الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نذر نفسه وماله لخدمة مرضى السرطان.. كيف ودع أهالي السيدة زينب عم ظاظا الجزار؟

عم ظاظا
عم ظاظا

الصورة لاتحتاج شرح ولا توضيح.. انها كافية ووافية.. تكدس وزحام ولاموضع لقدم، وفي نفس الوقت تخرج من الحناجر الدعوات المخلصة الي عنان السماء في الجنازة الشعبية المهيبة التي ضمت الالاف من أبناء السيدة زينب، وهم يتسابقون لتشييع جنازة المعلم صيام عبده، الشهير بـ«عم ظاظا» الجزار ابن السيدة زينب، الذي نذر  نفسه وماله لضيافة الاطفال المرضي بمستشفي 57357 القادمين من المحافظات لتلقي جرعات العلاج بالمستشفي.. هذا أحد عشرات المنشورات التي انتشرت بسرعة وداعا للمعلم "ظاظا" الجزار، الذي خصص شقة في منزله لاستضافة الأطفال المنتظرين دخول المستشفى وامهاتهم كإقامة كاملة، شاملة المبيت والطعام والادوية، التي ربما يحتاجون اليها.

حتى الألعاب لم ينساها عم ظاظا، واشترى عدد من الكراسي المتحركة، للاطفال الذين اعياهم المرض فعجزوا عن الحركة الطبيعية، كل ذلك مجانا من ماله الخاص لوجه الله.

سيارة لأطفال المستشفى

لم يكتفي عم "ظاظا" بما ينفقه ابتغاء وجه الله، انما أشتري سيارة "ڤان"  وضعها تحت تصرف ادارة المستشفى لنقل الاطفال من والى محطات المترو، رافضا تلقي أي تبرعات، حتي لا يٌحرم الاجر والثواب، وكان يقسم بالله انه منذ أن اقام دار الضيافة المجانية زادت تجارته وتضاعفت ارباحه، ليرحل عم ظاظا في هدوء، ولم تتوقف سيرته ودعوات جيرانه وكل أبناء المنطقة وأهالي الاطفال المرضي، التي تلاحقه لتنير له قبره.

من هو عم ظاظا؟

عم ظاظا رجل مصري أصيل، طيب القلب، تاجر مع الله سبحانه وتعالى وانتعشت تجارته بالأجر والثواب ودعوات الأطفال المرضى والأهالي.
كان عم ظاظا يسكن بالقرب من مستشفي سرطان الأطفال 57357.

كان يرى أهالى الأطفال المحجوزين فى المستشفى يفترشون الأرض ينتظرون مصير ابنائهم، الذين يتلقون جرعات الكيماوي الحارقة، فقرر أن يكون بردا وسلاما على هؤلاء البسطاء، فقام بإخلاء شقة كبيرة في منزله وأسسها بعدد من الأسرة والأثاث لاستقبال الاهالي وأطفالهم مجانا، مؤكدا أن تجارته مع الله لا تبور أبدا، مرددا عبارته الشهيرة "الدنيا لسه بخير".
 

جنازة تحفها الملائكة

فى جنازة مهيبة حضرها الآلاف، خرج جثمان الجزار الرحيم عم ظاظا إلى مثواه الأخير، حيث خيم على وجوه الأهالي والجيران، والملائكة من الأطفال المرضى الذين بكوا بحرارة عرفانا لما قدمه لهم عم ظاظا، الذي كان يداعبهم ويخفف عنهم الامهم.

وتساقطت دموع المودعين، داعين بالرحمة والمغفرة، لهذا الرجل الطيب، الذي وهب حياته وماله لتخفيف الأم الأطفال مرضى السرطان.

أم الطفلة ريتاج: بنتي مكانتش بتسيبه قبل رحيلها

كتبت إحدى السيدات وتدعى أم ريتاج، منشور مؤثر عن الراحل قائلة: "منساش ابدا وقفته جنبي في آخر ايام ريتاج، وانها فضّلت ان اخر ايامها تكون عنده ومتسيبوش، ولا مرة طلبت ترجع البيت ابدا، قبل وفاتها بأربع ايام نادت عليه وقالتله يا عم ظاظا انا بحبك قوي وبموت فيك قد الدنيا"، وأضافت أن الراحل هو من هرول بالطفلة للمستشفى، وأحضر لها الكفن وتكفل بجنازتها كاملة.

وتابعت: "الملفت في جنازة عم ظاظا غير الحضور الشعبي الكثيف، هو أن السيارة التي اشتراها ووهبها لتوصيل أطفال مرضى السرطان وذويهم، كانت تتبع السيارة التي تحمل جثمانه في معنى عظيم، وهو أن عملك الطيب سيتبعك إلى قبرك يا عم ظاظا.