يعتبرالكاتبوالروائي صالح مرسي، الذي تحل اليوم، الخميس، ذكرى ميلاده، منأشهر كتاب أدب الجاسوسية العربية، كما أنه يعتبررائد أدب الجاسوسية، من خلال أعماله الخالدة التى استطاعت بجدارة نقل بطولات وملاحم القوات المسلحة المصرية ورجال المخابرات إلى المواطن العادى، وأبرز تضحيات أبطال دافعوا عن الوطن في أصعب لحظاته، حتى تحقيق الانتصار.
ولد مرسي يوم 17 فبراير من العام 1929 بمدينة كفر الزيات التابعة لمحافظة الغربية، درس الفلسفة وعمل في سلاح البحرية بمقتبل حياته، مما أوضح أثر البحر على أعماله عبر فني القصة والرواية، وقدم للمكتبة العربية العديد من الأعمال القصصية والروائية، علاوة على تعلمه لكتابة السيناريو، على يد رائد الواقعية المخرج الكبير صلاح أبوسيف، كما فعل من قبل مع عملاق الرواية العربية نجيب محفوظ.
رحل صالح مرسي في 24 أغسطس 1996، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية،تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا رائعًا، خاصةً في عالم المخابرات الذي نسج فيه اسمه بحروف ذهبية، ولدت روح الوطنية والانتماء لدى المشاهد عبر الكتاب والشاشتين الفضية والصغيرة،وقام في الثمانينات من القرن العشرين بتأليف قصة "رأفت الهجان"، حيث كان يعمل مع جهاز المخابرات العامة المصرية فيما يخص الروايات الخاصة بالجهاز، ويعتبر من المدنيين الذين عملوا مع المخابرات المصرية.
وعمل لفترة طويلة مُحللاً للنصوص الأدبية في عالم الجاسوسية والجواسيس، وكان على علاقة صداقة كبيرة باللواء عبد العزيز الطودي، الشخصية المحورية برواية رأفت الهجان المعروفة بـ"عزيز الجبالي"، والذي روى له أشهر القصص المخابراتية.
شجعه الأديب يوسف السباعي، ثم يوسف إدريس على نشر محاولاته الأولى في مجموعة قصصية، والتحق بمجلة "صباح الخير"، ونشر فيها مجموعته الأولى "الخوف"، ورغم أنه كتب القصة والسيناريو والحوار في البداية لعدد من المسلسلات الإذاعية والأفلام السينمائية البعيدة عن الجاسوسية، ومنها "ثورة اليمن"، و"السيد البلطي"، إلا أن بدايته مع الجاسوسية كانت من خلال قصة "الصعود إلى الهاوية" التي كتبها كمسلسل إذاعي، ثم أعاد تقديمها للسينما عام 1978 في فيلم قام ببطولته محمود ياسين ومديحة كامل وأخرجه كمال الشيخ، وكتب عام 1980 مسلسل "دموع في عيون وقحة" وعرض في رمضان ولعب بطولته عادل إمام، ومعالي زايد، وأخرجه يحيى العلمي، وقدم في رمضان العام التالي مسلسل "صيام صيام" ليحيى الفخراني، وفردوس عبد الحميد، ثم "المنعطف" عام 1986 لمحمد وفيق، ودلال عبد العزيز.
وعاد لدراما الجاسوسية عام 1988 من خلال الجزء الأول من "رأفت الهجان" لمحمود عبد العزيز، ويسرا، ويوسف شعبان، وإخراج يحيى العلمي، وقدم الجزء الثاني منه عام 1990 والثالث عام 1992.
ويروي المؤلف نبيل فاروق أن صالح مرسي كتب 3 أجزاء عن قصة "رأفت الهجان" من 3 صفحات فقط أخذها من المخابرات، تضم المحاور الأساسية للقصة، وبنى عليها من خياله بقية الرواية.
واخترق مرسي هذا العالم المُلغز المُلبد بالأسرار والخفايا من خلال مجموعته القصصية الأولى "الصعود إلى الهاوية" عن الجاسوسة "هبة سليم"، والتي حولت في العام 1978 لعمل سينمائي، يُعد من أحسن مائة فيلم في السينما المصرية للنجمة "مديحة كامل" والنجم "محمود ياسين"، من إخراج "كمال الشيخ" المعروف بـ"هيتشكوك السينما المصرية".
أبرز "مرسي" فيها بطولة المخابرات المصرية في القبض على الجاسوسة الشهيرة في العام 1973، من خلال اللواءات "ماهر عبد الحميد"، و"رفعت جبريل" و"محمد نسيم".
وحول المؤلف بشير الديك بعد وفاة صالح مرسي مباشرة، قصته "الحفار" إلى مسلسل لحسين فهمي، ولبلبة، فيما حول محمد الباسوسي عام 2002 قصته "البحار مندي" إلى مسلسل لأحمد عبد العزيز، ونرمين الفقي، وإخراج هاني لاشين، وحول مجدي صابر عام 2009 كتابه عن ليلى مراد إلى مسلسل "أنا قلبي دليلي" لصفاء سلطان، وعزت أبو عوف، وفي العام نفسه حول بشير الديك روايته "حرب الجواسيس" إلى مسلسل لهشام سليم، ومنة شلبي، وأخرجه نادر جلال.