الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشروع مستقبل مصر.. الدلتا تنهض من جديد بزراعة 500 ألف فدان

الرئيس السيسي في
الرئيس السيسي في مشروع مستقبل مصر

اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والفريق محمد عباس حلمي قائد القوات الجوية، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء أركان حرب إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والمقدم طيار بهاء الدين الغنام مدير مشروع مستقبل مصر.

وتناول الاجتماع متابعة تطورات الموقف التنفيذي للمشروع القومي للإنتاج الزراعي "مستقبل مصر"، كما اطلع الرئيس السيسي على الموقف التنفيذي وتطورات المراحل الحالية والمستقبلية المشروع من كافة الجوانب، خاصةً ما تم إنجازه من مساحات منزرعة وموقف إمدادات المياه والطاقة الكهربائية وكل ما يتعلق بالبنية الأساسية للمشروع.

ووجه السيسي بمواصلة العمل على استكمال مستهدفات هذا المشروع الاستراتيجي في مجال الزراعة والغذاء، بما يساهم في توفير الآلاف من فرص العمل في التخصصات المختلفة، ويعطي دفعة قوية للمنظومة الوطنية للتصنيع الزراعي، ويعزز من استراتيجية الدولة لزيادة نسبة الأراضي الزراعية من الرقعة الجغرافية للجمهورية، خاصةً أنه يقع ضمن المشروع الزراعي العملاق "الدلتا الجديدة".

كما تابع تفاصيل سير العمل بمكونات البنية الأساسية والموقف التنفيذي لعدد آخر من المشروعات الزراعية على مستوى الجمهورية، خاصةً في محافظتي بني سويف والمنيا، والتي ستمثل بدورها قيمة مضافة لسوق الغذاء المصري.

ما هو مشروع مستقبل مصر؟

يقع مشروع "مستقبل مصر" في نطاق المشروع العملاق "الدلتا الجديدة"، على امتداد محور روض الفرج/ الضبعة الجديد، وذلك بالقرب من مطاري سفنكس وبرج العرب وميناء الدخيلة والإسكندرية، مما يساعد على سهولة توصيل مستلزمات الإنتاج والمنتجات النهائية، ويجعل المشروع مقصدا زراعيا جاذبا للمستثمرين، حيث يهدف إلى تنمية منطقة الساحل الشمالي الغربي من خلال إنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارية سليمة، فضلاً عن إقامة مجمعات صناعية تقوم على الإنتاج الزراعي المكتمل الأركان والمراحل من زراعة المحاصيل وحصادها بأحدث الآليات ثم الفرز والتعبئة والتصنيع، ويوفر مشروع "مستقبل مصر" مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة.

ويهدف المشروع إلى سد الفجوة الزراعية على المستوى المحلي لتوفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين وتصدير الفائض للخارج، وذلك من خلال زراعة 500 ألف فدان، حيث تم استصلاح حوالي 200 ألف فدان في المرحلة الأولى من المشروع، وجاري استصلاح المراحل الأخرى بمساحة 300 ألف فدان، وسيعتمد المشروع في توفير الموارد المائية على المحطات التي تم إقامتها لمعالجة مياه الصرف الزراعي، كما تم الانتهاء من تنفيذ البنية الأساسية الخاصة به والتي تشمل تمهيد الطرق الداخلية بإجمالي طول حوالي 500 كم، وحفر آبار المياه الجوفية، وإنشاء محطتين للكهرباء بقدرة 350 ميجاوات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كم، ومخازن مستلزمات الإنتاج ومبانٍ إدارية وسكنية.

مشروع رائد في هذا التوقيت

وفي هذا الصدد، وفي هذا الصدد قال مدير معهد بحوث الصحراء بمركز البحوث الزراعية، الدكتور رأفت خضر، إن مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي، مشروع رائد ورائع في هذا التوقيت، ويعمل على توسيع الرقعة الزراعية في مصر ويضاف إليها مليون فدان أخرى "مساحة مشروع الدلتا الجديد"، وهذا يعد إنجازا غير مسبوق في مجال الزراعة بـ مصر.

أوضح خضر في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الأمر المهم في هذا المشروع هو كيفية جلب المياه للأراضي الزراعية، فنحن لدينا مساحات كثيرة من الأراضي الزراعية الصالحة، ولكن لا بد من توافر المياه الصالحة لها.

الاستغلال الأمثل للمياه

وأضاف أن مصر تتجه إلى ترشيد المياه وبالفعل قامت الدولة بعمل العديد من المشروعات للاستغلال الأمثل للمياه مثل مشروع محطة بطن البقر التي ستفتتح في شهر يونيو القادم والتي تقوم بـ تنقية وتحلية مياه الصرف الصحي التي تبلغ في مصر 13 مليار متر مكعب، وبهذه المشروعات سوف نتمكن من استصلاح العديد من الأراضي بمياه جيدة وصالحة.

وعلق خضر على نوعية المحاصيل التي سوف تزرع في هذا المشروع قائلا، إن هناك محاصيل تقليدية ومحاصيل غير تقليدية، ونحن نهتم بالمحاصيل الاستراتيجية المهمة مثل القمح لأن الاكتفاء الذاتي في مصر من القمح لا يتعدى 48% فقط، وكذلك الذرة الصفراء، فـ نحن نستورد 8 ملايين طن سنويا بحوالي 1.6 مليار دولار، وأيضا المحاصيل الزيتية نحن نستورد 97% من إجمالي متطلباتنا من هذه المحاصيل.

واختتم: "الآن يتم زراعة كل هذه المحاصيل لمحاولة التقليل من استيرادها، ويتم أيضا زراعة المحاصيل التي ليس لها مساحات زراعية كبيرة في مصر مثل الكانولا بجانب محاصيل العلف للحيوان، وهكذا تكون استطاعت أن تقلل العجز الحادث في المحاصيل الاستراتيجية في مصر".

أحد المشروعات الكبرى في الزراعة

ومن جانبه، قال الدكتور أشرف فياض، أستاذ الاقتصاد الزراعي بمعهد بحوث الصحراء، إن مشروع الدلتا الجديدة هو أحد مشروعات مصر الكبرى في مجال الزراعة والتنمية، وهو ليس مشروع زراعي فقط بل تنموي متكامل يحتوى على عدة أبعاد اقتصادية وسياسية واجتماعية وغيرها من الأبعاد.

وأوضح فياض في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الجانب الزراعي من المشروع يعتمد على عاملين أساسيين هما عامل المياه وتأتي من الآبار والمياه الجوفية والعامل الآخر هو عامل الطاقة التي من الممكن أن يستخدم فيها عدة أنواع مثل الطاقة الشمسية أو الكهربائية.

المحاصيل المزروعة بالمشروع

وأضاف أن الزراعة في الصحراء تختلف عن الزراعة بـ المناطق الأخرى وهذا يتحدد عليه نوع المحصول الذي سيتم زراعته، فهناك محاصيل من صعب زراعتها في الصحراء مثل القطن والبرسيم والحبوب وغيرها لأنها تحتاج إلى مياه حلوة لا تحتوى على كمية كبيرة من الأملاح وإنتاجية هذه المحاصيل ستكون ضعيفة، لأن طبيعة الأرض والمياه لن تسمح لك بزراعة مثل هذه المحاصيل.

واختتم: "يشمل المشروع أيضا زراعة المحاصيل العلفية، بالإضافة إلى المصانع التي تنتجها لسد الفجوة في مصر من أعلاف الحيوان، ومن المحاصيل التي يقوم هذا المشروع بإنتاجها محصول علف الفيل وحشيش السودان والبانيكم وهذه محاصيل علفية غير تقليدية تتحمل درجة الملوحة العالية".