الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجرائم الأسرية شوكة في ظهر المجتمع.. كيف نتخلص من هذه الظاهرة؟

الجرائم الأسرية
الجرائم الأسرية

ارتفع معدل الجريمة الأسرية خلال الشهور الأخيرة بشكل ملحوظ وغير مسبوق على المجتمع المصري الذي يعرف بالتكاتف والترابط بين أفراد الأسرة الواحدة.

وتختلف أسباب الجريمة الأسرية من شخص لآخر، ولكن أجمع العلماء والباحثين الاجتماعيين والنفسيين على أنه في بعض الأحيان تلعب بعض العوامل مثل المخدرات وغيرها دور في وقوع جرائم الأسرة.

وحذر أساتذة علم الاجتماع من تنامي مثل هذه الظاهرة بما يؤثر على صورة المجتمع وعلى الترابط الأسري المعروف مطالبين بضرورة الانتباه لمثل هذه الحوادث الغريبة على مجتمعاتنا والتي قد يتأثر فيها الشخص بما يراه من موجة عنف سواء في الدرامية أو غيرها.

وطالب بعض الباحثين بضرورة إعمال القانون وضرورة تقليل الضغوط الحياتية والنفسية التي يتعرض لها الأشخاص داخل الأسرة مما يفقدهم حدة التوازن ويقوموا بارتكاب جرائم عنف.

وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" بعض الجرائم الأسرية التي شهدها المجتمع المصري في عدد من المحافظات..

جريمة قنا

 ارتكب شاب مذبحة بين أفراد أسرته بقرية أبو مناع بحرى في دشنا بـ قنا، نتج عنها مصرع زوجته ووالده وأصيب ٣ آخرين من بينهم والدته.

تلقى اللواء مسعد أبو سكين مدير أمن قنا، إخطارًا من مركز شرطة دشنا بمقتل إبراهيم يحي أحمد عرنوس، وزوجة نجله منى أبو القاسم محمد بغدادي، وإصابة حليمة أحمد السيد، وعواطف إبراهيم يحيى، وكرم أحمد عبد اللطيف، بطلقات نارية.

وتبين من التحريات المبدئية، أن المتهم في الواقعة محمد إبراهيم 29 عاما نجل الأول، حيث أطلق وابل من الأعيرة النارية تجاه أسرته، ما أدى إلى مقتل والده وزوجته، وإصابة ٣ آخرين من بينهم والدته.

ودفع مرفق إسعاف قنا، بعدد من السيارات لنقل الجثث والمصابين إلى المستشفى، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

جريمة الزمالك

كانت منطقة الزمالك قد شهدت مذبحة اسرية في ظروف غامضة، عندما اطلق مواطن الرصاص علي زوجته وشقيقته وطليقها ويصيب حماته بالرصاص ثم ينتحر بأطلاق الرصاص علي نفسه.

فقد تلقي اللواء علاء بشندي، مدير عمليات مباحث القاهرة، اخطارا من المقدم حسام عشماوي رئيس مباحث قسم شرطة قصر النيل يفيد ورود بلاغ بمصرع ٤ اشخاص واصابه سيدة بالرصاص داخل شقة بحي الزمالك.

جرائم الفيوم

1- توصلت التحريات إلى أن الزوجة متهمة بقتل زوجها بعد خلاف نشب بينهما وسددت لنفسها طعنتين نافذتين لتوهم الشرطة، أن لصا هاجم شقتهما وقتل زوجها وأصابها وتم إحالة المتهمة إلى النيابة التي تولت التحقيق في الواقعة.

وكان اللواء ثروت المحلاوي مدير أمن الفيوم تلقى إخطارا يفيد بعثور ابنتي المواطن "مصطفى م ح" 68 سنة على جثة والدهما غارقا وسط دمائه في شقته السكنية بمنطقة باغوص وإصابة والدتهما "إيمان م" 52 عاما، بطعنتين نافذتين، حيث دخلت الفتاتان الشقة لزيارة والديها فوجداهما غارقين في دمائهما ولم تسمح حالة أمهما بسؤالها لتوضيح الحادث وقامت الابنتين بالصراخ حتى تجمع أهالي المنطقة.

وأبلغت الشرطة التي حضرت على الفور، حيث تم نقل الجثة لمشرحة مستشفى الفيوم العام ونقل المصابة لقسم الطوارئ بالمستشفى.

2- وأطلق رب أسرة النيران على زوجته وشقيقتها ووالدتها و2 من أبنائه، في محافظة الفيوم، بسبب خلافات بينهما وترك الزوج لمنزل الزوجية، لعدم رغبته في استكمال العلاج بمصحة علاج الإدمان، وبعد أيام من الواقعة تمكنت قوات الأمن من تعقب الجاني وتعاملت معه وقتلته، واستشهد في ذلك قائد قوات الأمن بالفيوم.

3- وأقدم رب أسرة على قتل زوجته وأطفاله الستة، داخل منزلهم بمركز إطسا بالفيوم، في وقت السحور، حيث انهال عليهم بالسكين وتخلص من 6 أطفال دفعة واحدة، ثم حاول الانتحار بإشعال النيران بنفسه داخل المخبز الخاص به، إلا أنّ الأهالي تمكنوا من الإمساك به وإخماد الحريق، وسلموه للشرطة.

4- وأقدمت الزوجة ريهام، على طعن زوجها بالسكين، يوم وقفة عيد الأضحى، بسبب خلافات زوجية ومادية، وكشفت التحقيقات أن الواقعة كانت مشاجرة بين الزوجين، وضرب الطرفين بعضهما، فأمسكت المتهمة السكين وطعنت زوجها في الجهة اليسرى من الصدر، فلقي مصرعه خلال محاولة إسعافه.

وبعد وقوع مشادة كلامية بين الزوجين، خرجت الزوجة غاضبة إلى بيت أهلها، ولحق بها الزوج ليعيدها إلى المنزل، وحينما أصرت على ترك   منزل الزوجية بقرية جبلة التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم، استل سكينا وطعنها عدة طعنات ثم ذبحها في وضح النهار في منتصف الشارع.

جريمة أسوان

وشهدت محافظة أسوان جريمة أسرية بشعة عندما عذب زوج زوجته وأضرم فيها النيران لإخفاء معالم جريمته بسبب مصاريف الولادة، وفي محافظة الإسماعيلية قام مواطن يذبح جاره علنا في وضح النهار.

جريمة المنصورة

وشهدت مدينة المنصورة واقعة مأساوية، عندما لقيت زوجة مصرعها على يد زوجها، بـ11 طعنة قاتلة، بسبب خلافات بينهما، وكشفت التحريات حدوث خلاف بينهما، على إثرها طعن الزوج زوجته عدة طعنات قاتلة، وسمع أفراد العائلة صوت الشجار، وعندما صعدوا إلى شقته ووجودها غارقة في دمائها.

جريمة بني سويف

وفي بني سويف قتل محمود، 37 عاما، زوجته حيث طعنها في رقبتها وصدرها وبطنها ثم كرر الطعنات في جميع أجزاء جسدها إلى أن فارقت الحياة، متأثرة بـ 27 طعنة تلقاها جسدها، بسبب تركها المنزل ورفعها قضية خلع، بسبب الخناقات المتكررة، بعدها قام بقطع شرايين يده بقصد الانتحار. 

الأسباب الحقيقية لقتل أفراد الأسرة

من جانبه قال الدكتور فتحي القناوي، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن الأسباب الحقيقية لقتل أحد أفراد الأسرة لفرد آخر تبدأ من بداية التربية والنشأة واختيار الزوج للزوجة وانعدام القيم الاجتماعية وضياع الدين لدى الفكر الجديد و عدم وجود المحبة والترابط.

وأضاف القناوي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الجانب الإنساني الأن أصبح معدوما، فقد أصبح هناك بعد ديني تماما فأصبح الجميع يؤدي الشعائر الظاهرية فقط ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل أصبحنا أبعد ما يمكن عنه، فقد أصبحت الأسرة مبنية للرعاية فقط وليس للتربية، أصبحت الأسرة قائمة على تلبية احتياجات الفرد والابن من طلبات ولم يعد هناك روابط بين أفرادها.

وأوضح أنه من ضمن عوامل قتل أحد الأفراد لأسرته، أن الأسرة لم تعد تمثل له شيء فقد أصبحت مجرد رعاية بالنسبة له ينظر إليها على أنها ما الاستفادة التي ستعود عليه منها وما الخسارة التي سيخسرها فلم تعد تمثل له روابط ومشاعر.

ضرورة التصدي لهذه الظاهرة

وأكد على ضرورة التصدي للعوامل المسببة لهذه الظاهرة حتى لا تتنامى أكثر، وأكد على الاهتمام بالتربية والنشأة السليمة الدينية والصحية، فقد أصبح الطفل يشاهد الكثير من أفلام الكارتون المليئة بالعنف والخدع ويلعب الألعاب المليئة بالقتل والأسلحة.

وتابع: "أما عن الحضانة فيجب الاهتمام بالدرجات العلمية التي تعمل بها، فوزارة التضامن لا تعلم عن مؤهلاتهم شيء بعكس الدول الأخرى التي توظف أعلى الدرجات العلمية للحضانات لأنها فترة تمكين الفكر لدى الطفل وتنمية مهاراته".

 أسباب العنف عند الأطفال

ولفت أستاذ كشف الجريمة، أنه في مصر يحشون ذهن الأطفال بالأغاني الهابطة، ولا يهتمون بتنمية مواهب الطفل ولا بالعامل النفسي لديه فنحن نحتاج أن نبدأ في التعليم من الصفر منذ بداية نشأته وأن نهتم بالجانب التربوي.

وأشار إلى المسلسلات والأفلام والسوشال ميديا والموبايل إلى أنهم إلى العوامل التي تضر بنشأة الطفل مما ينتهي به الحال عندما يكبر لارتكاب هذه الجرائم، وأضاف أننا نعيش الأن حروب الجيل الرابع ونقضي على أنفسنا بأنفسنا.

وأكد القانوي أن الزواج أصبح مصلحة قائمة على الاستفادة فقط ولم يعد هناك توافق ثقافي ونفسي واجتماعي واقتصادي بين الطرفين.