الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

راية سوداء والتنفيذ فجرا.. ماذا يحدث داخل غرفة الإعدام وكواليس آخر دقائق في حياة المعدوم؟

غرفة الاعدام
غرفة الاعدام

مكان لا ترغب في دخوله على الإطلاق لكن يقودك الفضول لمعرفة شكله وتفاصيله.. مظلم و رطب قابض للقلوب والأرواح الآثمة.. إنها "غرفة الإعدام". 

 

في أعقاب كل قضية تسدل عليها المحكمة الستار بإعدام المتهمين فيها نتساءل عن كيفية تنفيذ حكم الإعدام وعن شعور من يقتاده السجان لتلك الغرفة المرعبة، هل هو مثل ما نراه في الأفلام العربية من صراخ وانهيار وهل الغرفة التي تظهر في تلك الروايات مطابقة لما هي عليه في الواقع. 

 

آخر أحكام الإعدام النهائية ذلك الذي أصدرته أمس محكمة النقض بحق 22 متهما من جماعة أنصار البيت المقدس وبينهم الضابط الخائن محمد عويس الذي سلم روح صديقه الشهيد البطل محمد مبروك للارهابيين وذلك الحكم لم يبق على تنفيذه سوى تصديق رئيس الجمهورية فقط ويصعد عيسوي وأعوانه على طبلية المشنقة. 

 

يستعرض "صدى البلد" الكواليس الكاملة لما يدور داخل السجن وغرفة الإعدام قبل تنفيذ أي حكم حيث تكون الإجراءات واحدة في كافة السجون طبقا لما تنص عليه اللوائح والقوانين. 

 

الراية السوداء 

 

فجر يوم تنفيذ حكم الإعدام يرفع السجن "راية سوداء" على ساري أعلى أسوار السجن فتسود حالة من الارتباك والخوف لمن يراها كحال أهالي منطقة درب سعادة والدرب الأحمر الذين يقع وسط منازلهم سجن الاستئناف الذي يحتوي على أشهر غرفة إعدام بين سجون مصر كافة وانتهت فيها أرواح أشهر وأخطر عتاة الإجرام. 

 

وتدل الراية السوداء على تنفيذ حكم الإعدام بأحد المسجونين وفرض إجراءات مشددة داخل السجن وخارجه لحين الانتهاء من عملية الإعدام وتسليم جثمان المحكوم لذويه أو إرساله للمشرحة وتظل مرفوعة لمدة 3 أيام بداية من يوم التنفيذ. 

 

حبل مشنقة وطبلية خشب

 

يتطلب الوصول إليها السير فى طرقة طويلة ومنها إلى باب حديدى كبير به حوش واسع.. حجرة متطرفة على اليمين لا تتميز عن باقى حجرات السجن سوى بالكلمة التى كتبت عليها «غرفة الإعدام».

 

الحجرة بها مدخل رئيسى ثم عتبة صغيرة يعبر منها المحكوم، غير مضاءة بشكل جيد، بسيطة للغاية، توجد بها فتحتان صغيرتان للتهوية، فارغة تماما لا تحتوى إلا على المشنقة وأسياخ الحديد التى يغلق بها عشماوى طبلية الإعدام ونقالة على جانب الحجرة، وخشبة الإعدام عبارة عن طبلية مكونة من ضلفتين خشبيتين تفتح من المنتصف إلى أسفل عن طريق فرملة يسحبها عشماوى للخلف توجد تحت الطبلية بئر عمقها 4 أمتار بعد تثبيت المذنب عليها وربطه بالجنازير من يديه وقدميه ثم جنزير حديدى ينتهى بصامولة حديدية يتم فتحها لتركيب حبل المشنقة فيها.

 

عشماوي 

 

منفذ الإعدام يطلق عليه "عشماوي" نسبة لأول من عمل بتلك المهنة والتي تتطلب سنوات من التدريب حتى العمل بها.. ويتمثل دور عشماوي في معاينة غرفة الإعدام حتى يتأكد من صلاحيتها لتنفيذ الحكم، وضبط حبل المشنقة حيث أن طول الحبل يتحدد على أساس طول المسجون ووزنه، وبعدها يسحب عشماوى ذراع الطبلية بعد أخذ إشارة التنفيذ من رئيس المصلحة أو أحد ممثلى القضاء فتفتح الضلفتان ويسقط جزء من جسد المتهم فى البئر، بحيث لا تلامس قدماه أرض البئر، وتحدث هذه العملية كسرًا فى فقرات الرقبة وتهتكًا فى النخاع الشوكى فيموت على إثرها المحكوم عليه خلال دقيقة أو دقيقتين على الأكثر، ويترك بعدها لمدة نصف ساعة فى الحبل حتى يتجلط الدم الذى ينزف منه عقب عملية الشنق.

 

نفسك في ايه قبل ما تموت 

 

يسبق تنفيذ حكم الإعدام عدة اجراءات حيث يتوجب على ممثل النائب العام الذي سيحضرها إتباعها والتأكد من تنفيذها، فبعد أن يصدق رئيس الجمهورية على حكم الإعدام يتم إيداع المحكوم عليه بالإعدام فى السجن "انفرادي" بناء على أمر تصدره النيابة العامة، ويكون السجين مرتديا للبدلة الحمراء، على أن يتم السماح للمحكوم عليه بالإعدام بأداء فروض دينه وتسهيل هذه الإجراءات له حيث يلتقيه أحد رجال الدين، كما يجوز له مقابلة أقاربه فى قبل يوم الحكم ولكن فى مكان بعيد عن مكان التنفيذ.

 

وحدد القانون ثلاثة فقط يحق لهم حضور تنفيذ حكم الإعدام، بنص المادة (474) من قانون الإجراءات الجنائية، وهى «يجب أن يكون تنفيذ عقوبة الإعدام بحضور أحد وكلاء النائب العام ومأمور السجن وطبيب السجن أو طبيب آخر تنتدبه النيابة العامة، ولا يجوز لغير من ذُكروا حضور التنفيذ إلا بإذن خاص من النيابة العامة، ويجب دائماً أن يُؤذن للمدافع عن المحكوم عليه بالحضور، وأن يُتلى الحكم الصادر بالإعدام منطوقاً والتهمة المحكوم من أجلها على المحكوم عليه فى مكان التنفيذ بمسمع من الحاضرين، وإذا رغب المحكوم عليه فى إبداء أقواله حرر وكيل النائب العام محضراً بها».

 

 

تنفيذ الإعدام فجرا 

 

تنفيذ عقوبة الإعدام فجرا له أبعاد دينية وأبعاد تنظيمية وقانونية منها:

 

1- فكرة تنفيذ الإعدام في وقت محدد جاءت من الغرب الذي بدأ ينفذ الإعدام في منتصف الليل، لكن في المنطقة الإسلامية اختاروا تنفيذ الإعدام فجرًا.

 

2- يوفر وقت كاف للمسؤولين وأهل الميت باستصدار كل الأوراق اللازمة التي تخولهم استلام الجثة.

 

3- دينيا، يتيح دفن المعدوم في نفس اليوم، وهذا يتناسب مع فكرة إكرام الميت دفنه.

 

4- يسمح أيضا بتنفيذ العقوبة من دون بلبلة أو فوضى في السجن، لأن الجميع يكون نائماً.

 

5- نفسيًا، يقال إن الإنسان في الفجر يكون في أكثر حالات هدوئه النفسية والمستقرة، كما أن هذا يتعلق بمن هم حوله من منفذي العقوبة الأمر الذي يحافظ على سلاسة الإعدام فجرا.

 

6- يتيج الإعدام فجراً للشخص الذي تم إعدامه فرصة الصلاة، وبالتالي يذهب المعدوم إلى ربه بعد أدائها في حال رغبته ذلك.