الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلة النصف من شعبان.. حكم من صامها بدون تبييت النية

ليلة النصف من شعبان
ليلة النصف من شعبان

صيام ليلة النصف من شعبان .. النية أساس العبادات وبدونها تكون باطلة، والنية محلها القلب لا يشترط النطق بها سواء للصلاة أو للصوم، فمجرد العزم على فعل الشيء تكون أعلنت النية لهذه الطاعة، وبالنية تحصل على الثواب، فكم من شخص أعلن نيته فعل شيء محدد ومنعه القدر عن القيام بها فيؤجر عليها ويحصل على الثواب كاملا، فمن مات قبل الحج وقد أعلن نيته لأداء المناسك حصل على ثواب الحج كاملا، ومن نوى الصيام مثلا ومنعه المرض أو أي مانع وأفطر فحصل على ثواب هذا اليوم صائما. 

والسؤال الذي ورد إلى دار الإفتاء في هذا السياق يقول صاحبه: “لم أنوِ صيام ليلة النصف من شعبان قبل النوم، ولكن عندما استيقظت قررت الصيام، فهل صومي صحيح؟”.

 

هل يشترط تبييت النية قبل صيام القضاء من رمضان الماضي ؟

قالت دار الإفتاء المصرية، ردا على سؤال: "هل يجب تبييت النية فى صيام قضاء شهر رمضان؟" إنه يجب تبييت النية قبل الفجر في كل صوم واجب كصيام قضاء رمضان والصيام المنذور، وصيام الكفارات، لأن القضاء له حكم الأداء.

وأكدت أنه لا يجب تعيين نوع الصيام، كأن يحدد أن هذا صيام عن رمضان هذا العام، أو يحدد صيام نوع الكفارة ككفارة يمين أو ظهار، أو نذر تبرر أو نذر لجاج، فلو كان على المسلم قضاء أيام من رمضانين ونوى صيام القضاء دون تحديد السنة فصيامه صحيح، كذلك لو كان عليه صيام أكثر من كفارة فنوى صيام الكفارة دون تحديد ، نوعها فصيامه صحيح، وينطبق نفس الحكم على سائر الصوم الواجب.

حكم من صام ليلة النصف من شعبان بدون تبييت النية

دار الإفتاء أكدت أن جمهور الفقهاء ذهبوا إلى أنه لا يشترط تبييت النية في صوم التطوع  فعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ: «يَا عَائِشَةُ، هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟» قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، قَالَ: «فَإِنِّي صَائِمٌ» أخرجه مسلم في "صحيحه".

وأوضحت الإفتاء أن الخطيب الشربيني قال في "مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" (2/ 149): [(وَيَصِحُّ النَّفَلُ بِنِيَّةٍ قَبْلَ الزَّوَالِ)؛ لِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ لِعَائِشَةَ يَوْمًا: «هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ غَدَاءٍ؟» قَالَتْ: لَا، قَالَ: «فَإِنِّي إذَنْ أَصُومُ»، قَالَتْ: وَقَالَ لِي يَوْمًا آخَرُ: «أَعِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «إذَنْ أُفْطِرُ وَإِنْ كُنْتُ فَرَضْتُ الصَّوْمَ» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَصَحَّحَ إسْنَادَهُ.

 

دعاء ليلة النصف من شعبان

وردت صيغة دعاء ليلة النصف من شعبان وهي: اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. 

وجاء في صيغة دعاء ليلة النصف من شعبان اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: "يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ"، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.


-