الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد محاولة منع محاضرة عن دوستويفسكي بإيطاليا..

خاص|حاتم حافظ: الحرب الروسية كشفت عن الوجه "الفاشي" لأوروبا.. وأرفض مصادرة الإبداع

صدى البلد

فرضت الحرب الروسية على أوكرانيا مؤخرًا الكثير من العقوبات التي اتخذها الغرب تجاه روسيا، إذ أنه أمام التقدم الروسي وتوغله يوميًا داخل أوكرانيا قام الغرب بدوره بتنفيذ عقوباته سريعًا والتي امتدت لجميع الأنشطة والفعاليات الرياضية والثقافية.

فمؤخرًا كشف باولو نوري أستاذ الأدب الروسي في جامعة بيكوكا الإيطالية بمدينة ميلانو، عن تلقيه رسالة من إدارة الجامعة، تطلب إلغاء سلسلة محاضرات كانت مجدولة عن أعمال الكاتب والروائي الروسي الكبير، فيودور دوستوفيسكي، وهي خطوة ندد بها الجميع إلى أن لجأت الجامعة في نهاية الأمر للتراجع عن قرارها.

فاشية غربية

وأدت هذه الواقعة تحديدا لفتح الكثير من النقاشات حول فكرة مصادرة الإبداع الفني والأدبي؛ لذلك تحدثنا إلى الكاتب والسيناريست حاتم حافظ الذي قال: لا يوجد أي شك أن بوتين رجل غير ديمقراطي، وأن من حق الغرب على المستوى "السياسي" أن يأخذوا إجراءات في إطار الحرب "الباردة" بينهم وبين روسيا، لكن الحقيقة أن الإجراءات التي اتخذت في الأيام الماضية كانت من خلال المؤسسات "المدنية"، إذ استبعدوا الروس من كل شيء تقريبا، بدءا من الجامعات وصولًا إلى “الفيفا” وكذلك اتحادات الألعاب الرياضية، فالمفترض أن هذه المؤسسات وفقا لشعارات الغرب نفسه "مستقلة" وغير مسيسة وبالتالي فما حدث ويحدث منذ أيام هي عملية تنكر لكل المبادئ الديمقراطية التي روجوا لها منذ سنوات لدرجة إني "صدقتهم" طوال تلك السنوات، وعلى مستوى كرة القدم فعندما كان فريق يرفض مواجهة فريق آخر لوجود لاعب داخل الفريق الخصم يحمل الجنسية الإسرائيلية، كنا حينها نندد ونرفض هذا الفعل لأنه لا يجب خلط السياسة بالرياضة، وكنا نرفض أيضًا دعوات المقاطعة لاستضافة مخرجين داخل مصر معروف عنهم دعمهم لإسرائيل، فجميع تلك الأشياء رفضناها وكنا أكثر تسامحًا بل وأكثر إيمانًا بالديمقراطية من الغرب نفسه الذي دائما ما كان يتحدث عنها، فلا يجوز مثلًا إلغاء مشاركة المنتخب الروسي من تصفيات كأس العالم، أو إلغاء محاضرة عن الأدب الروسي لأن هذا "جنون" ولا يمكن بأي حال أن نصفه سوى بأنه "فاشية" غربية كشفت عن وجهها الحقيقي، فقد تراجعوا عن كل الشعارات الديمقراطية التي أخذوا يروجون لها في السنوات الماضية.

مصادرة الإبداع

ويضيف حاتم حافظ: أما بخصوص مسألة الأدب والفن تحديدا فهذه الأشياء لا يمكن أبدا محوها من الوجدان مهما حدث، لأني أرفض مصادرة الإبداع، فدعوات مقاطعة الأدب الروسي أو السينما الروسية هي أشبه بالدعوات السلفية المتطرفة التي كانت تدعو لهدم الأهرامات باعتبارها "حضارة عفنة" - على حد وصفهم - فمثل هذه الأعمال التي يحاول الغرب تبنيها خلال الفترة الحالية لا يمكن أن نتقبلها، وذلك لأن التاريخ الأدبي والفني والحضاري لا يمكن إلغاؤه على الإطلاق من الوجدان البشري، فالجامعة التي تمنع محاضرات خاصة بالأدب الروسي، أو تلغي حفلات موسيقية لا يمكن تسميتها أو وصفها سوى بأنها "فاشية" وهي أفعال ضد الإنسانية، وهنا السؤال الذي يجب طرحه "هل نحاكم دوستويفسكي أم تشيخوف؟" فعندما قامت الثورة البلشفية، لم تلغ الثورة كتابات هؤلاء رغم أنهم كانوا محسوبين على زمن ما قبل الثورة، فالثورة لا يمكن أن تلغي الإبداع أبدا، وما يحدث حاليا تصرفات لا يمكن أن تعبر عن الإنسانية، لذلك فالغرب كشف مؤخرا عن وجه فاشٍ لم يكن متوقعًا أن يظهر، وكشف أيضا عن أنه لا يوجد ما يسمى "ديمقراطية" أو قيم كانوا يحاولون تصديرها.