قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إسلام الإخوان المسلمين


لم يكن الشيخ حسن البنا يعلم عندما أسس جماعة الإخوان المسلمين أن أسلافه وورثته فى الجماعة سيبيعون دماء إخوانهم المصريين مقابل مجموعة من المقاعد فى مجلس الشعب، وربما لو كان يعلم ذلك لفضل عدم تأسيس الجماعة وعدم مقاومة الإحتلال الإنجليزى، على الاقل فإن الإنجليز ليسوا بمسلمين، وقتلهم للمصريين وإحتلالهم لمصر لم يكن بالأمر الصادم.
فمنذ بداية الثورة وحتى الآن والإتهامات توجه لجماعة الإخوان وتتزايد مع الوقت، فكل من لا ينتمى للإخوان والسلفيين يؤكد وجود صفقة غير معلنة بين الإخوان والمجلس العسكرى، ليس الليبراليين فقط هم من يقولون ذلك، لكن أيضاً الشباب الذين ليس لديهم أى إنتماءات حزبية وسياسية يرون ذلك، لكن أبرع المحللين السياسيين لم يكن ليتوقع بأن الأمر سيصل لأن يقوم الإخوان بطلب الخروج الآمن للمجلس العسكرى.
فبهذا الطلب الخبيث أكد الإخوان للجميع صدق الإتهامات التى وجهت لهم من البداية وحتى الآن، وهذا الطلب خبيث بالفعل، فالأخوان جعلوا المتحدث الرسمى لهم الدكتور محمود غزلان يخرج بتصريح غريب يطالب فيه بالخروج الآمن للمجلس العسكرى وعدم محاسبته على أى أخطاء أرتكبها خلال فترة قيادته للبلاد، وهو التصريح الذى أكد الإخوان فيما بعد أنه رأى خاص بغزلان ولا يمثل الجماعة، وذلك بعدما زادت حالة الهجوم عليهم بسبب هذا التصريح، فهل يعقل أن جماعة بحجم الإخوان المسلمين يخرج المتحدث الرسمى الخاص بها ليقول تصريح يعبر فيه عن رأيه الخاص ؟! .. بالتأكيد أن الأمر ليس كذلك، لكن الحقيقة هى أن الإخوان كانوا يقومون بجس نبض الشارع قبل أن يصبح مشروع الخروج الآمن دستوريا من خلال طرحه فى مجلس الشعب الذى أصبح الإخوان يشكلون فيه الأغلبية، وهو ما سيجعلهم يمررون القرار بسهولة.
الإخوان ضربوا بمبادئ الجماعة عرض الحائط، ونسوا أن الجماعة التى مر عليها 80 عاماً وأسسها الشيخ حسن البنا هى جماعة قامت على المبادئ الدينية فى المقام الأول، وبذلك نسوا قول الله تعالى "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، ونسوا ما ذكره الشيخ حسن البنا فى رسالة المؤتمر الخامس للجماعة تحت عنوان "إسلام الإخوان المسلمين"، عندما قال "إن الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية وروحانية وعمل ومصحف وسيف" .. نسوا النداء الرابع فى سورة البقرة عندما أمر الله عباده بالقصاص فقال "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى" .. نسوا حتى أن الذى لديه الحق فى العفو هو أهالى الشهداء ومنحوا هذا الحق لأنفسهم، فقد قال الله فى نفس الآية "مَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ" .. نسى الإخوان كل ذلك وتذكروا شيئا واحدا .. كرسى البرلمان.