسة، ونبذ الملابس الأوروبية وارتدى الملابس الهندية وأقنع والده وبقية عائلته بذلك رغم أن والده كان من المعارضين لغاندي ويرى أن أستقلال بلاده يمكن أن يكون أستقلال جزئي.


 

من هو جواهر لال نهرو؟


ولد جواهر لال نهرو، في 14 نوفمبر 1889. ويعد نهرو أحد زعماء حركة الاستقلال في الهند، وأول رئيس وزراء للهند بعد الاستقلال، وشغل المنصب من 15 أغسطس 1947 حتى وفاته، شغل أيضا منصب وزير الخارجية والمالية، وهو أحد مؤسسي حركة عدم الانحياز العالمية عام 1961.

التحق بمحكمة الله أباد العليا عند عودته إلى الهند، وأبدى اهتمامًا بالسياسة الوطنية التي حلت محل ممارسته لمهنته القانونية. كان رجلًا قوميًا ملتزمًا منذ شبابه، وأصبح شخصية صاعدة في السياسة الهندية أثناء انتفاضات عام 1910. 

وأصبح قائدًا بارزًا لفصائل جناح اليسار في حزب المؤتمر الوطني الهندي خلال عشرينات القرن العشرين، ورئيسًا لمجلس الشيوخ بموافقة ضمنية من مرشده، المهاتما غاندي. وعندما نصبت رئيسًا لمجلس الشيوخ في عام 1929، طالب بالاستقلال التام من الحكم البريطاني وحث على تحول مجلس الشيوخ نحو اليسار.

سيطر نهرو ومجلس الشيوخ على السياسة الهندية خلال ثلاثينات القرن العشرين أثناء اتجاه الدولة نحو الاستقلال. وتمت الموافقة ظاهريًا على فكرته عن دولة علمانية قومية بعد اكتساح مجلس الشيوخ انتخابات المحافظات الهندية في عام 1937 وتشكيل الحكومة في العديد من المحافظات.

وأصبح زميله في مجلس الشيوخ سابقًا معارضًا يزعم التحالف الإسلامي، وفرض محمد علي جناح، سيطرته على السياسة الإسلامية في الهند. وفشلت مفاوضات تقسيم السلطة بين مجلس الشيوخ والتحالف الإسلامي، ما أفسح المجال لتقسيم الهند الدموي في عام 1947 واستقلالها.

انتخب مجلس الشيوخ نهرو ليتولى منصبه كأول رئيس وزراء للهند المستقلة، مع أن مسألة الزعامة سوّيت منذ عام 1941، بعد اعتراف غاندي بنهرو خليفته ووريثه السياسي. 

وخلال رئاسته، باشر نهرو بتحقيق رؤيته للهند. فسنّ الدستور الهندي في عام 1950، بعد ذلك شرع في برامج إصلاحات اقتصادية واجتماعية وسياسية. وأشرف على تحويل الهند من مستعمرة إلى جمهورية، مع احتضان الجماعات ونظام التعددية الحزبية. أما عن السياسة الخارجية، تولى دورًا قياديًا في حركة عدم الانحياز، وسلط الضوء على الهند كإقليم مهيمن في جنوب آسيا.

 

مؤلفاته


 كان نهرو كاتبا غزير باللغة الإنجليزية وكتب عددا من الكتب، مثل اكتشاف الهند ولمحات من تاريخ العالم. سيرته الذاتية، نحو الحرية (1936)، نشرت تسع طبعات في السنة الأولى وحدها.
 

الجوائز التي حصل عليها


في عام 1955، مُنح جواهر لال نهرو بهارات راتنا، وهي أعلى تكريم مدني في جمهورية الهند. ومنحه الرئيس راجندرا براساد رتبة الشرف دون الأخذ بمشورة رئيس الوزراء كإجراء دستوري اعتيادي.


تأثيره في الشعب الهندي

 

عندما حصلت الهند على استقلالها، أسس نهرو العديد من المنشأت العلمية مثل جميع مؤسسات الهند للعلوم الطبية والمؤسسات الهندية للتكنولوجيا ولـ نهرو الكثير من فضائل الديموقراطية البرلمانية، والعلمانية والليبرالية, وأيضا الاهتمام بالفقراء والمحرومين، وأصبحت سيرته وأعماله مراجع تسترشد بها في صياغة السياسات التي تؤثر في الهند حتى يومنا هذا. كما أنها تعكس جذور اشتراكية من نظرته العالمية. 

وكانت مدة ولايته الطويلة كان له دور أساسي في تشكيل التقاليد وهياكل الهند المستقلة.


 

محاولات اغتياله


تعرض نهرو لأربع محاولات اغتيال من أشخاص مجهولين. كانت المحاولة الأولى أثناء تقسيم الهند في عام 1947 خلال زيارته للإقليم الشمالي الغربي في سيارة.

 وكانت الثانية عندما طعنه سائق عربة بالسكين في عام 1955. 

وكانت المحاولة الثالثة في بومباي (حاليًا ماهاراشترا) في عام 1956.

أما المحاولة الرابعة فكانت محاولة تفجير فاشلة في ماهاراشترا في عام 1961. وبالرغم من التهديدات على حياته، استهجن نهرو الحصول على الكثير من الحماية حوله.

 

وفاته


بدأت صحة نهرو بالتدهور بشكل مستمر بعد عام 1962، وأمضى أشهرًا بالتعافي في كشمير خلال عام 1963. 

ويقول البعض إن انتكاسه المفاجئ جاء بسبب صدمته وانزعاجه من الحرب الصينية الهندية، والتي وجدها خيانة للثقة، وشعر لدى عودته من دهرادون في 26 مايو 1964 بتحسن قليل، ولكن توفي نهرو بعدها مباشرة.

وتوفي في 27 مايو 1964 عن عمر يناهز 74 عامًا.