تتأثر سوق البنزين الأمريكية، التي تعاني فعلاً من ضغوط على الإمدادات، بشدة حين تغلق ثاني أكبر مصفاة نفط في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع دون دلالة على موعد معاودتها العمل بشكل طبيعي.
وبحسب وكالة بلومبيرج الشرق، فقد خرجت مصفاة "غالفستون باي" التابعة لشركة "ماراثون بتروليوم" في تكساس سيتي بولاية تكساس، ويبلغ إنتاجها 593 ألف برميل يومياً، من الخدمة الجمعة، حيث أدت درجات الحرارة شديدة الإنخفاض لانقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء المدينة الشاطئية.
وامتنعت "ماراثون" عن التعليق على العمليات، لكن شركة التكرير بدأت بشراء بعض المنتجات النفطية، ما يشير لأنها بحاجة لتغطية التزاماتها تجاه العملاء، حسب شخص مطلع على العمليات. قد تحتاج "ماراثون عدة أسابيع لحل المشكلات التي نشأت أثناء الإغلاق.
تتجه مصافي تكرير النفط لحصاد هوامش ربح أكبر هذا العام فيما يجتمع ارتفاع الطلب الأمريكي مع فقدان السوق لأكثر من مليون برميل من الطاقة خلال العامين الماضيين. لكن آخر ما تحتاجه مصافي النفط الخام هو انقطاع التيار الكهربائي غير المخطط له ليبطئ عملها في ظل ضيق الإمدادات وتموضع الطلب ليتجاوز مستويات 2019.
كما أغلقت مصفاتان تابعتان لشركة "فاليرو إنرجي" (Valero Energy)، وهما توفران مع مصفاة "ماراثون"حوالي 1.08 مليون برميل يومياً من طاقة التكرير في ساحل الخليج. قفز سعر البنزين الفوري التقليدي في هيوستن 1.38 سنت إلى علاوة 1.5 سنت على العقود المستقبلية في نيويورك الاثنين، وهو أقوى سعر 7 ديسمبر.
بدأت مصفاة "فاليرو" في تكساس سيتي وتبلغ تبلغ طاقتها الإنتاجية 225 ألف برميل يومياً، إعادة تشغيل بعض وحدات الإنتاج السبت بعد فقدان الطاقة الجمعة، لكنها قد تحتاج أيضاً إلى بضعة أيام لاستعادة التشغيل الكامل. يمكن أن تستغرق وحدات الإنتاج الكبيرة مثل معالجات النفط الخام والغلايات ووحدات التكسير الحفزي وقتاً لإعادة التشغيل بعد الإغلاق المفاجئ الذي ترك السائل محاصراً في أنابيب التبريد. لم ترد "فاليرو"(Valero) على طلب للتعليق.
كما أغلقت مصفاة "هيوستن" التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 263,800 برميل يومياً بشكل غير متوقع الاثنين فيما ارتفعت إشعالات المنتجات.
وكان استخدام المصافي على ساحل الخليج، المنطقة التي تضم أكبر تركيز لمصافي تكرير النفط في الولايات المتحدة، 86% فقط اعتباراً من الأسبوع المنتهي في 28 يناير. يعكس هذا وضع موسم الصيانة الثقيل الجاري حيث تؤدي المصافي أعمالاً مؤجلة من 2020 و 2021 للحفاظ على السيولة النقدية في ذروة الوباء.
توقعت شركة "إنرجي أسبكتس" (Energy Aspects) أن الصيانة المخطط لها ستعطل أكثر من 1.4 مليون برميل يومياً من طاقة تكرير النفط الخام الأمريكية بين يناير وأبريل، أي ما يزيد بحوالي 200 ألف برميل يومياً عن مستويات إغلاقات فترات الصيانة في الأعوام بين 2015 و2019.
لو تمكنت المصافي من الاستمرار في زيادة معدلات التشغيل ستجد سوقاً قوية لمنتجاتها. قفز متوسط سعر المنتجات الموردة خلال أربعة أسابيع في الولايات المتحدة 2.1% ليصل إلى 21.6 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 28 يناير، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس 2019.
انخفضت توريدات البنزين في ساحل الخليج لأسبوعين متتاليين. كما تراجعت مخزونات نواتج التقطير في المنطقة 4.8%، وهو أدنى مستوى لها منذ 24 ديسمبر. أما على الساحل الشرقي، فقد تراجعت مخزونات نواتج التقطير خلال ثمانية أسابيع متتالية إلى أدنى مستوياتها منذ أبريل 2020.
قفزت فروقات المنتجات النفطية المسماة "كراك 3-2-1"، التي تقيس أرباح تكرير النفط الخام إلى بنزين وديزل، إلى أعلى من 24 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ أغسطس في تعاملات الإثنين المبكرة. يُتوقع اتساع هذا الانتشار بشكل أكبر مع اقتراب موسم السفر بالسيارات صيفاً.