دموع في حياة النمر الأسود.. هؤلاء أبكوا أحمد زكي ومواقف دفعته لمحاولة الانتحار

بشرة سمراء اللون.. شعر مجعد ملامح جادة تميزها عيون ثاقبة نجحت في اختراق قلوب الملايين وتسيطر على عقولهم.. كلمات تصف الموهوب أحمد زكي حامل لقب النمر الأسود أو الامبراطور وهي القاب ذكرت في أفلام قام ببطولتها لكنه استحقها عن جدارة وظلت باقية رغم رحيله.

الفنان الأسمر لعب ب "البيضة والحجر" طوال ٥٥ عاما من العطاء الفني نجح خلالها في تأدية كافة الأدوار والشخصيات منها الفلاح والصعيدي والبواب والمحامي حتى الرئيس فهو "البريء" الذي أسعد الملايين بفنه العظيم لكنه عاش وحيدا ومات حزينا مريضا.

زكي غير مفهوم البطل الجان

استطاع الراحل أحمد زكي أن يغير مفهوم البطل الأول على شاشة السينما المصرية بعدما كانت تراهن شركات الإنتاج على وسامة البطل قبل موهبته مثل رشدي اباظة الشهير ب" الجان" وشكري سرحان وكمال الشناوي ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي وغيرهم، لذلك عانى أحمد زكي كثيرا من أجل العبور للجمهور، بعد رفض الكثير من المخرجين له بسبب لونه الأسمر وتنقل خلال سنوات من الكفاح والمحاولات من مرحلة المشاهد الصامتة والأدوار الثانوية الى خانة البطل الأول وتصدر أفيشات الأفلام لسنوات طويلة.

بكاء أحمد زكي بسبب سناء جميل

كان القدير أحمد زكي رغم عصبيته المفرطة في بعض الأوقات رقيق القلب "دمعته قريبة" ومن أحد المواقف التي ابكته ما حدث من الفنانة سناء جميل قبل وفاتها.. الموقف رواه الكاتب لويس جريس زوج الفنانة سناء جميل قبل رحيله بعامين، وقال إن زوجته كانت شديدة الإعجاب بموهبة أحمد زكي، وتتابع كل أعماله، وعندما هاجمها سرطان المعدة، وشعرت بعلامات اقتراب الأجل، أعلنت عن رغبتها في العمل مع الإمبراطور.

مؤكدا انها كانت من عشاق الفنان الراحل وتمنت ان يجمع بينهما عمل فني، ولأول مرة تطلب سناء جميل ان تشارك فنانا في عمل فني ولأنها كانت مقتنعة بقيمة احمد ذكي الفنية قررت أن تخبره رغبتها في العمل معه.

أضاف لويس جريس قائلا: "رغم تعب وألم المرض لم تتراجع سناء جميل عن أمنيتها في العمل مع أحمد زكي، وذات مساء أجرت اتصالا هاتفيا بالفتى الأسمر، وقالت له بصوت متعب: يا أحمد إنت فين، عاوزة اشتغل معاك، يا ريت تلحقني قبل ما أموت".
وقالها “انا تحت امرك، ده انتي زي امي انا فى ده اليوم اللي اشتغل فيه مع سناء جميل”.

وتابع أن أحمد زكي تأثر بمكالمة سناء جميل، وعلى الرغم من عدم وجود صداقة قوية بينهما، بكي من حديثها، وقال: "بعد ساعات من المكالمة التليفونية جاء أحمد زكي الى منزلنا في حي جاردن سيتي، يحمل سيناريو فيلم "سواق الهانم"، وكان هذا أول لقاء فني يجمع بين سناء جميل وأحمد زكي".

أما اللقاء الثاني كان فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" والذي أصبح من أهم أفلام السينما المصرية وقال عنه السيناريست وحيد حامد: الفيلم كان علامة فارقة فى مسيرة كل واحد فيهم مشاعر صادقة بين سيد “احمد زكي” وروحية “سناء جميل”.
وتقريبا أغلب مشاهدهم مع بعض فى الفيلم كانت ماستر سين لسه بتأثر فينا لحد النهاردة لأنه كان احساسهم فعلا مكنش تمثيل ان سناء كانت بتحب احمد زي ابنها الوحيد اللي متكسفتش تطلب منه اللي عمرها ما طلبته من حد وفى المقابل لم يتأخر زكي فى تلبية طلب امه.

بكاء أحمد زكي بسبب عادل إمام

كشفت الفنانة فردوس عبد الحميد عن سبب بكاء الفنان الراحل، أحمد زكي، بشدة بسبب الفنان عادل إمام وقالت في حديث تليفزيوني لها إنها كانت مرشحة وأحمد زكي للعب دور البطولة في فيلم "حب في الزنزانة"، من إنتاج عام 1983، ومن إخراج زوجها محمد فاضل.

وتابعت أنه بعد تعاقدها على الفيلم، فوجئت في الصحف بأنه سيبدأ تصوير العمل الفني، ولكن بعد أن تم إسناد البطولة لكلا من عادل إمام والفنانة الراحلة سعاد حسني.

وأشارت فردوس عبد الحميد إلى أن الخبر أصاب أحمد زكي بأزمة نفسية، وجلس يبكي بشدة، بسبب أن الفيلم كان من نصيب عادل إمام في النهاية.

وأكدت في اللقاء التلفزيوني أنها في المقابل لم تحزن وإنما ضحكت، وقالت لنفسها إن الأمر سيكون موضوعيا أكثر بإسناد الدور لسعاد حسني

مواقف دفعت الامبراطور للتفكير في الانتحار

بسبب الحياة الصعبة والمواقف الحزينة والقاسية التي عاشها النجم الأسمر، كانت فكرة الانتحار تراوده كثيرا خلال مشوار حياته ولأسباب مختلفة، وبالفعل أقبل كثيراً على تنفيذها، وكان أول تلك المحاولات بعد النجاح الذي حققه الفنان الأسمر في العرض المسرحي «مدرسة المشاغبين»، حيث تواصل المنتج الراحل إيهاب الليثي مع زكي، ليقدم دور البطولة في فيلم «الكرنك» أمام النجمة سعاد حسني، وهذه كانت أكبر فرحة للنمر الأسود وكان متحمساً للغاية.

بالفعل وقّع أحمد زكي العقد، وحصل على «عربون» وقتها 500 جنيه، وبعد القيام بالتمارين لأداء الدور، رفض الموزع اللبناني ترشيح زكي للدور، بسبب بشرته السمراء، فلم يجد المنتج إلا أن يختار نور الشريف بديلاً له، وعندما طلب من النمر الأسود الحضور إلى المكتب من أجل إلغاء العقد، لم يجد أحمد زكي أمامه سوى أن يمسك بكوب من زجاج، ويكسره محاولاً قطع شرايينه بعد أن ضاع منه الحلم الأول.

وعندما منعه الليثي من قطع شرايينه، جرى إلى شرفة المكتب وحاول أن يلقي بنفسه، لكن سرعان ما أنقذه الفنان الراحل عادل أدهم، وذهب به مسرعا إلى المستشفى لعلاج الجرح

لم يكن الكرنك وحده، السبب في محاولة انتحار أحمد زكي، فكانت هناك محاولات أخرى قد رواها الماكيير محمد عشوب خلال حلقات برنامج «ممنوع من العرض»، قائلاً: «عندما علم النجم الأسمر بزواج طلقيته هالة فؤاد حب حياته، للمرة الثانية بعد طلاقهما، حاول الانتحار بسبب غيرته الشديدة عليها وحبه لها».

أما المحاولة الثالثة للانتحار، عندما سمع بخبر وفاة هالة فؤاد، قال عشوب: «إنه عندما علم بتدهور حالتها الصحية ووفاتها، ذهب إلى حي الخليفة لوجود أحمد زكي هناك لتصويره أحد الأعمال الفنية، ثم جاءت إحدى ممثلات الأدوار الثانوية وهي تبكي لتعزي النمر الأسود».

أضاف عشوب: «من هنا علم أحمد زكي بخبر وفاة أم طفله الوحيد وحبيبته الوحيدة في الحياة، ليدخل في حالة صمت غريبة، ويتجه إلى أحد المنافذ في محاولة للانتحار، إلا أن المنتج محمد السبكي حاول إنقاذه ومنعه، ليدخل في حالة من البكاء الهستيري مردداً: «أنا اللي قتلتها.. أنا اللي موتها».