الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بحضور ملوك ورؤساء العالم.. افتتاح قناة السويس في مثل هذا اليوم

صدى البلد

شهدت بورسعيد في مثل هذا اليوم 16 نوفمبر حفل افتتاح أسطوريا لأهم مجرى ملاحى مائي فى التاريخ. 

حيث  انتهى العمل في حفر قناة السويس في عام 1869 واستغرق عشر سنوات والذي بدأ في عهد الوالي سعيد باشا، وكان الافتتاح في عهد الخديوي إسماعيل الذي قرر أن يقيم حفلا أسطوريا لافتتاح القناة فى بورسعيد.

سافر الخديوى اسماعيل إلى أوروبا في 17 مايو 1869 لدعوة الملوك و الأمراء و رؤساء الحكومات ورجال السياسة و العلم و الأدب والفن لحضور حفل افتتاح القناة فى بورسعيد الذي عزم أن يقيمه في 16 نوفمبر 1869 ..

وبعد أن عاد الخديوي إلى مصر بدأ في الإعداد للحفل الكبير فى بورسعيد فاستخدم 500 طاه وألف خادم ليكونوا في خدمة الضيوف ، وطلب من ديليسبس أن يقوم بالإستعدادات لضيافة ستة آلاف مدعو..

وفي يوم 15 أكتوبر 1869 بدأ المدعوون بالقدوم ضيوفاً على مصر في بورسعيد مقر إقامة الحفل ، والتي ضاقت أرجاؤها بالمصريين القادمين من جميع أنحاء مصر لمشاهدة فعاليات الافتتاح ، بإيعاز من الخديوي إلى مديري الأقاليم ليرسل كل منهم جماعة من الأهالي بنسائهم وأطفالهم و أدواتهم البيتية وركوبهم ، فانتشروا على طول القناة ، أعراب ، وسودانيين وفلاحين ، وصعايدة تعبيراً عن كافة طوائف الشعب المصري ، فيما سافر الخديوي مع حاشيته ووزيريه نوبار باشا وشريف باشا إلى الإسكندرية حيث استقل يخته "المحروسة" وأبحر إلى بورسعيد ..

ورأى الخديوي السفن قادمة من جميع أطراف العالم تحمل ضيوفه الحاضرين على نفقته الخاصة ، واصطفت أساطيل الدول في مرفأ بورسعيد ومن ضمنها الأسطول المصري وقد انتشرت على ضفاف القناة قوات الجيش المصري للحفاظ على نظام الاحتفال ، وانطلقت طلقات المدافع مدوية احتفالا بوصول الضيوف واحدا تلو الآخر ..

▪️أقيمت ثلاث منصات خشبية كبيرة على شاطئ البحر مكسوة بالحرير والديباج ومزينة بالأعلام ومفروشة بأثمن السجاجيد ونشرت في أرجائها الرياحين والورود و صفت فيها الكراسي ، فخصصت منصة الوسط للضيوف وعلى رأسهم مضيفهم خديوي مصر، وخصصت المنصة اليمنى للعلماء المسلمين في مقدمتهم الشيخ السقا و الشيخ العمروسي و الشيخ المهدي العباسي مفتي الديار المصرية ، فيما خصصت المنصة اليسرى لأحبار الدين المسيحي ورجال الإكليروس وعلى رأسهم المنسيور كورسيا أسقف الإسكندرية والمنسيور باور الرسول البابوي ، ونصب على الشاطئ الآسيوي خيالة بورسعيد وعلى الشاطئ الإفريقي المظلات البديعة للجماهير المدعوين ، ووقفت السفن بالمرفأ على شكل قوس وكان عددهم يفوق الثمانين بجانب خمسون حربية منها ست مصرية ومثلها فرنسية واثنتا عشرة إنجليزية وسبع نمساوية و خمس ألمانية وواحدة روسية وواحدة دنماركية واثنتان هولنديتان واثنان أسبانيتان ..

▪️في الثانية بعد ظهر يوم 16 نوفمبر أخذ المدعوون يتقدمون نحو الإيوان و المظلات حتى جلس كل في مكانه فتوسطت الإمبراطورة أوجيني نجمة حفل الإفتتاح الصف الأول وإلى يمينها إمبراطور النمسا والخديوي إسماعيل ثم ولي عهد بروسيا فولي عهد هولندا و عقيلته وإلى يساره جلست مدام اليوت عقيلة سفير إنجلترا بتركيا ( الذي وكله السلطان العثماني بذكر اسمه عند افتتاح القناة ) فالسفير إليوت فالأميرة مورا ، وعلى اليمين جلس الأمير محمد توفيق باشا ولي عهد مصر فالأمير هوفمان لو فمدام أغنانيف فالجنرال أغنانيف ..

▪️دوت المدافع معلنة بداية الحفل الديني ، ووقف شيخ الإسلام محاطاً بالعلماء وتلا ما تيسر من القرآن الكريم ثم دعا الله أن يختص هذا العمل العظيم بعنايته ورعايته و أن يهيئ له النجاح في كل زمان ، ثم تقدم المنسيور كورسيا يحوطه رجال الإكليروس وتلا صلاة حارة دعا الله فيها أن يكلل هذا العمل ويباركه بروح من عنده ، ثم تقدم المسيو باور وألقى بصوت جهوري وبعبارة فرنسية بليغة خطاباً وجهه إلى الخديوي أولا خصه فيه بآيات الشكر والثناء على قيامه بهذا العمل العظيم الذي أدى إلى تصافح الشرق والغرب ..

▪️عند المساء مدت الموائد متتابعة لستة آلاف مدعو و بها أشهى الأطعمة والأشربة ، حتى إذا حلت الساعة الثانية بدت الأنوار والزينات على ضفتي القناة كأنها ضياء الصباح ، وظهر يخت الخديوي "المحروسة" في حلة من الأنوار وأخذ يطلق مدفع بين دقيقة وأخرى والموسيقى تدوي بنغمات الفرح والسرور وانقضى الليل واختتمت الحفلة بالألعاب النارية ، وعند شروق شمس صباح يوم 17 نوفمبر كانت السفن تمر في قناة السويس وقد استعدت للإبحار وتقدمها يخت الإمبراطورة أوجيني زوجة نابليون الثالث على الأرجح و التي كانت أكثر الضيوف رفعةً للمستوى وحظوة باهتمام الخديوي إسماعيل ، لدرجة إقامة قصر مشابه لقصرها في فرنسا على ضفاف النيل وهو سراي الجزيرة ( فندق المصريون حالياً ) كي لا تشعُر بالغربة ، الأمر الذي وصفته في برقية أرسلتها لزوجها «نابليون الثالث» بمُجرد وصولها قالت فيها «لقد وصلت إلى بورسعيد في صحة جيدة ، واستقبال ساحر ، لم أرَ في روعته طوال حياتي» ..

▪️جدير بالذكر أن فرنسا كانت ضيفة شرف حفل افتتاح قناة السويس الجديدة و الذي اقيم في 6 أغسطس عام 2015 ، حيث وجهت  لها دعوة المشاركة ، و شهدت مراسم الإستقبال تقديراً خاصًا للوفد الفرنسي ..

 

FB_IMG_1637052374370
FB_IMG_1637052374370
FB_IMG_1637052372043
FB_IMG_1637052372043
FB_IMG_1637052367582
FB_IMG_1637052367582
FB_IMG_1637052369797
FB_IMG_1637052369797
FB_IMG_1637052365422
FB_IMG_1637052365422
FB_IMG_1637052363201
FB_IMG_1637052363201
FB_IMG_1637052361073
FB_IMG_1637052361073
FB_IMG_1637052358898
FB_IMG_1637052358898
FB_IMG_1637052356810
FB_IMG_1637052356810
FB_IMG_1637052354616
FB_IMG_1637052354616