الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بطولات خالدة في تاريخ الميري.. من معركة الإسماعيلية وحتى استشهاد «مبروك والحوفي»

 بطولات خالدة في
بطولات خالدة في تاريخ الميري.. من معركة الإسماعيلية وحتى اس

يوافق يوم 25 يناير من كل عام، عيد الشرطة، وقد جاء تخليدًا لذكري موقعة الإسماعيلية التي راح ضحيتها خمسون شهيدا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية، علي يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952، بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة للاحتلال الإنجليزي . 

أصل الحكاية.. صمود رجال الشرطة

بدأت قصة معركة الشرطة، فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة.

 بطولات خالدة في تاريخ الميري.. من معركة الإسماعيلية وحتى استشهاد «مبروك والحوفي»

فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

الشرارة الأولى لنضال الأبطال

فى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارات التمرد ضد وجود المستعمر، بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز، كان مقره ميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد، وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.

 بطولات خالدة في تاريخ الميري.. من معركة الإسماعيلية وحتى استشهاد «مبروك والحوفي»

وبدأت المجزره الوحشية الساعة السابعة صباحا، وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا، ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر، تدك بقنابلها مبنى المحافظة، وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة، وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏

 بطولات خالدة في تاريخ الميري.. من معركة الإسماعيلية وحتى استشهاد «مبروك والحوفي»

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف، حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة، ليستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى، حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏

النقيب مصطفى رفعت

وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية، حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، وأسر البريطانيون من بقى على قيد الحياة من الضباط والجنود، وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.

إعجاب القائد البريطاني برجال مصر

لم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين، فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏: "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا"، وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة، ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏، حتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.

احترام القائد الإنجليزي لبسالة المصريين

الحوفي.. أكفأ ضباط الأمن الوطني 

لم يتوقف التاريخ عند بطولة رجال الشرطة في الإسماعيلية فقط، بل تفانى رجال الشرطة على مر العصور في التضحية بأرواحهم من أجل رفعة وطنهمٌ ومنهم البطل الشهيد محمد الحوفي.

 بطولات خالدة في تاريخ الميري.. من معركة الإسماعيلية وحتى استشهاد «مبروك والحوفي»

يُعد الحوفي، واحدا من أكفأ ضباط الأمن الوطني، وله باع فى مكافحة الإرهاب والتطرف، منذ التحاقه بالقطاع عام 2006، وشارك فى عمليات أمنية لمكافحة الإرهاب، ومنها عملية فى الوراق أصيب خلالها بطلق ناري في ساقه عام 2016، وبعد تماثله للشفاء، سافر إلى مكة المكرمة لأداء العمرة عام 2017.

معلومات وتحريات

مع حلول الساعة الثانية من صباح يوم 14 أبريل 2020، توجه الشهيد إلى منزله وأدى صلاة الفجر، ثم نام لمدة ساعتين، وعاد لعمله مبكرا، بعد ورود معلومات لقطاع الأمن الوطني عن وجود خلية إرهابية يعتنق عناصرها الفكر التكفيري، يتمركزون في نقطتين بجنوب وشرق القاهرة، ويستعدون لشن عمليات إرهابية بالتزامن مع احتفالات الأقباط بعيد القيامة المجيد.

استشهاد الحوفي

تمكنت الشرطة من رصد عناصر تلك الخلية بمنطقة الأميرية، وانطلقت مأمورية من الأمن الوطني مع عناصر من العمليات الخاصة إلى هناك، وبدأ التعامل معها، مما أسفر عن مصرع 7 عناصر إرهابية، واستشهاد البطل محمد الحوفي، كما أُصيب ضابط آخر وشرطيين اثنين.

الشهيد الحوفي

وعُثر بحوزة العناصر الإرهابية على 6 بنادق آلية و 4 أسلحة خرطوش، وكمية كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة، كما تمكنت الشرطة من تحديد أحد مخازن الأسلحة والمتفجرات بمنطقة المطرية، التي كانوا يعتزم الإرهابيون استخدامها في تنفيذ مخططهم، وباستهدافه عُثر على 4 بنادق آلية وكمية من الذخيرة.

الشهيد محمد مبروك

باشر الشهيد محمد مبروك، عمله في قطاع الأمن الوطني، متابعا للنشاط المتطرف، وتدرج في الرتب حتى وصل لرتبة المقدم، وبحلول عام 2011، بدأ مراقبة قيادات وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وتمكن من رصد مخططات التخابر والاتصالات الجارية مع عناصر أجنبية خارج البلاد؛ لارتكاب عمليات عنف وتخريب واغتيالات، ومن بين ما كشفه الشهيد محمد مبروك، قضية التخابر الكبرى، التي تورط فيها محمد مرسي العياط، وقيادات آخرين وعناصر من الجماعة الإرهابية.

الشهيد مبروك والخونة

وحصل على إذن من نيابة أمن الدولة العليا، في يناير 2011، ورصد بموجبه اتصالات أجراها «مرسي» مع عضو التنظيم الإخواني أحمد عبد العاطي، خلال تواجد الأخير في تركيا، كما رصد اتصالا مع عنصر من أحد أجهزة الاستخبارات الأجنبية، وتسبب كل ذلك في وضعه على قوائم الاغتيالات التي وضعتها الجماعة الإرهابية وأذرعها المسلحة.

اغتيال الشهيد محمد مبروك

ومساء يوم الأحد، 17 نوفمبر 2013، غادر الشهيد محمد مبروك، منزله متوجها إلى عمله، لكن يد الإرهاب الأسود متمثلة في 11 عنصرا تكفيريا، ترصدت له، واغتاله الإرهابيون بإطلاق الرصاص عليه في الشارع، ثم فروا هاربين.
وكشفت التحقيقات أن المتورطين في واقعة اغتيال الشهيد محمد مبروك، 11 عنصرا أبرزهم الخائن محمد عويس، الذي تقاضى مبالغ مالية من الإرهابي المليونير أحمد عزت، ممول العملية، لتسريب بيانات وعنوان إقامة الشهيد، لتسهيل المهمة.

الخائن محمد عويس

كما كشفت التحقيقات أن الإرهابي المعدوم محمد بكري هارون، شارك في العملية بجانب الإرهابيين فهمي عبد الرؤوف ومنصور الطوخي المُكنى بـ«أبو عبيدة»، وتمكنت أجهزة الأمن من رصد الإرهابيين والقضاء على عدد منهم، فضلا عن تقديم آخرين للمحاكمة الجنائية وعلى رأسهم «عويس» و«عزت»، وصدرت بحقهما أحكام بالإعدام شنقا.