خبراء تعليم عن السلوكيات الخاطئة للطلاب:
الخطر المحاط بالشباب اليوم أصبح أكبر من السابق
هناك ضرورة تعيين اختصاصي ضبط سلوك الطلبة
حالة من الجدل أثيرت على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك خلال الساعات الماضية، بعد انتشار فيديو يكشف عن نشوب "خناقة" بين طلاب مدرسة انترناشونال تابعة في القاهرة الجديدة التعليمية بمحافظة القاهرة.
أكد الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، ان الخطر المحاط بالشباب اليوم أصبح أكبر من السابق نظراً لاقتنائهم هواتف وأجهزة إلكترونية تمكنهم بضغطة زر من مشاهدة ما يريدونه من دون رقيب ولا حسيب محملة بمفاهيم وأفكار دخيلة على مجتمعنا العربي، ما يجعلهم مقلدين لما يرونه بسلبيات هو إيجابياته وهذا ما يوقعهم في إظهار سلوكيات غير لائقة في الحرم المدرسي، لذلك يجب أن نعلم أن المدرسة والتعليم أساس التقدم والرقي، فيجب أن نربي أبناءنا علي احترام مؤسسة التعليم.
وأشار الخبير التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إلى أن الطالب كلما كان مهذباً وعلى خلق حسن، سهل ذلك على المعلمين أن يتعاملوا معه، فيزيد ذلك من قدرتهم على فهم الدروس وتحسين سلوكاتهم وطباعهم داخل المدرسة، إذ إن سلوك الطالب داخل المدرسة يسهل عملية التعليم.
وشدد الدكتور محمد فتح الله، على دور الأسرة في توعية الطالب وتهذيبه وتنشئته على احترام المعلم، وتنمية روح التعاون بين الطلاب، وروح الفريق دافع كبير للتآلف بينهم، وروح التعاطف، ويجب أن يكون أسلوب المعلمين سهلاً لين ليستجيب لهم الطلاب، وليتخذ كل طالب مثلاً أعلى وقدوة له، لكي ينصت إليه ويسمع كل نصائحه وكلامه.
وأوضح الخبير التربوي، أن الوزارة حرصت على تعزيز كل ما هو إيجابي وبناء من القيم والمبادئ والاتجاهات المحققة لأهدافها، من أجل توفير مناخ تربوي يتيح الفرص المثالية لنمو العلاقات المتوازنة بين الطلاب أنفسهم، وفي سبيل تحقيق أهدافها ومساعدة العاملين في المدارس على الإبداع والابتكار، وتوفير فرص التعلم الفاعل للطالب بعيداً عن أية مؤثرات أخرى، وضعت الوزارة آلية مقننة وضابطة لكل إجراءات التعامل التربوي مع مواقف وسلوكيات الطلبة، بهدف تعزيز السلوك الإيجابي، وتقويم السلوك السلبي، وذلك من خلال لائحة الانضباط السلوكي، والتي تنص على اتخاذ إجراء اتجاه السلوكيات السلبية الصادرة عن الطلبة.
وطالب "فتح الله" بضرورة تعيين اختصاصي ضبط سلوك الطلبة ليقوم بمتابعة ومراقبة سلوك الطلبة وتنفيذ الأنشطة التي من شأنها توعية وتوجيه الطلبة نحو السلوكيات الإيجابية والحد من المظاهر السلوكية السلبية إن وجدت، وأسندت الوزارة له عده مهام منها إعداد وتنفيذ خطة توجيه وضبط سلوك الطلبة بالتنسيق من كل المعنيين، ومراقبة ورصد سلوك الطلبة داخل المدرسة، وجمع البيانات عن السلوكيات السلبية وتقدير حجمها في المدرسة والعمل على إقصائها والحد منها، وعقد المحاضرات والندوات التوعوية للطلبة باللوائح المنظمة لسلوك الطلبة في المدرسة.
ومن جانبه أكد الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، الخبير التربوي، أن المدرسة الشريك الأول مع الأهل في تربية الطفل، وبالتالي فإن سلوك الطالب في المدرسة له دور كبير في تحديد شخصيته الخارجية، ومن أجل ذلك فإن التربية يجب أن تكون بالشراكة ما بين المدرسين في المدرسة وما بين الأهل في المنزل.
وأوضح أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن التربية السليمة والصحيحة يجب أن ترتكز على أسس ثابتة وواقعية، وتصب في مصلحة الطالب أو الطفل، فلا يهم أن يصحح سلوك الطفل تصحيحًا آنيًا ويؤثر هذا على شخصيّته بالكامل، ولذلك نجد ان الشتم والضرب والاستهزاء غير موجودين أبدًا في أصول التربية الحديثة التي تعتمد اعتمادًا أساسيًا على الحوار مع الطفل بالدرجة الأولى.
وأشار الخبير التربوي، الى ان يجب البحث في الأسباب الرئيسية والعوامل التي كانت سببًا في انتهاج الطالب هذا المسلك السيئ من شغب ومشاكسة، ومحاولة البحث عن طرق جادة من أجل حلها أو التخفيف منها على الأقل.
وطالب أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، البحث عن الطرق الصحيحة للتعامل معه ومع المشكلات التي يمر بها، من أجل إنشاء جيل سليم في عقله، وفي شخصيته، ومتكامل في كل نواحيه الإنسانية، وسد الثغرات التي تظهر في شخصيته كي لا تصبح جزءًا منها عندما يكبر.
توجد بعض النصائح التي يمكن من خلالها التعامل مع الطالب المشاغب من أجل تحسين سلوكه، ومن هذه النصائح ما يأتي:
١- تعزيز السلوك الإيجابي لدى الطالب، فكل إنسان مهما بلغ من السوء يجب أن يكون في شخصيته جانب إيجابي وسلوكات جيدة، ولذلك في حالة الطفل المشاغب من الأفضل التركيز على ما يصدر عن الطالب المشاغب من سلوكات إيجابية ومدحها وبيان أنها أمور جيدة ومحببة للآخرين، وهذاالفعل من شأنه أن يدفع التلميذ إلى أن يهتم بهذه السلوكات ويطورها ويجد نفسه يخفف من السلوكات السلبية تلقائيًا.
٢- فرض التعاون بين الطلاب في الصف الواحد، فشعور الطفل بأن التعاون أمر مفروض داخل الصف سيدفعه إلى مساعدة الآخرين حتى لو لم يكن يعجبه هذا، مما يدفعه إلى أن يقلل من شغبه ومشاكسته من أجل أن يندمج مع الجو العام للصف، فما يشعره بالرغبة بالمشاكسة هو شعوره بأنه وحيد.
٣- تسليم الطالب المشاغب مواقع قيادية في المدرسة، فشعور الطالب بأنه مسؤول ومكلف بوظائف معينة يدفعه إلى الهدوء والرزانة أكثر.
٤- التحاور مع الطالب والتعرف على المواهب والهوايات التي يمتلكها والتركيز عليها وتنميتها وتشجيعه على ممارستها، والإطراء عليها، ومحاولة البحث عن القدرات والمواهب الرياضية والبدنية لديه، لأنها ستسهم في تفريغ طاقاته التي في الغالب لا يجد لها منفذًا إلا الشغب والمشاكسة في الفصل.
ومن جانب اخر أكد الدكتور ماجد أبو العينين عميد كلية التربية السابق بجامعة عين شمس، أن تطوير التعليم الفني كفكرة تطوير جيدة جدا، وتعتبر خطوة مميزة في تطوير التعليم، ولكن يجب ألا تكون هي خط النهاية في رحلة تطور التعليم الفني، مضيفًا أنه يجب العمل على وضع الخطط المناسبة لتعميم تجربة المدارس التكنولوجيا على مستوى الجمهورية، مشددا على أن المشكلة ليست صعبة، ولكن يجب وضع الخطط التي تتناسب مع ظروف المجتمع بمختلف فئاته.
وأوضح عميد كلية التربية السابق بجامعة عين شمس، أنه يجب أن نبتعد عن التجارب المعلبة المستوردة من الخارج فكل دولة لها ظروفها ووضعها الخاص، فالتعليم هو قطاع مهم للغاية، لذلك يجب أن تقوم هذه الهيئة المكونة من خبراء في قطاع التعليم، ويضعون الخطط اللازمة للارتقاء بمستوى العملية التعليمية بالكامل، فالتعليم هو المسئول الأول عن مستقبل مصر.
وشدد الدكتور ماجد أبو العينين علي ضرورة أن تستند المناهج الدراسية إلى النواتج العامة المتفق عليها ونواتج التعليم المهني أو الفني التي يعدها قطاع التعليم العالي بالاشتراك مع أصحاب العمل وغيرهم من أصحاب المصلحة الرئيسيين، كما يجب على المؤسسات دعم الطلاب من خلال التدريب العملي، ومنح التدريب الداخلي، والتوجيه المهني، والتزويد بالمعلومات عن سوق العمل.
وطالب عميد كلية التربية السابق بجامعة عين شمس، بضرورة انشاء مراكز مخصصة لتأهيل الخريجين وتنمية مهاراتهم عندالبحث عن وظيفة، وسرعة الانتهاء من تطوير سبل التعليم حتي يصبح الشخص مهيئا لسوق العمل لان التعليم يعتمد على الفهم والابداع وتنمية المواهب والقدرات والمهارات.
وطالب الخبير التربوي، بضرورة العمل على الارتقاء بمستوى التعليم ومنظومة التعليم العام والفني في مصر، فبعد نجاح مدارس التكنولوجيا التطبيقية، يجب أن نتجه نحو تعميم هذه التجربة لتشمل الدولة المصرية بالكامل وتغطية ملايين من الطلاب، ويجب أن تدار وتوضع الرؤى الخاصة بالتعليم في مصر بما يتماثل مع قوة الدولة المصرية وعراقتها، وعدم التوقف عند مرحلة بعينها، من خلال وضع رؤية تشمل تطوير كل أوجه التعليم العام والفني، حتى لا نكون أمام مجرد سد لثغرات صغيرة في منظومة تعاني لسنوات طويلة.
وتابع: "يجب أن تكون هناك رؤية موسعة لكل مشاكل التعليم والمنظومة بأكملها، وكنت قد اقترحت سابقا أن يتم عمل هيئة أو مؤسسة أو مفوضية مستقلة، تكون مسئولة عن وضع الخطط والسياسات والاستراتيجيات طويلة الأمد، على أن تكون ملزمة ولا يتم تجاهلها حال تغير الوزير، أو أي من المسئولين عن العملية التعليمية".