الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفنى عمره في حب الوطن والنادي الأهلي|لمحات مضيئة من حياة إبراهيم حجازي

وفاة إبراهيم حجازي
وفاة إبراهيم حجازي

رحل عن عالمنا اليوم الإثنين، الكاتب الصحفي والناقد الرياضي الكبير إبراهيم حجازي رئيس لجنة الرياضة بمجلس الشيوخ، عن عمر يناهز 79 عاما بعد صراع مع المرض.

حب حجازي الشديد لوطنه 

وقد عرف عن الراحل إبراهيم حجازي، حبه الشديد لوطنه فقد كان أحد أبطال القوات المسلحة الذين شاركوا في نصر أكتوبر المجيد 1973، كذلك عرف عنه حبه وولعه الشديد بالنادي الأهلي.

التحق الكاتب الراحل إبراهيم حجازي بالقوات المسلحة عام 1968، حيث خدم ضمن سلاح المظلات، وتحدث حجازي في أكثر من لقاء عن نصر أكتوبر المجيد كلما حلت ذكرى انتصارات أكتوبر.

وأجرى الناقد الرياضي الراحل إبراهيم حجازي أحد الحوارات الصحفية قبل تعرضه لوعكة صحية "توفي على إثرها" تحدث خلاله عن كواليس نصر أكتوبر المجيد.

قادة حرب أكتوبر
قادة حرب أكتوبر

وقال إبراهيم حجازي، إن خط بارليف كان عبارة عن سلسلة من التحصينات الدفاعية، التي كانت تمتد على طول الساحل الشرقي الخاص بقناة السويس على طول 170 كم، متابعًا: «بدأنا الحرب بضربة جوية نجحت بنسبة 98% في تدمير النقاط المحددة، ثم أطلقت المدفعية 3 آلاف طن من الذخيرة في 53 دقيقة بمعدل 175 دانة في الثانية الواحدة، بجانب عمل 81 فتحة في الساتر الترابي بعرض 3 متر للفتحة الواحدة، 3 مليون متر مكعب رمال تم ازالتها جراء اقتحام الساتر، و استولينا على آخر نقطة في خط بارليف يوم 13 أكتوبر  أي بعد 7 أيام فقط من بدء المعركة، في الظروف العادية لن يستطيع مجند أن يؤدي هذه المهام، ولكنها معجزة السماء وتأييد الله سبحانه وتعالى».

ولفت إبراهيم حجازي، أن مصر بدأت حربها ضد إسرائيل بمرحلة أطلق عليها اسم «مرحلة الصمود»، انتقلت بعدها القوات المسلحة المصرية إلى مرحلة «الدفاع النشط»، ثم تطور القتال إلى مرحلة جديدة أطلق عليها «الاستنزاف»، لتصل الحرب إلى ذروتها في عام 1973.

وأشار إبراهيم حجازي إلى أن معركة «المزرعة الصينية» إحدى المعارك التي لن ينساها التاريخ، وضمن المعارك التي تدرس ضمن حرب أكتوبر، بتمزع أوصال كتيبتين للعدو واحدة مظلات والأخرى مدرعات، وتلحق بهما هزيمة لا تنسى والقدر أرادها ذات مغزى لأن تلك المعركة قادتها الثلاثة أصبحوا فيما بعد وزراء دفاع، إيهود باراك، وأرييل شارون، وكلاهما تولى منصب وزير الدفاع الإسرائيلى.

هزيمة 67 كانت صعبة 

وأكد الكاتب الراحل إبراهيم حجازي، أن هزيمة 67 كانت صعبة ولكنها أفادت مصر، وكانت محطة مهمة لإعادة النظر في كل شيء، تعداد الجيش المصري في 1967 كان 100 ألف فقط، وليس لدينا دفاع جوي، كانت المدافع بمواسير هي التي تتصدى لسلاح الجوي الإسرائيلي المتفوق في ذلك الوقت بسبب الدعم الأمريكي، وممرات الطيران المصري كانت صغيرة وسهل ضربها نظرًا لعدم تحصينات أو دوشم، حيث أن تسليح الجيش بالكامل في ذلك الوقت كان مختلف تمامًا عن الفترات المتعاقبة، وإذا لم يتم صدور قرار الانسحاب كانت القضية الفلسطينية انتهت، ولكن الوعي المصري كان مختلف بعد هزيمة 1967 المصريون زرعوا بذرة الانتصار بتجديد الثقة في قيادته المتمثلة في الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في 9 يونيو برفضهم لقرار التنحي، وعملت القيادة على إعادة تهيئة وترتيب الأوراق حتى وصل تعداد الجيش المصري في 1973 إلى مليون و300 ألف.

نصر أكتوبر
نصر أكتوبر

واستكمل إبراهيم حجازي: شعرت إسرائيل بعد نجاح القوات المصرية في العبور واقتحام مواقعها وتدمير وقتل وأسر قواتها بأنها أصبحت في وضع مهين أمام المجتمع الإسرائيلي بعد أن طالت مدة الحرب، فكان لا بد لها من عمل قوي لكي تستعيد سمعتها داخل هذا المجتمع خاصة بعد تدفق الدعم الأمريكي الضخم من الأسلحة والمعدات الحديثة عبر الجسر الجوي والبحري الأمريكي، تداركت القوات المصرية الثغرة وقتها، وبنت قوات حولها واستطاعت القضاء تماما عليه، ووصل وقتها «كسنجر» وزير الخارجية الأمريكي، وأبلغ الرئيس السادات، بعلم الإدارة الأمريكية بقدرة القوات المصرية على تدمير هذه الثغرة، والقضاء على ما يقرب من ثلث الجيش الإسرائيلي، وأبلغه بأن أمريكا لن تقف صامتة لو حدث هذا، وستتدخل بقوات أمريكية مباشرة، وجاء رد «السادات» عليه بأنه لن يترك شبرا من سيناء، فوعده وزير الخارجية الأمريكي بعودة سيناء بالمفاوضات مقابل وقف إطلاق النار، وبدأت وقتها مفاوضات وقف إطلاق النار.

شعبية إبراهيم حجازي

حظى الكاتب الصحفى إبراهيم حجازى، بشعبية كبيرة وعلاقات طيبة في الوسط الرياضي والإعلامي، وهذه لمحات عن حياة الراحل إبراهيم حجازي: 

تخرج إبراهيم حجازي فى المعهد العالي للتربية الرياضية بالهرم عام 1967، ثم التحق بمؤسسة الأهرام عام 1975، ثم فاز بجائزة مصطفى وعلي أمين للصحافة المكتوبة عام 1985، وقد نجح فى تأسيس مجلة الأهرام الرياضي في يناير 1990 وأصبح رئيس تحرير المجلة لمدة 19 عاما.

قدم إبراهيم حجازي برامج عدة في التلفزيون، كان أبرزها البرنامج الشهير "في دائرة الضوء"، وكان اهتمامه الدائم بالرياضة سببا في تنظيم مؤسسة الأهرام للبطولات الرياضية في المناطق الأثرية والسياحية، كما له عدة مقالات أبرزها: "خارج دائرة الضوء" في عدد الجمعة بالأهرام لمدة 22 سنة.

كما استطاع حجازي أن يقدم خلال مسيرته الإعلامية، شرحا وافيا عن نصر أكتوبر العظيم من واقع مشاركته فى الحرب، كونه أحد أبطال القوات المسلحة، حيث يرى أن حرب أكتوبر عام 1973، هي أعظم شىء في تاريخ الأمة العربية، وأن الشباب المصري الذي يرغب في الهجرة يجب أن يعلم أن مصر صنعت المعجزات.

إبراهيم حجازي 

يذكر أن الكاتب الراحل الكبير إبراهيم حجازي كان من عشاق ومحبي النادي الاهلي وكان مدافعا عنه في أكثر من محفل ومناسبة.