دخلت الحرب الروسية الأوكرانية، يومها العاشر، في ظل تقدم قوات الجيش الروسي، على جميع المحاور، فقد أعلن أمس سيطرته على محطة زابوريجيا النووية، أما في الساعات الأولى من صباح اليوم أعلنت وزارة الدفاع الروسية وقف إطلاق النار بشكل مؤقت وفتح ممرات إنسانية لخروج السكان المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا، ابتداء من العاشرة صباحا بتوقيت موسكو.
ويرجع وقف إطلاق النار إلى الاتفاق بين الجانبين على فتح الممرات الإنسانية، وطرق خروج المدنيين من هذه المدن، من ناحية أخرى عقد حلف الناتو أمس، اجتماعا على مستوى وزراء خارجية دول الحلف، في العاصمة البلجيكية بروكسل، لمحاولة إيجاد حل للأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وتهدئة الأوضاع في أوروبا.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز التطورات في الأزمة الروسية الأوكرانية، والتحركات الأخيرة لحلف الناتو، وما هي خطوات روسيا المقبلة.
زيلينسكي يستنجد بأوروبا
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، إلى تضامن أوروبي أوسع مع بلاده، محذرا من أن سقوط أوكرانيا، سيجعل أوروبا كلها تسقط، آمال في حال انتصار أوكرانيا، فسوف يعتبر نصرا للديمقراطية في العالم كله.
وفي وقت سابق لتصريحات زيلينسكي، كان حلف شمال الأطلسي "الناتو"، يؤكد أنه لا دخل له بالصراع بين روسيا وأوكرانيا، وأنه لن يشارك في عملية الحظر الجوي التي تطالب بها أوكرانيا، لأن التدخل المباشر من شأنه أن يقود إلى حرب أوروبية أوسع نطاق.

الناتو يؤكد عدم مشاركته في القتال
جاء ذلك خلال اجتماع وزراء خارجية دول الحلف أمس، في العاصمة البلجيكية بروكسيل، وقال ينس ستولتنبرج، الأمين العام للحلف، إن الناتو ليس جزءا من هذا الصراع، ومسئوليته تقتضي ضمان ألا يتصاعد الصراع ويمتد خارج أوكرانيا, مؤكدا أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا غير مبررة والحلف يدينها، وأنها العمل العسكري الأسوأ في أوروبا منذ عقود بعد أن تعرضت مدن للحصار، ومدارس ومستشفيات للقصف.
وأشار إلى إنه خلال اجتماع اليوم أجرى وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، محادثات مع نظرائه في دول الحلف، والذي أعربوا عن تضامنهم واحترامهم العميق لشجاعة الشعب الأوكراني، موضحا أن روسيا ستدفع الثمن في الوقت الحالي حيث دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب على الفور وسحب جميع قواته من أوكرانيا دون شروط.
من جانبه أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن روسيا باتت في أكثر فتراتها عزلة، وهي مستعدة لاستخدام القوة المفرطة في تحقيق أهدافها في أوكرانيا، مستبعدا تطبيق منطقة حظر طيران لأن الأمر وقتها سيزداد سوءا، وبالتالي فإن بلاده وحلفائها سيواصلون دعم أوكرانيا ولكن لن يشاركوا في إنشاء منطقة حظر طيران في أوكرانيا، لأن ذلك سيؤدي إلى اندلاع حرب شاملة في أوروبا، وكنا قد ذكرنا خطة الغرب بهذا الشأن في هذا التقرير.

روسيا تحذر من ورقة الإرهابيين
من جانبها، حذرت روسيا من أن الولايات المتحدة الأمريكية، تقوم بتدريب عدد من إرهابي تنظيم داعش في سوريا، ومن المخطط استخدامهم في القتال في دونباس شرق أوكرانيا، حيث أكدت الاستخبارات الخارجية الروسية أن أمريكا في نهاية عام 2021 حررت عشرات الإرهابيين التابعين لداعش من مواطني روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة، وتم تدريبهم في قاعدة التنف، لاستخدامهم في عمليات تخريب وإرهاب في دونباس.
من ناحية أخرى حظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين Facebookبسبب 'التمييز ضد وسائل الإعلام الروسية' - في إجراء مماثل بعد أن حظر عملاق وسائل التواصل الاجتماعي موقع روسيا اليوم (RT)وسبوتنيك في المملكة المتحدة بناءً على طلب من الحكومة البريطانية.
وأعلنت منظمة روسكومنادزور الإعلامية الروسية يوم الجمعة ، بعد أسبوع من غزو موسكو لأوكرانيا ، أنه سيتم حظر Facebook، مشيرة إلى 26 حالة تمييز ضد وسائل الإعلام الروسية.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلنت شركة Metaالقابضة والمالكة لفيسبوك أنه سيتم منع RT و Sputnikمن Facebookو Instagramفي المملكة المتحدة ، بعد ثلاثة أيام من حظر المواقع في جميع أنحاء أوروبا.
وجاءت أحدث حملة للتكنولوجيا الكبيرة على آلة الدعاية في موسكو بناءً على طلب وزيرة الثقافة البريطانية نادين دوريس التي كتبت إلى Metaو Twitterو TikTokيوم الخميس لطلب الحظر.
وقالت دوريس في رسالتها إنه لا ينبغي السماح للرئيس الروسي بوتين 'باستغلال وسائل الإعلام المفتوحة والحرة لنشر دعاية ضارة في بريطانيا' ووصفت غزوه لأوكرانيا بأنه 'لا يطاق'.
وكتبت في رسالة: 'أريد أن أحثك على فعل كل ما في وسعك لتطبيق النهج الذي تتبعه في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي لمنع الوصول إلى كل من RT ومخرجات Sputnikعبر الإنترنت على خدماتك في المملكة المتحدة'.
والتغيير يعني أن صفحات RTو Sputnikلن تكون مرئية على Facebookأو Instagramأو صفحات YouTubeفي الاتحاد الأوروبي أو المملكة المتحدة.
ويعتبر الإجراء هو الأحدث في حملة صارمة على دعاية موسكو تم فرضها أخيرًا هذا الأسبوع في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير.
وكان موقع YouTubeقد حد سابقًا من قدرة RTوالقنوات الروسية الأخرى على جني الأموال من الإعلانات التي تظهر على مقاطع الفيديو ، لكنه مدد عقوباته لتشمل الحظر الكامل لمثل هذه القنوات.
وقال بيان صادر عن Google Europe 'بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا ، نقوم بحظر قنوات YouTubeالمتصلة بـ RTو Sputnikفي جميع أنحاء أوروبا ، ويسري ذلك على الفور'.
وأضاف سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تكثف أنظمتنا بالكامل وتواصل فرقنا مراقبة الوضع على مدار الساعة لاتخاذ إجراءات سريعة.
وبناءً على طلب آخر من الحكومة الأوكرانية ، أزالت Googleأيضًا شبكة التلفزيون الروسية الحكومية RT ، المعروفة سابقًا باسم Russia Today، من متجر Google Playفي أوكرانيا.