الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

٧٢ ساعة عاصفة في إثيوبيا.. آبي أحمد يفقد حكمه والعاصمة على وشك السقوط

أرشيفية ـ إثيوبيا
أرشيفية ـ إثيوبيا

دخل الصراع الدائر في إثيوبيا بين قوات نظام آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، وعدد من الجبهات الرافضة لحكمه في مقدمتها جبهة تحرير تيجراي مرحلة اللاعودة.

وشهدت الساعات القليلة الماضية في الصراع الدائر على الأراضي الإثيوبية تطورات خطيرة قد تكون بمثابة النهاية لنظام آبي أحمد، الذي يبدو أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد الأخبار المتداولة والصور المسربة من جبهات القتال التي تشير إلى انهيار قوات نظام آبي أحمد واقتراب قوات جبهة تحرير تيجراي من دخول العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وفي هذا التقرير يرصد موقع «صدى البلد»، تطورات الأوضاع داخل إثيوبيا خلال 72 ساعة الماضية في السطور التالية:

آبي أحمد في جبهة القتال

أعلن رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد، الاثنين، أنه سيتوجه إلى الجبهة، الثلاثاء، لقيادة جنوده الذين يقاتلون المتمردين، في وقت تقترب به المعارك أكثر فأكثر من أديس أبابا.

وقال أحمد في بيان نشره على حسابه في «تويتر»، إنه اعتبارا من الثلاثاء سأتوجه إلى الجبهة لقيادة قواتنا المسلحة.

وأضاف مخاطبا أولئك الذين يريدون أن يكونوا من أبناء أثيوبيا الذين سيفتح التاريخ ذراعيه لهم، دافعوا عن البلد اليوم، الحقوا بنا في الجبهة.

مقتل الآلاف

وأسفرت الحرب التي اندلعت في 4 نوفمبر 2020 في إقليم تيجراي بين القوات الاتحادية وجبهة تحرير شعب تيجراي المدعومة من جيش تحرير أورومو، عن مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليوني شخص.

ويأتي بيان رئيس الوزراء تزامنا مع تأكيدات جبهة تحرير شعب تيجراي مواصلة تقدمها باتجاه العاصمة، مشيرة إلى أنها سيطرت على بلدة شيوا روبت الواقعة على بعد حوالي 220 كيلومترا من أديس أبابا، لكن السلطات تؤكد في الوقت نفسه أن ما يعلنه المتمردون من تقدم عسكري وتهديد وشيك لأديس أبابا مبالغ فيه.

لا بد من تغيير

وأصدر رئيس الوزراء بيانه في أعقاب اجتماع حول الوضع العسكري الراهن، عقدته اللجنة التنفيذية لحزب «الازدهار» الحاكم، وفي ختام الاجتماع أعلن وزير الدفاع أبراهام بيلاي أن القوات الاتحادية تنخرط في عمل مختلف، من دون مزيد من التفاصيل.

وقال الوزير: «لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال، مما يعني أنه سيكون هناك تغيير، ما حدث وما يحدث لشعبنا من فظائع ترتكبها هذه المجموعة المدمرة الإرهابية واللصوصية لا يمكن أن يستمر».

تطبيق حالة الطوارئ

وكانت الحكومة الاتحادية أعلنت في 2 نوفمبر حالة الطوارئ لـ 6 أشهر في أنحاء البلاد، ودعت سكان أديس أبابا لتنظيم صفوفهم والاستعداد للدفاع عن مدينتهم في ظل تزايد المخاوف من تقدم مقاتلي جبهة تحرير شعب تيجراي وحلفائهم نحو العاصمة.

وأرسلت أديس أبابا قواتها إلى تيجراي لإطاحة سلطات الإقليم المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي، بعدما اتهم رئيس الوزراء قوات الإقليم بمهاجمة مراكز للجيش الاتحادي.

ومن هنا يبذل المبعوث الأميركي لمنطقة القرن الإفريقي جيفري فيلتمان ونظيره الإفريقي الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانجو، جهودا حثيثة في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

آبي أحمد يقود جنوده 

رجحت وسائل إعلام إثيوبية سقوط مدينة دبربرهان أمام قوات جبهة تحرير تيجراي خلال الساعات المقبلة، فيما تحدث رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد أنه سيتوجه إلى الجبهة لقيادة جنوده الذين يقاتلون المتمردين.

وذكر حساب "تيجراي بالعربي" على "تويتر" أن مدينة دبربرهان أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بعد تقدم القوات المتحالفة على 4 محاور.

وأضافت أنه وفي الجبهة الخامسة المتجهة غربا سوف تلتقي قوات تيجراي قريبا بأكبر جبهة لقوات جبهة "تحرير أورومو" المتمركزة في غرب العاصمة أديس أبابا، حيث تبعد مدينة دبربرهان عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا 130 كيلومترا فقط.

حمل السلاح والخروج للقتال

ووصل عدد الجماعات المتحالفة ضد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى 9، كلها تهدف لوقف آبي أحمد الذي دعا في رسائل عدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المدنيين إلى حمل السلاح والخروج للقتال.

مغادرة إثيوبيا فورا 

ومن جانب آخر ستقوم الأمم المتحدة بإجلاء جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين من إثيوبيا التي تشهد حربا، وطلبت تعليمات أمنية داخلية للأمم المتحدة من الهيئة أن "تنظم عملية الإجلاء وتحرص على أن يغادر جميع أفراد عائلات الموظفين الدوليين ممن يحق لهم بذلك، إثيوبيا في موعد أقصاه 25 نوفمبر 2021".

هذا ودعت فرنسا رعاياها إلى مغادرة إثيوبيا، في وقت أعلنت قوات جبهة تحرير تيغراي أنها باتت على مسافة 200 كلم برا عن العاصمة أديس أبابا.

وقالت السفارة الفرنسية في أديس أبابا في رسالة إلكترونية بعثتها إلى رعايا فرنسيين: "جميع الرعايا الفرنسيين مدعوون رسميا لمغادرة البلد في أقرب وقت".

وكانت دول أخرى من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد وجهت تحذيرات مماثلة في الأسابيع القليلة الماضية، وسحبت في نفس الوقت موظفين غير أساسيين، كما حثت ألمانيا رعاياها أمس على مغادرة إثيوبيا على أول رحلات تجارية متاحة.

وفي أعقاب معارك طاحنة أعلن آبي أحمد النصر في 28 نوفمبر، لكن مقاتلي الجبهة استعادوا في يونيو السيطرة على القسم الأكبر من تيجراي قبل أن يتقدموا نحو منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.

وأعلنت جبهة تحرير تيجراي هذا الأسبوع السيطرة على شيوا روبت، التي تقع على مسافة 220 كلم إلى شمال شرق أديس أبابا.

كما كررت الولايات المتحدة نداءها لمواطنيها الموجودين في إثيوبيا، وطلبت منهم، مغادرة البلد الإفريقي المضطرب "في أسرع وقت ممكن".

إلا أن وزارة الخارجية الأميركية حثت مواطنيها على الرحيل عن إثيوبيا "باستخدام الرحلات التجارية"، ونفى مسؤولون في الوزارة، خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف، عزم الولايات المتحدة إرسال قوات إلى إثيوبيا، للمساهمة في إجلاء الأميركيين من هناك.

وقال المسؤولون إن تركيز الولايات المتحدة ينصب الآن على الدعوة إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية لمحتاجيها، عبر العمل مع الشركاء الدوليين ومن بينهم الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، حيث كانت واشنطن طالبت مواطنيها أكثر من مرة بمغادرة إثيوبيا بأسرع وقت ممكن، محذرة من تدهور الوضع الأمني في البلاد.

الوضع الحالي داخل الأراضي الإثيوبية 

وتعيش إثيوبيا على وقع اضطرابات سياسية، حيث اندلع القتال قبل عام بين الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، التي كانت تهيمن على الحياة السياسية في إثيوبيا، وبين قوات الحكومة الاتحادية ، وتتهم الجبهة الحكومة بمحاولة ممارسة مركزية السلطة على حساب الأقاليم الإثيوبية، فيما تتهم الحكومة الجبهة بالسعي لاستعادة هيمنتها على البلاد.

ورغم أن القوات الحكومية حققت تقدما في بداية النزاع، فإن الأمور انقلبت لصالح مسلحي جبهة تحرير تيجراي في الأشهر الأخيرة، حيث يتقدمون حاليا صوب العاصمة أديس أبابا.

وتريد جبهة تحرير تيجراي تنحي رئيس الوزراء آبي أحمد من الحكومة، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى الإقليم الشمالي.

يحدث في إثيوبيا

قالت وسائل إعلام تابعة للدولة، الأربعاء، إن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد توجه لإدارة جهود الحرب من الخطوط الأمامية، وإن نائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونين سيتولى إدارة الشؤون اليومية للحكومة في غيابه.

وقال تقرير نشر على موقع "فانا" الإخباري إن المتحدث باسم الحكومة ليجيسي تولو قدم في مؤتمر صحفي، تفاصيل عن نقل مسؤوليات بعض الأعمال اليومية.

وكان أحمد قد أعلن في وقت متأخر، أنه يعتزم قيادة الحرب شخصيا ضد قوات جبهة تحرير تيجراي وحلفائها، وكتب قائلا: "لنلتقي في جبهة القتال، حان الوقت للتضحية من أجل قيادة البلاد".

وهددت قوات تيجراي وحلفاؤها بالزحف إلى أديس أبابا، لكنها تقاتل بشراسة أيضا في محاولة لقطع ممر للنقل يربط بين إثيوبيا الحبيسة وميناء رئيسي في جيبوتي.

وقال المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان، أمس الأربعاء،، إن الجيش الإثيوبي وجماعات مسلحة من الأقاليم تمكنوا إلى حد ما من وقف تحركات قوات تيغراي لـ قطع الممر، لكن قوات تيجراي تمكنت من التحرك جنوبا صوب العاصمة.

صرح المبعوث الأميركي جيفري فيلتمان بأنه يرى "تقدما هائلا" محرزا في محادثات أطراف الصراع في إثيوبيا، معبرا عن خشيته رغم ذلك من أن تسبقها التطورات العسكرية "المثيرة للقلق" في الحرب المستمرة منذ عام في ثاني أكبر دول أفريقيا من حيث عدد السكان.

أن التطورات تتسارع في إثيوبيا فى ظل اقتراب جبهة تحرير تيجراى من العاصمة أديس أبابا، ودعت العديد من الدول رعاياها هناك بمغادرة اثيوبيا على الفور، يأتى ذلك فى ظل دعوات متجددة للخارجية الأمريكية وسفارتها فى أديس أبابا، لرعاياها بضرورة المغادرة على الفور بسبب الأوضاع الأمنية.

الصحة العالمية عاجزة عن المساعدة 

ومع تصاعد أعمال القتال، دعا برنامج الأغذية العالمية التابع للأمم المتحدة جميع أطراف النزاع فى أثيوبيا إلى احترام العمليات الإنسانية والسماح بمرور الإغاثة الإنسانية الى المدنيين دون عوائق.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها عاجزة عن إيصال المساعدات والأدوية إلى سكان تيجراى الواقع تحت حصار منظم من جانب النظام الإثيوبي، وحذرت المنظمة من أن سكان تيجراى باتوا يموتون بسبب نقص الأدوية. 

ومن جانب آخر ذكرت تقارير إعلامية ،اليوم الأربعاء،  أن الجيش الأمريكي نشر 3 سفن حربية وقوات من العمليات الخاصة في جيبوتي، وأشارت التقارير إلى أن هذه القوات بغرض تقديم المساعدة للسفارة الأمريكية في أديس أبابا، إذا تفاقم الوضع في البلاد، وقالت التقارير الاعلامية ان نشر عناصر من القوات الخاصة يشير الى تزايد مخاوف الولايات المتحدة فيما يتعلق بالحالة الأمنية المتدهورة في إثيوبيا

لأن قادة تيجراي تحدى سلطة آبى أحمد حينما قرروا المضي قدما في إجراء الانتخابات، ما دفع أديس أبابا لتقليص الأموال الفيدرالية المخصصة للمنطقة ما اعتبرته الجبهة بمثابة عمل حربي.