الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزمة عالمية.. طرق تعزيز نشر الطاقة المتجددة.. أفريقيا تمتلك وفرة من مواردها المتجددة وتصبح مثال عالمي يحتذي به.. والعالم يتخلي عن الوقود الاحفوري قريبا

الطاقة المتجددة
الطاقة المتجددة

دفع ارتفاع أسعار الطاقة إلي مستويات قياسية في جميع انحاء العالم، بسبب الاعتماد الكبير علي “الوقود الاحفوري”، أغلب دول العالم إلي تحفيز إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، ولكن هناك حاجة إلى نشر أسرع في جميع الدول وقطاعاتها الرئيسية للوصول إلى "صافي صفر انبعاثات".

وفي ظل أزمة الطاقة التي يعاني منها العالم، بسبب الاعتماد علي “الوقود الاحفوري” الذي لعب دورا أساسيا في التغير المناخي، وتسبب في العديد من الكوارث الطبيعية، واجه “الوقود الاحفوري” العديد من الانتقادات من المنظمات البيئية والأممية، بسبب مساهمته الرئيسية في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وارتفاع سعره.

وينتج عن توليد الكهرباء من الوقود الاحفوري الكثير من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، حيث أثبتت الدراسات أن الكهرباء المولدة من الوقود الاحفوري في أمريكا تمثل 27٪ من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهذا لا يشمل فقط ثاني أكسيد الكربون ولكن أيضًا الميثان.

ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تعد الكهرباء المولدة من مصادر متجددة آخذة في الارتفاع، وسوف تكون الطاقة المتجددة هي المصدر الأسرع نموًا لتوليد الكهرباء.

وقال موقع “إنرجي كابيتال باور” إن إفريقيا تمتلك وفرة من موارد الطاقة المتجددة التي يمكن من خلال الاستثمار المناسب، وضع القارة كمثال عالمي للانتقال من الوقود الاحفوري إلي الطاقة المتجددة.

وعلي سبيل المثال المغرب، بإمكانياته الكبيرة في مجال الطاقة الشمسية، والكونغو، بإمكانياتها الكهرومائية، وجنوب إفريقيا، في مجال الطاقة الشمسية، ومصر وغيرها من دول أفريقيا.

وتهدف إستراتيجية الطاقة المتجددة في مصر إلى الوصول إلى نحو 42% من إجمالي الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة بحلول عام 2035، استكمالًا للطفرة الهائلة التي شهدها القطاع خلال عام 2021، حسبما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتمثل دول أفريقيا، أسواقًا متنامية للطاقة المتجددة، ومع تعافي القارة من تداعيات جائحة كورونا، وتوجه المستثمرين العالميين أعينهم إلى مشاريع الطاقة النظيفة، تشهد إفريقيا ارتفاعًا في تطورات الطاقة المتجددة.

وفي عام 2021، تم إطلاق العديد من المشاريع الكبيرة، مما عزز مكانة إفريقيا كمنافس للطاقة النظيفة.


مشروع الهيدروجين الأخضر في ناميبيا - 5 جيجاوات


اختارت حكومة ناميبيا شركة "HYPHEN Hydrogen Energy" لتنفيذ مشروع الهيدروجين الأخضر الضخم.

و يقع المشروع في منتزه Tsau // Khaeb الوطني، وسيساعد المشروع الذي تبلغ تكلفته 9.4 مليار دولار على وضع ناميبيا في موقع اقتصاد الهيدروجين الأخضر، مع منح “HYPHEN” جدولًا زمنيًا مدته 40 عامًا لإنشاء وتشغيل المشروع.

وخلال المرحلة الأولى، المتوقع دخولها حيز الإنتاج في عام 2026، سيخلق المشروع 2 جيجاواط من الطاقة المتجددة، مع زيادة السعة إلى 5 جيجاواط في مراحل التوسع الأخرى.

 

محطة توليد الطاقة الكهرومائية الكوليتية - 600 ميجاوات


في 12 أبريل 2021، وقعت الكونغو والكاميرون اتفاقية امتياز مع شركة "China Gezhouba Group" لبناء محطة كهرومائية بقيمة 700 مليون دولار على نهر دجا. 

ومع قدرة إنتاجية تقدر بـ 600 ميجاوات، سيمكن المشروع من إنتاج الكهرباء التي تشتد الحاجة إليها لكل من الكونغو والكاميرون، ومن المتوقع اكتمال المشروع في عام 2025.


محطات الطاقة الشمسية في جمهورية الكونغو الديمقراطية - 200 ميجاوات

وقعت شركة الكهرباء المملوكة للدولة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، اتفاقيات شراء الكهرباء من محطتين للطاقة الشمسية في منطقة حزام النحاس في الكونغو.

وتقع محطتا الطاقة الشمسية في بلدة كولويزي وليكاسي، وبقدرة تقدر بـ 100 ميجاوات لكل منهما، وستكلف محطتي الطاقة الشمسية 148 مليون دولار و 157 مليون دولار على التوالي.


محطة موجالاكوينا للطاقة الشمسية - 100 ميجاوات

تم اختيار شركة بيليه جرين إنرجي و إي دي إف رينيوابلز، لتكون المنفذ لمشروع بناء مصنع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 100 ميجاوات في منجم موجالاكوينا في جنوب إفريقيا.

وتشكل محطة الطاقة الشمسية جزءًا من استراتيجية شركة أنجلو أمريكان بلاتينيوم (أمبلانتس)، الأوسع لدمج الطاقة المتجددة مع عمليات التعدين، وستساهم بشطل كبير في حياد الكربون.


مشروع شومبا للطاقة الشمسية - 100 ميجاوات


ضمنت شركة “شومبا انيرجي” التزامات استثمارية بلغ مجموعها 950 ألف دولار أمريكي في مشروع الشركة للطاقة الشمسية الذي تبلغ تكلفته 80 مليون دولار، بطاقة 100 ميجاوات في بوتسوانا. 

ومع التمويل الكامل المتوقع بحلول الربع الثاني من عام 2022، سيصبح المشروع الأكبر في بوتسوانا. 

ومع ابتعاد الشركة عن الوقود الأحفوري، يمثل المشروع خطوة مهمة في الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.


8 محطات شمسية في غانا - 10 ميجاوات - 100 ميجاوات لكل منها


أعلنت حكومة غانا، عن خطط لبناء ثماني محطات للطاقة الشمسية في البلاد.

وستتراوح طاقات المحطتين من 10 ميجاواط إلى 100 ميجاواط لكل منهما، وسيتم ربطهما بنظام النقل الوطني المترابط.

ومن المتوقع أن يبدأ اختيار الموقع في الربع الأول من عام 2022، مع تحديد سعة المصنع حسب الحجم والمواصفات المقدمة من قبل المستثمرين.


نافذة العطاء ـ جنوب أفريقيا


في عام 2021، أطلقت جنوب إفريقيا نافذة العطاء، وتهدف نافذة العطاء إلى شراء ما يقدر بنحو 2600 ميجاوات من الطاقة المتجددة، منها 1600 ميجاوات تشمل طاقة الرياح البرية و 1000 ميجاوات من الطاقة الشمسية.

ومن بين مقدمي العطاءات المائة، تم اختيار 25 من قبل دائرة الموارد المعدنية والطاقة.

 

إنجازات الطاقة المتجددة في مصر


حسب وحدة أبحاث الطاقة، فقد نجحت مصر خلال 2021 في إنجاز عدد من المشروعات، وتحقيق إنتاجية مرتفعة من الطاقة النظيفة، وهي كالآتي:

  • وصلت إنتاجية الطاقة الكهرومائية خلال الربع الأول من العام المالي 2021-2022 إلى نحو 4 آلاف و44 جيجاواط/ساعة.
  • سجلت مشروعات طاقة الرياح نحو 1664 جيجاواط/ساعة.
  • بلغت الكهرباء المنتجة من الخلايا الشمسية المتصلة بالشبكة نحو 1246 جيجاواط/ساعة.
  • بلغت الكهرباء المولدة من الوقود الحيوي نحو 3 جيجاواط/ساعة.
  • نفذّت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة محطة طاقة رياح بقدرة 250 ميجاواط في منطقة خليج السويس، ومحطة خلايا شمسية بقدرة 50 ميجاواط في منطقة الزعفرانة.
  • بدء التشغيل التجاري لمحطة طاقة رياح بقدرة 250 ميجاواط في منطقة خليج السويس.

 

ويتواصل العمل في مشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان، إذ جرى إنجاز 32 محطة بقدرة 1465 ميجاواط، وبحلول عام 2022 سيجري الانتهاء من المحطات الـ8 المتبقية لتصل قدرة المشروع الإجمالية إلى 2000 ميجاواط.
 

الطاقة المتجددة حول العالم


قالت وكالة الطاقة الدولية، إن قدرة العالم على توليد الكهرباء من الألواح الشمسية وتوربينات الرياح وغيرها من مصادر انتاج الطاقة المتجددة، في طريقها للنمو بشكل سريع خلال السنوات المقبلة، ومن المتوقع أن يسجل عام 2021 رقماً قياسياً جديداً لعدد محطات انتاج الطاقة المتجددة.

وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف المواد الرئيسية المستخدمة في صناعة الألواح الشمسية وتوربينات الرياح، فمن المتوقع أن ترتفع "قدرة" الطاقة المتجددة الجديدة هذا العام إلى 290 جيجاوات، متجاوزة أعلى مستوى لها، وذلك وفقًا لـ أحدث إصدار من تقرير سوق الطاقة المتجددة السنوي لوكالة الطاقة الدولية.

وبحلول عام 2026، من المتوقع أن ترتفع قدرة الطاقة المتجددة العالمية، بأكثر من 60٪ من مستويات عام 2020، أي إلى أكثر من 4800 جيجاوات، وهو ما يعادل إجمالي قدرة الطاقة العالمية الحالية للوقود الأحفوري والنووي مجتمعين.

ومن المقرر أن تمثل مصادر الطاقة المتجددة ما يقرب من 95٪ من الزيادة الشاملة في قدرة الطاقة العالمية حتى عام 2026، حيث توفر الطاقة الشمسية الكهروضوئية وحدها أكثر من نصف هذه النسبة.

ومن المتوقع أيضا، أن تكون كمية الطاقة المتجددة المضافة خلال الفترة من 2021 إلى 2026 أعلى بنسبة 50٪ من 2015 إلى 2020، وهذا مدفوع بدعم أقوى من الحكومات وهدف الوصول للطاقة النظيفة، التي تم الإعلان عنها قبل وأثناء مؤتمر تغير المناخ في جلاسجو .

وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية: “تعد الإضافات القياسية للكهرباء المتجددة هذا العام والتي تبلغ 290 جيجاوات علامة أخرى على ظهور اقتصاد عالمي جديد للطاقة، وتشكل أسعار السلع والطاقة المرتفعة التي نشهدها اليوم تحديات جديدة لصناعة الطاقة المتجددة، لكن ارتفاع أسعار الوقود الاحفوري يجعل أيضًا مصادر الطاقة المتجددة أكثر قدرة على المنافسة”.

ولا تزال الصين هي الرائدة عالميًا في إنتاج الطاقة المتجددة، ومن المتوقع أن تصل إلى 1200 جيجاوات من إجمالي طاقة الرياح والطاقة الشمسية في عام 2026، أي قبل أربع سنوات من هدفها الحالي لعام 2030.

ومن المقرر أن تحتل الهند المرتبة الأولى من حيث معدل النمو، كما تسير عمليات نشر الطاقة المتجددة في أوروبا والولايات المتحدة على المسار الصحيح لتسريع وتيرة الانتاج بشكل كبير مقارنة بالسنوات الخمس الماضية.

وتمثل هذه الأسواق الأربعة معًا، 80 ٪  من نمو الطاقة المتجددة حول العالم.

وقال الدكتور بيرول: “إن نمو مصادر الطاقة المتجددة في الهند رائع، حيث يدعم هدف الحكومة المعلن حديثًا للوصول إلى 500 جيجاوات من قدرة الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 ويسلط الضوء على إمكانات الهند الأوسع لتسريع انتقالها إلى الطاقة النظيفة، كما تواصل الصين إظهار قوتها في مجال الطاقة النظيفة، مع التوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة”.

ولا تزال الطاقة الشمسية الكهروضوئية، هي المصدر الرئيسي الذي يجذب الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة، مع توقع زيادة قدراتها بنسبة 17٪ في عام 2021 إلى رقم قياسي جديد يقارب 160 جيجاوات.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية، أن يحدث هذا النمو القياسي لمصادر الطاقة المتجددة على الرغم من ارتفاع أسعار السلع والنقل اليوم.

ومع ذلك، إذا ظلت أسعار السلع الأساسية مرتفعة حتى نهاية العام المقبل، فإن تكلفة استثمارات طاقة الرياح ستعود إلى المستويات التي شوهدت آخر مرة في عام 2015، وسيتم محو ثلاث سنوات من محاولات لخفض تكلفة انتاج الطاقة الشمسية.

وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار الذي يحد من النمو، فمن المتوقع أن يتجاوز الطلب العالمي على الوقود الحيوي في عام 2021 مستويات عام 2019، منتعشًا من الانخفاض الهائل الذي وقع العام الماضي بسبب جائحة كورونا.

ومن المقرر أن ينمو الطلب على الوقود الحيوي بقوة حتى عام 2026، حيث تنتج آسيا وحدها ما يقرب من 30 ٪ من الاستهلاك العالمي، ومن المتوقع أن تتقدم الهند لتصبح ثالث أكبر سوق للإيثانول في العالم، بعد الولايات المتحدة والبرازيل.

 

طرق تعزيز نمو الطاقة المتجددة


يمكن للحكومات حول العالم، تعزيز نمو الطاقة المتجددة من خلال ازالة العقبات الرئيسية، مثل تسهيل استخراج التصاريح اللازمة، وحل أزمة أجور العاملين غير الكافية، فضلا عن ضرورة اقناع المستهلك “القبول الاجتماعي” بأهمية الطاقة المتجددة وتقبل فكره التخلي عن الوقود الاحفوري.

ويعتبر ارتفاع  تكاليف تمويل مشروعات الطاقة المتجددة في الدول النامية، بمثابة عقبة رئيسية.