الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بداية الانفصال

دونتيسك ولوجانسك ..القصة الكاملة للإقليميين الانفصاليين شرق أوكرانيا اللذان اعترف بهما بوتين

أوكرانيا تنتظر القتال
أوكرانيا تنتظر القتال

اعتبر محللون بريطانيون، أن اعتراف روسيا بالمناطق الانفصالية الأوكرانية في  في دونيتسك ولوجانسك من العوامل التي تعجل بحرب صريحة بين روسيا وأوكرانيا في المنطقة، وانتهاك لاتفاقيات مينسك، التي وُقعت في 2014-15 لوقف الحرب بين الجانبين، وفق ما ذكرت بي بي سي.

 وعلى الرغم من أن تلك الاتفاقيات لم تكن مفعلة تماما، إلا أنها لا تزال بالنسبة لجميع أطراف الأزمة، بما فيها روسيا، هي الفرصة الوحيدة للتوصل إلى حل سلمي للنزاع القائم في شرق أوروبا.

وتزداد المخاوف من تصعيد عسكري ميداني في أوكرانيا بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ عن اعترافه بشرق أوكرانيا دول مستقلة.

قبل الإعلان الروسي، بدأ الانفصاليون الموالون لروسيا بعمليات إجلاء المدنيين في حافلات نحو روسيا، على أن يتم نقل النساء والأطفال والمسنين أولا. وسُمعت صفارات الإنذار في  في دونيتسك  بعد أن أعلنت هي والمنطقة الأخرى لوجانسك بدء عمليات الإجلاء، وهو ما جعل كييف تقول إن روسيا تحاول دفع الجيش الأوكراني لمهاجمة الانفصاليين.

ويُقدر السكان المدنيون الذين يعيشون في المنطقتين اللتين يسيطر عليهما المتمردون بشرق أوكرانيا بعدة ملايين معظمهم ناطقون بالروسية وكثير منهم حاصلون بالفعل على الجنسية الروسية.

واتهم أوليكسي دانيلوف أكبر مسؤول أمني في أوكرانيا قبل أيام روسيا بالقيام باستفزازات في شرق أوكرانيا في محاولة لدفع الجيش الأوكراني إلى الرد، لكنه أضاف أن أوكرانيا ستتمسك بالوسائل السلمية لنزع فتيل الأزمة.

وأضاف دانيلوف إن أوكرانيا ليس لديها خطط لاستخدام القوة في تحرير الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق البلاد، مضيفا أن غزوا روسيا شاملا لبلاده غير مرجح.

وتخشى الدول الغربية من صراع على نطاق لم تشهده أوروبا على الأقل منذ حربي يوجوسلافيا والشيشان في تسعينيات القرن الماضي اللتين أسفرتا عن مقتل مئات الآلاف وفرار الملايين.

وأوكرانيا هي ثاني أكبر دولة في أوروبا من حيث المساحة بعد روسيا، ويبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة.

 

وتعود التوترات بين روسيا وأوكرانيا إلى فترات تاريخية سابقة، فكلا البلدين لديهما جذور في الدولة السلافية الشرقية المسماة "كييف روس"، لذلك، يتحدث الرئيس الروسي اليوم عن "شعب واحد".

 أما في الحقيقة، فقد كان مسار هاتين الأمتين عبر التاريخ مختلفاً، ونشأت عنه لغتان وثقافتان مختلفتان رغم قرابتهما، فبينما تطورت روسيا سياسياً إلى إمبراطورية، لم تنجح أوكرانيا في بناء دولتها. في القرن السابع عشر، أصبحت أراضٍ شاسعة من أوكرانيا الحالية جزءاً من الإمبراطورية الروسية. وبعد سقوط تلك الإمبراطورية عام 1917، استقلت أوكرانيا لفترة وجيزة، إلى أن قامت روسيا السوفييتية باحتلالها عسكرياً مجدداً، حتى ديسمبر عام 1991، حيث تحررت أوكرانيا ومعها بيلاروسيا من الاتحاد السوفييتي.

 غير أن موسكو أرادت الاحتفاظ بنفوذها، عن طريق تأسيس رابطة الدول المستقلة (جي يو إس). 

كان الكرملين يظن وقتها أن بإمكانه السيطرة على أوكرانيا من خلال شحنات الغاز الرخيص. لكن ذلك لم يحصل، فبينما تمكنت روسيا من بناء تحالف وثيق مع بيلاروسيا، كانت عيون أوكرانيا مسلطة دائماً على الغرب.

 

وهذا أزعج الكرملين، ولكنه لم يصل إلى صراع طوال فترة التسعينيات.

 آنذاك، كانت موسكو تبدو هادئة، لأن الغرب لم يكن يسعى لدمج أوكرانيا. كما أن الاقتصاد الروسي كان يعاني، والبلاد كانت مشغولة بالحرب في الشيشان. 

في عام 1997 اعترفت موسكو رسمياً من خلال ما يسمى بـ"العقد الكبير" بحدود أوكرانيا، بما فيها شبه جزيرة القرم، التي تقطنها غالبية ناطقة بالروسية.

واستمرت الأمور حت فتح ملف انضمام أوكرانيا للناتو، من خلال اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبي، في 2013 ، لتمارس بعدها موسكو ضغوطاً اقتصادية هائلة على كييف وضيّقت على الواردات إلى أوكرانيا. 

على خلفية ذلك، جمّدت حكومة الرئيس الأسبق يانوكوفيتش، الذي فاز بالانتخابات عام 2010، الاتفاقية، وانطلقت بسبب ذلك احتجاجات معارضة للقرار، أدت لفراره إلى روسيا في فبراير عام 2014.

استغل الكرملين فراغ السلطة في كييف من أجل ضم القرم في مارس عام 2014، وفي نفس الوقت، بدأت قوات روسية شبه عسكرية في حشد منطقة الدونباس الغنية بالفحم شرقي أوكرانيا من أجل انتفاضة. 

كما أعلنت جمهوريتان شعبيتان في دونيتسك ولوجانسك، يترأسهما روس، أما الحكومة في كييف، فقد انتظرت حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية في مايو 2014، لتطلق عملية عسكرية كبرى أسمتها "حرباً على الإرهاب".

في مطلع عام 2015، شن الانفصاليون هجوماً، زعمت كييف أنه كان مدعوماً بقوات روسية لا تحمل شارات تعريف، وهو ما نفته موسكو. منيت القوات الأوكرانية بهزيمة ثانية جراء الهجوم، وذلك في مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية، والتي اضطر الجيش الأوكراني للتخلي عنها بشكل أشبه بالهروب. آنذاك – وبرعاية غربية – تم الاتفاق على "مينسك 2"، وهي اتفاقية تشكل إلى اليوم أساس محاولات إحلال السلام، وما تزال بنودها لم تنفذ بالكامل بعد.

 

ومنذ ديسمبر عام 2021، يطلب الرئيس الروسي بشكل علني من الولايات المتحدة ألا تسمح بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو أو تتلقى مساعدات عسكرية. لكن الحلف لم يرضخ لهذه

ظل الوضع كذلك، حتى أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتراف بلاده باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا، دونيتسك ولوجانسك، ووقع على مرسومين باعتراف روسيا بالجمهوريتين، طالبا من مجلس الدوما الاعتراف الفوري بهذا القرار ودعم الجمهوريتين.

وفي أول رد فعل على القرار، دعت أوكرانيا إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن "الإجراءات غير القانونية" لروسيا.