الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللحظات الأخيرة في حكم زين العابدين بن على .. مكالمات مسربة قبل الهروب من تونس .. أحاديث على الطائرة وقبل الوصول إلى السعودية

مكالمات مسربة لزين
مكالمات مسربة لزين العابدين بن علي قبل الهروب من تونس

كشفت مكالمات صوتية مسربة، للرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي، اللحظات الأخيرة له في الحكم قبل الهروب من تونس، وأنه كان يرغب في العودة للبلاد.

وقالت "بي بي سي" التي نشرت التسجيلات، إنها :دققت في التسجيلات وعرضتها على خبراء صوت لتحليلها والتحقق من مصداقيتها.. ولم يعثر الخبراء على أي دليل على حدوث أي تلاعب أو عبث فيها".

الهروب من تونس

تكشف المكالمات التغيرات في سياسات زين العابدين بن علي في آخر 48 ساعة من حكمه، بعد شعوره بالتأثير الحقيقي للاحتجاجات التي أطاحت بحكمه.

ويظهر تسجيل منسوب لبن علي، أنه كان يتحدث مع أحد أقربائه يوم 13 يناير 2011، بعد ان ألقى خطابا للشعب، وقبل 24 ساعة فقط من التنحي.

وذكرت "بي بي سي" أن المقرب من زين العابدين بن علي، هو رجل الأعمال المعروف طارق بن عمار، الذي هنأه بخطابه، بينما أجابه بن علي أنه يفتقر الى الطلاقة.

و يقول بن عمار في التسجيل "كنت رائعا، هذا هو بن علي الذي كنا ننتظره!"، وطمأن الرئيس السابق قائلا "إنها عودة تاريخية.. أنت رجل الشعب.. أنت تتحدث لغتهم".

وفي اليوم التالي، اشتدت الاحتجاجات في تونس، وكان المتظاهرون على وشك احتلال مقر وزارة الداخلية.

مكالمات على الطائرة

تعود التسجيلات الأخرى ليوم 14 يناير 2011، عندما كان بن علي في الطائرة مع أفراد من عائلته في طريقه الى السعودية وتحدث خلالها مع وزير الدفاع آنذاك رضا قريرة، وقائد اركان جيش البر رشيد عمار وشخص مقرب آخر يدعى كمال اللطيف.

وأبلغ قريرة الرئيس السابق بأن الوزير الأول محمد الغنوشي "تولى الرئاسة موقتا"، ليرد عليه بن علي "سأعود بعد ساعات".

وهاتف بن علي شخصا آخر هو كمال اللطيف وسأله "هل تنصحني بالعودة الآن أم لا؟"، فأجاب اللطيف "لا، لا، لا.. الوضع يتغير بسرعة والجيش لا يكفي".

كما طرح زين العابدين بن علي السؤال ذاته على رئيس أركان الجيش الجنرال رشيد عمار الذي رد قائلا "أعتقد أنه من الأفضل أن تتريث قليلا".

وقال عمار لبن علي "عندما نرى أنه يمكنك العودة، سنخبرك، سيدي الرئيس".

كما سأل رئيس تونس الأسبق، وزير دفاعه عما إذا كان يجب أن يعود إلى تونس، فرد قريرة قائلا إنه "لا يمكنه ضمان سلامته" إذا فعل ذلك.

تمسك بالعودة لتونس

عقب منتصف ليل هذا اليوم، هبطت طائرة زين العابدين بن علي في جدة بالمملكة العربية السعودية.

وأمر بن علي  الطيار بالاستعداد لرحلة العودة، نقل بعدها وأفراد أسرته إلى قصر ضيافة الملك فيصل في جدة، لكن الطيار رفض الأمر،وترك بن علي وعاد أدراجه إلى تونس.

وصباح اليوم التالي، اتصل بن علي بوزير دفاعه، الذي اعترف له بأن الحكومة فقدت السيطرة على ما يحدث في الشوارع.

وتطرق الرئيس الراحل مجددا إلى مسأله عودته، لكن قريرة أجابه بكل صراحة "يسود الشارع غضب لا أستطيع وصفه".

وكان قريرة حريصا على أن يكون صريحا  مع رئيسه فرد "أقول لكم ذلك لكي لا تقولوا إني ظللتكم، ولكن القرار لكم".

وحاول زين العابدين بن علي الدفاع عن سمعته قائلا "ماذا فعلت للشارع؟ لقد خدمته "، لكن وزير الدفاع قال له "أنا أطلعكم على الموقف، وهذا ليس تفسيرا".

وعقب ساعات، تم تشكيل حكومة جديدة في تونس احتفظ فيها العديد من الوزراء السابقين بمناصبهم، بمن فيهم قريرة.

وتوفي بن علي في السعودية في سبتمبر 2019 دون أن يتمكن من العودة إلى تونس.

وتشير التسجيلات إلى أن زين العابدين بن علي، الذي هيمن على حكم تونس لنحو 23 عاما، قد تحول إلى انسان مرتبك تحت رحمة تعليمات وزرائه في لحظاته الأخيرة في السلطة، حسب "بي بي سي".

وتوضح "بي بي سي" أنها أمضت أكثر من عاما، في إجراء بحوث حول صحة التسجيلات، حيث تم تحليلها من قبل عدد من خبراء الأدلة الجنائية الصوتية في بريطانيا والولايات المتحدة، الذين بحثوا عن أي علامات أو مؤشرات للتلاعب أو التحوير، أو وجود أي معالجات "مزيفة عميقة" لبتكرار الأصوات بشكل مصطنع، ولم يتمكن الخبراء من العثور على أي دليل لأي نوع من التلاعب.