الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المؤسسات الدينية تتصدى لـ "القس المشلوح".. الأزهر يطلق هاشتاج إلا رسول الله.. الإفتاء تطالب باتباع خلقه في رد الإساءة.. والجندي: سفيه أراد أن يشعل الفتنة

النبي محمد صلى الله
النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  •  أخلاق رسول الله لم تكن باكتساب ولا مجاهدة، وإنما جبل عليها في أصل خلقته
  • الشخص البذئ لن يتثير فتنة أمة عاقلة  
  • على المسلمين الدفاع عن النبي محمد بالصبر مع العمل

 

حملت تصريحات القس المشلوح زكريا بطرس، المسيئة لـ النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حالة من الغضب والتضامن والرفض بين عنصري الأمة المصرية مسلم ومسيحي لمحاولات إثارة الفتنة والإساءة للمقدسات والرموز الدينية، ما دفع الكنيسة المصرية لأن تكون أول من يتصدى للإساءات التي تتنافى مع تعاليم الأديان السماوية ورسالة السيد المسيح عليه السلام، لتؤكد في بيان لها أن هذا الشخص لا يمثل إلا نفسه وأنه طرد منذ 20 عاماً لمخالفته تعاليم العقيدة الأرثوذكسية، وأنه تم تجريده من رتبته بعد فشل محاولات توجيهه وإصلاحه، مشددة على رفضها أساليب الإساءة والتجريح لأنها لا تتوافق مع الروح المسيحية الحقة، معلنة محبتها واحترامها الكامل للمسلمين.

سماحة وشرف مكانة الرسول

في الوقت نفسه، بادرت المؤسسات الدينية الإسلامية في مصر وفي مقدمة منها الأزهر الشريف ودار الإفتاء إلى تجاهل مطلق تلك التصريحات والعمل على بيان سماحة وشرف ومكانة الرسول الخاتم والنبي المصطفى وعلو مكانته وسمو أخلاقه من خلال إطلاق عدد من الهاشتاجات المتزامنة مع حالة الغضب التي اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي والتي توحدت خلالها مشاعر المسلمين والمسيحيين على حدٍ سواء، فتصدرت محركات البحث هاشتاجات "إلا رسول الله، رسول الله، إنا كفيناك المستهزئين، عاقبوا زكريا بطرس لشتمه رسول الله".

 الأزهر الشريف ومن خلال منصاته المختلفة كان حريصاً على إبراز الهدي النبوي دون الإشارة للتصريحات أو مطلقها، ليؤكد ضمن هاشتاج "رسول الله" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مجمع المحاسن، وملتقى المحامد، لا تحصى شمائله، ولا تنحصر فضائله، فاقت أخلاقه مكارم الأخلاق، وأثنى عليها القادر الخلاق سبحانه فقال:" وإنك لعلى خلق عظيم"، مشدداً على أن أخلاقه لم تكن باكتساب ولا مجاهدة، وإنما جبل عليها في أصل خلقته، ونقاء فطرته، بجود إلهي، وأدب رباني".

في حين، أطلقت دار الإفتاء المصرية، هاشتاجين، رداً على الإساءة التي تعرض لها النبي هما :"موقف القرآن من إيذاء الرسول"، و"لو كان الرسول بيننا"، مطالبة باتباع خلقه صلى الله عليه وسلم وهديه من خلال خمس عناصر هي: "اصبر واعتبر، اصبر والزم التسبيح والذكر، اصبر وأمهلهم، اصبر بلزوم العمل الصالح، اصبر واثبت على الحق".

واستدلت الدار بقول الله تعالى، {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} (الأحقاف: 35)، «فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (50) وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ (51) وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (القلم: 48).

 

الكاذب الرعديد فشل في إثارة الفتنة

 في الوقت نفسه، وصف الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القمص المشلوح بـ"الكاذب الرعديد المتخلف السفيه"، لافتاً إلى أنه أراد أن يشعل الفتنة في هذا البلد، فتصدت له الكنيسة المصرية قبل أن يتصدى له الأزهر الشريف، وتصدى له القساوسة المخلصون في هذا البلد قبل أن يتصدى له الشيوخ والعلماء والدعاة.

وأشار الجندي إلى خلال برنامج لعلهم يفقهون، إلى أن "هذا الحديث حدث منذ 20 عاما، حيث كان آخر لقاء مع هذا المعتوه على الهواء مباشر، وانتهى الموضوع، إلى درجة أن اضطربت الأخبار فيه إذا كان عايش أو ميت، مضيفاً: «يروننا مسلمين ومسيحيين أحبابًا ويدًا واحدة وحاولوا اختراق الوطن بكل الطرق، أفسدوا الأجواء الرياضية ويزرعون الفتنة بين جماهير الكرة وأي طوائف سواء محامين وأطباء وشيوخ وقساوسة ومعلمين ومدرسين».

وحذر من أن هؤلاء الأشخاص يُصرف عليهم بشكل استخباراتي من دول أخرى؛ لإشعال الأوضاع في مصر، موضحاً: «زكريا بطرس شخص قليل الأدب، الكنيسة تبرأت منه ثم أصبح خارج حدود الوطن، وكان يشتم مستغلًا أجواء الفضائيات في الماضي والكل تصدى له».

وأشار إلى أنه أول وأكثر من تصدى لهذا القمص، معقبًا: «بيني وبينه معارك طاحنة، كنت مشتبكًا مع هذا الكاذب وهناك شهود لازالوا أحياء رأوا طريقة الرد، وزكريا حاول أن يتصل بي وبكل ما أوتي بقوة لاستدراجي خارج مصر وطلبت منه عمل مناظرة وهرب».

 

لا تردوا إساءة الشخص البذيء

في الوقت نفسه، قال الدكتور مبروك عطية العميد السابق بجامعة الأزهر الشريف، إن ما نسمعه من أذي في سيدنا محمد _ صلى الله عليه وسلم موجود بالقرآن وذلك لقوله تعالى «لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ » .

وأضاف خلال بث المباشر عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الله أمرنا بالصبر على ما نسمع ولم يأمرنا بالهيجان في المجتمع وإثارة المشاكل ولم يأمرنا برد الشتائم على من شتم ولكن علينا بالصبر مع العمل وذلك لأن منطق هذه الدنيا هو القوة".

وأوضح أن النبي فرح بدخول عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب إلى الإسلام وذلك لقوتهم فالقوي هو الذي لا يهابه الناس ولا يهاب قول الحق، مشدداً على المسلمين الدفاع عن النبي محمد بالصبر مع العمل لأن العمل سيجعلهم يملكون الدنيا فينشروا أخلاق النبي محمد بمعاملتهم مع الناس .

وقال إن الشخص البذيء الذي أساء للرسول صلى الله عليه وسلم حقق جزء من غرضه وهو إثارة الفتن في المجتمع وإحداث البلبلة لأنه مستعد للرد وإحداث البلبلة أكثر واستقبال الشتائم لكنه لو صادف أمة عاقلة ولا تثير الفتن لم ولن يحصل على مبتغاه.