الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جديد الكتب خان.. رواية «مقبرة قزحية للروح» للكاتبة التشيلية لينا مرواني

صدى البلد

صدرت أمس، الثلاثاء، في القاهرة عن الكتب خان للنشر بالقاهرة النسخة العربية من رواية “مقبرة قزحية للروح” للكاتبة التشيلية من أصل فلسطيني لينا مرواني، وترجمة مشيرة موسى عن اللغة الإسبانية.

تُقدم لينا مرواني في هذه الرواية المؤثرة تجربة خاصة، ومتفردة حول إصابة جعلت منها شبه عمياء، تُعيد فيها، ومن خلالها، رؤيتها للعالم واستكشافه مرة أخرى، ولكن بعينين مدممتين وحواس متأهبة.  


عن الرواية: 
على الرغم من خصوصية التجربة التي تمر بها الكاتبة إلا أنها نجحت في أن تجعل من الخاص عامًا؛ باستبطانها مشاعرها، وتحسس العالم من حولها: مشاعر إخوتها وأمها ورفيقها، كذلك تصف لنا علاقتها بحاسة الصوت بديلاً عن النظر، وباللمس والحميمية مع الأشياء والأشخاص - حتى أنها تكتشف أثناء عجزها عن الرؤية - علاقتها بالعالم مرة أخرى، فتستعيد ذكرياتها مع أمها وأبيها، وكذلك تحلل علاقتها برفيقها "إيجناثيو"، وأخويها وعلاقتها بالطبيب والجراح وسكرتيرته، التي تتراوح بين الغضب والامتنان. 


تواجه العالم بعينين آفلتين مدممتين، وتتخيل مصيرها القادم إذا عجز الطب عن مداواة العينين، لكنها وبعد العملية، ورغم ثورتها وغضبها تلجأ إلى حل أخير ومبتكر، حيث تعرض على طبيبها أنه في حالة إصابتها بالعمى التام، يسعى لزراعة عين بديلة، الأمر الذي يدهش الطبيب. 

تجربة مثيرة وخاصة عن علاقة الإنسان بحواسه، وعلاقته بالعالم من حوله، بالأصوات واللمس والشم، بالروح والعجز والتحدي.  

قدمتها الكاتبة في شكل مقاطع وشذرات مركزة وكثيفة المشاعر في الوقت نفسه، بحيث يتداخل الحوار مع السرد مع المونولوج ببساطة، ويسعى المشهد، أو الفقرة، للكشف عن طعم الحياة في ظل العجز.


من الرواية:                                                     
(كان الأمر في طور حدوثه. في تلك اللحظة تحديدًا. منذ وقت طويل وهم يحذرونني ومع ذلك. تسمرت في مكاني، ويداي المبللتان تصارعان الهواء. استمر الناس الموجودون في القاعة في أحاديثهم والضحك بصوت عالٍ، حتى في همسهم كان صوتهم عاليًا بينما بقيت كما أنا. وكان أحدهم يصيح فيهم بصوت مرتفع أعلى من الآخرين بأن يخفضوا صوت المذياع، وألا يحدثوا ضوضاء لأنه في تمام الساعة الثانية عشرة سيتصل الجيران بالشرطة. ركزت في ذلك الصوت المزعج الذي يبدو أنه لم يكن يَكِلُّ من التأكيد على أن الجيران يخلدون إلى النوم مبكرًا حتى في أيام السبت. هؤلاء الأمريكيون لم يكونوا أناسًا يحبون السهر كحالنا نحن، محبي الاحتفالات. كانوا بروتستانت ويشكُّون في حال ما إذا حرمناهم من أن يتذوقوا طعم النوم. على الجانب الآخر من الحوائط، من فوقنا ومن تحت أقدامنا، يموج كل هذا الكم الهائل من الأمريكيين المعتادين على الاستيقاظ مبكرًا بجواربهم ذات الأربطة المعقودة. الأمريكيون الذين يجلسون كل صباح لتناول فطورهم من الحليب البارد والحبوب بملابسهم الداخلية المتأنقة وبوجوههم الواجمة. لكن لا أحد يلقي بالًا بالساهرين، برؤوسهم التي تغوص أسفل الوسائد، بحلوقهم المحشوة بحبوب الأدوية التي لم تخفف عنهم أرقهم ما دمنا مستمرين في النقر على مهبط السلم بأحذيتنا. هم من كانوا يقومون بنقر الأرضية بأحذيتهم، في الصالة. أنا لا. فقد ظللت قابعة في غرفة نومي، بذراعي الممددة نحو الأرض). 

لينا مرواني: كاتبة وباحثة تشيلية، من أصل فلسطيني، ولدت سنة 1970، تُدر س الثقافة الأمريكية اللاتينية والكتابة الإبداعية في جامعة نيويورك، حصلت على العديد من الجوائز وترجمت أعمالها إلى لغات عدة، صدر كتابها "أن تعودي فلسطين" بالإنجليزية والإسبانية، صدرت ترجمته العربية عن الكتب خان في 2021. تعمل حاليا معارة إلى جامعة مدريد بإسبانيا لتدريس أدب أمريكا اللاتينية. 

مشيرة موسى: (1982) باحثة ومترجمة مصرية، حاصلة على الدكتوراه في أدب أمريكا اللاتينية سنة 2012، تعمل مدرس بقسم اللغة الإسبانية بكلية الألسن. 

شاركت في العديد من المؤتمرات حول أمريكا اللاتينية والإسبانية وقدمت العديد من الأوراق البحثية في أدب أمريكا اللاتينية.