الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكراه الـ 50 .. تلاوات ومدائح نادرة لكراون الإنشاد طه الفشني

الشيخ طه الفشني
الشيخ طه الفشني

تحل اليوم الجمعة، العاشر من شهر ديسمبر لعام 2021، السادس من جمادى الأول، ذكرى رحيل كروان الإنشاد والتلاوة الشيخ طه الفشني، والذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم لعام 1971.

كروان الإنشاد والتلاوة

وفيما يلي يستعرض موقع "صدى البلد" بعضاً من تراثه النادر وتسجيلاته التي أثرت المكتبة الإسلامية كأحد أعلام مدرسة التلاوة في مصر:

الشيخ طه حسن مرسي الفشني أحد أعلام قراءة القرآن والمنشدين المصريين، ولد سنة 1900م بمركز الفشن جنوب محافظة بني سويف، حفظ القرآن ثم تعلم القراءات.

وهو علمٌ من أعلام مصر والعالم العربي والإسلامي كمُنشدٍ وقارئ للقرآن الكريم، والذي لم يترك صوته مجالًا إلا وكانت له بصمة فيه، ما بين تلاوة القرآن وتراتيل التواشيح وإنشاد المديح، صوته واسمه محفوران في ذاكرتنا كأشهر مؤذن، لصوته عذوبة وحركة لم يمتلكها أحد غيره، ينتقل بين مقامات الموسيقية بصورة غير مألوفة، وعندما تسمعه وهو يقرأ القرآن كأنك تسمع واحدًا غيره وهو ينشد المديح، خصوصية وعزوبة صوته لم يمتلكها أحد سواه، نشعر بها عندما يخرج بصوته في ساعة عصاري منشدًا الأذان.


جليس الملك
حمل العام 1937 شهرة واسعة للشيخ طه الفشني فاقت كل العالم، وفي 1943م رشح لإحياء شهر رمضان في قصر الملك فاروق، وكان الملك فاروق يجلس بجواره لمدة 45 دقيقة قراءة، وكان كل عام يرسل له دعوة لتناول الإفطار على المائدة الملكية، وحضر تسجيلات وإحياء شهر رمضان حتى 1952، وحصل على أنواط الامتياز من ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية المغرب وماليزيا والسعودية وتركيا.
 


كيف جُمع تراث الفشني؟
في مقابلة خاصة أجراها موقع صدى البلد مع المستشار زين طه الفشني نجل الشيخ الراحل قال :"قدرني الله وجمعته من المحبين وأنفقت أكثر من 80 ألف جنيه، لتنقية ومراجعة وطبع تسجيلاته، بدأت فى تجميع تراثه حفاظا عليه كصاحب صوت يصعب تقليده، ولقبه المتخصصون بـ"ملك عذوبة الصوت" و"أشهر مؤذن فى دولة التلاوة"، وتنقلت ما بين الإذاعة المصرية وأصدقائه حتى حصلت على التراث القرآنى والتواشيح الدينية للشيخ، واتفقت مع شركة صوت القاهرة على عمل "مكساج" تنقية للصوت، وأجاز الأزهر الشريف سنة 97 التلاوات القرآنية، وطبعت القرآن والتواشيح على أسطوانات "سى دى"، تضم قراءات للفشنى فى القصر الملكى وأخرى ضمن خاتمة للقرآن مع آخرين من القراء، وأهديتها إلى الإذاعة المصرية، وكذلك تسجيلات نادرة للأذان إلى عدد من القنوات".

ويضيف المستشار زين: “والدي كان يقرأ القرآن الكريم بـ16 مقام صوت لعذوبة وحلاوة صوته، وعمل معه عدداً كبيراً من الملحنين على رأسهم المطرب محمد عبد الوهاب، الذي لحن له بعض الأناشيد الدينية”.
 


كروان الإنشاد
ارتبط اسم الشيخ طه الفشني بفن الابتهال والتواشيح الدينية أكثر من التلاوة، منذ انطلاق صوته في الاذاعة سنة 1937، باعتباره التلميذ النجيب للمنشد الشيخ على محمود، وأصيب الشيخ الفشني بمرض في القلب في الستينيات منعه من تسجيل المصحف المرتل في الإذاعة المصرية في بداية الستينيات مع الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ محمود على البنا والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ عبدالباسط عبدالصمد، لكنه استطاع أن يتربع على عرش دولة الانشاد الديني، إلى جانب شهرته كقارئ للقرآن، فكان يجيد تلاوة القرآن بالقراءات العشر وإنشاد المديح بست طرق مختلفة.

رحلة قارئ الإذاعة وقصر عابدين 

في إحدى الليالي بحي الحسين عام‏ 1937‏، كان في حفلة ضخمة وكان يحضرها سعيد باشا لطفي، رئيس الإذاعة المصرية، وكانت هناك علاقة خاصة تجمع بين الشيخ على محمود والشيخ طه الفشني لأنه يعتبره تلميذه وامتدادا له، وأعطى الشيخ على محمود الفرصة للشيخ طه الفشني أن يقرأ أمام رئيس الإذاعة، وأعطى الشيخ على محمود مقعده للشيخ طه وبدأ يقرأ القرآن.
وفي يوم تجلٍ للشيخ طه وغرد فيه بشكل غير طبيعي لدرجة أبهرت سعيد باشا لطفي، رئيس الإذاعة، وبعد أن أنهى الشيخ طه القراءة استدعاه رئيس الإذاعة وقال له: "يا شيخ طه بكره لازم تكون عندنا في الإذاعة المصرية‏، وصوتك لازم يأخذ فرصته ويستمع له الناس في كل بر مصر"، وفي اليوم التالي ذهب الشيخ طه الفشني للإذاعة وأجرى اختبارا والتحق بالإذاعة المصرية سنة ‏37‏، وقدرت لجنة الاستماع صوته بأنه قارئ من الدرجة الأولى الممتازة، وكان مخصصا له قراءة ساعة إلا ربع في المساء في الإذاعة المصرية‏.


كانت الإذاعة بمثابة محطة مهمة للشيخ طه الفشني، لأن اسمه انتشر في كل مكان في بر مصر، بعدها بفترة حانت له فرصة أن يلازم الشيخ مصطفى إسماعيل في السهرة الرمضانية في السرايا الملكية عند الملك فاروق.
وبعد التحاقه بالإذاعة المصرية، كان يذاع للشيخ الفشني أسبوعيًّا في المساء يومي السبت والأربعاء تلاوته على الهواء مباشرة مدة كل تلاوة 40 دقيقة، وظل الشيخ طه الفشني منذ عام 1943 وحتى قيام ثورة 1952 يقرأ القرآن الكريم بقصري عابدين بالقاهرة ورأس التين بالإسكندرية لمدة 9 سنوات، ويستمع الملك فاروق إلى تلاوته التي تمتد إلى 45 دقيقة، فضلًا عن الدعوة الملكية للشيخ طه الفشني لتناول طعام الإفطار على المائدة الملكية في شهر رمضان كل عام.