الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سلوي بكر: رواية "أنا ذئب كان" تتناول عالم المدن المنسية المهمشة

سلوى بكر
سلوى بكر

استضاف الصالون الثقافي، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة مناقشة رواية “أنا ذئب كان”، للكاتب محمد رفيع، وشارك في الندوة الكاتبة سلوى بكر، والكاتب صلاح السروي.

 

وقالت الكاتبة الروائية سلوي بكر، خلال مناقشة رواية "أنا ذئب كان"، للروائي محمد رفيع، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب: «لا يهمني إذا كان محمد رفيع قد كتب روايته في سبع سنوات كما قال، ما يهمني أن هذه الرواية تستحق التوقف أمامها كثيرا، فمصادر القيمة فيها متعددة ومتباينة، وتقرأ علي أكثر من مستوي. كما أن الجهد المبذول فيها ملحوظ».  

وتابعت "بكر": «وربما الأهم في رواية "أنا ذئب كان"، لمحمد رفيع، أنها تتناول عالم المدن المنسية المهمشة، منسية لأنها تزول بفعل التحولات المعاصرة، وتخبو صورتها الأصلية في الأذهان والتي تسببت فيها التغييرات الملحوظة المتلاحقة بفعل الحداثة الشكلانية».

واستطردت: «إذا قلنا المدن المهمشة المنسية، وهنا مثالها في الرواية مدينة الغردقة والتي سيتبارد إلي أذهاننا عند ذكر اسمها، السياحة واللهو هذا ما تتمتع به المدينة الحديثة، بينما مدينة الغردقة القديمة المنسية، فهي المحور الأساسي للرواية، ولأول مرة نرى أن الأسطورة تصنع التاريخ».

وأضافت "بكر": «تنتمي رواية «أنا ذئب كان» إلى الرواية ذات الأدراج، والتي تتولد فيها الحكايات من الحكايات، وتتوالد فيها الشخصيات من الشخصيات، والرواية ذات الأدراج تقليد قديم ينتمي ويعود إلي حكايات ألف ليلة وليلة، حيث سنجد أن ألف ليلة وليلة حاضرة بقوة داخل رواية "رفيع"، حيث نسج روايته على غرار حكايات ألف ليلة وليلة».

ولفتت "بكر" إلي أن إذا كانت الأسطورة خضعت طويلا إلى التخيل، ولكن "رفيع"، يعود بنا إلي الأسطورة التي تتولد من الحقيقة، ويطرح العديد من الاسئلة، من نوعية أين الأسطورة وأين الحقيقة في هذه الرواية التي تتماهي فيها الحدود بين الأسطورة ووقائع الحياة المعاشة.

كما يقدم "رفيع" في روايته مفتتاحات روائية، سواء في مفتتحات الفصول، وهي مفتتاحات أساسية للرواية، تنسبها إلي الخطابات الروائية المتولدة عن النص ولم تضع أعتباطا.

في هذه الرواية التي تبدأ بعوالم شديدة الواقعية، حول صحفية تسافر إلي مدينة الغردقة لتجري تحقيقا حول واقعة غرائبية، عن شقيقتين توأمتين، يفصل بينهما سبع سنوات في العمر. هذه الواقعة تقودنا إلي كم من الحوادث الغرائبية في حياة الناس في مدينة الغردقة، وحياة الفتاتين عبر سرد يميل إلي الشعرية.          

وحول شعرية السرد لدي الروائي محمد رفيع، استطردت: شعرية السرد شديدة الصعوبة في الكتابة، فهي لا تتولد من البلاغات والجمل ذات الطابع البلاغي وعن المفارقات الحياتية والشخصيات وعوالمها الداخلية والخارجية.

يقدم محمد رفيع في روايته أنا ذئب كان مدن البحر الأحمر المنفتحة علي عوالم الجنوب وما وراء البحر حيث تلضم الحكايات ما بين الغردقة وحتي الهند. تلضم الثقافات والحضارات بين عالم الجنوب في اليمن، هذه المدن تنظر إلي الخارج أكثر ما تنظر إلي الداخل، والروابط بينها وبين حضارات الجنوب أقوي مما هي بينها وبين عالم وادي النيل، وبينما هي قوية مع ثقافة الهند تؤطر وتؤرخ بتفاصيل حياتية، وترصد الفلكلور الشعبي في الغردقة والطبابة الشعبية، وخبرات النساء والصيادين، وتكشف عن جانب لا نعرفه نحن. كما ترصد علاقة هذه العوالم بالاستعمار الإنجليزي، وظهور آبار البترول، ومشكلة الألغام، لذا فرواية أنا ذئب كان رواية معرفية تتشبث بالأسطورة وتكشف التاريخ الحقيقي لهذه المنطقة المجهولة التي لا نعرفها في أدبنا.