حضر نقيب الأطباء الدكتور حسين خيري، أمس الأربعاء، احتفالية الأمانة العامة للصحة النفسية بإطلاق المنصة الوطنية الإلكترونية الأولى للصحة النفسية وعلاج الإدمان، والتي أعلنت إطلاقها الدكتورة منن عبد المقصود أمين عام الأمانة العامة للصحة النفسية مؤكدة أنها المنصة الإلكترونية الأولى من نوعها بمصر والشرق الأوسط.
وأشارت منن، إلى أن المنصة باكورة التعاون بين أمانة الصحة النفسية، منظمة الصحة العالمية، جامعة بريتش كولومبيا بكندا والمركز القومي للمعلومات بـ وزارة الصحة، وأكدت أمين الصحة النفسية أن المنصة تقدم خدماتها مجانًا باللغتين العربية والإنجليزية.
ثورة تقديم الخدمات الصحية
وفي كلمته قدم الدكتور حسين خيري، نقيب الأطباء، التهنئة بإطلاق المنصة، وأكد أنها بداية لثورة في تقديم الخدمات الصحية عن بعد، مشيرا إلى أن استخدام التواصل الإلكتروني في المجال الطبي سيحدث طفرة أيضًا بالتعليم الطبي ويسهل تقديم التدريب للأطباء في المناطق النائية.
وأكد خيري أن نقابة الأطباء ستسعى لتعديل لائحة آداب المهنة بما يتفق مع معايير وضوابط تقديم الخدمات الصحية عن بُعد وذلك في إطار تبني الحكومة إصدار قانون منظم لذلك،مشيرًا إلى تنظيم النقابة لمؤتمر"التطبيب عن بعد" أواخر فبراير الماضي، كما وجه التحية للطبيبات في يوم المرأة المصرية وذكر أن الطبيبات قدمن 111 شهيدة أثناء جائحة كورونا.
ومن جانبها، قالت الدكتورة نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية في مصر، خلال كلمتها، إن المنصة الإلكترونية ستقدم خدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان مجانًا للجميع داخل مصر وخارجها، حيث زاد الاحتياج في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع لخدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان، وهذا ما تؤكده إحصائيات منظمة الصحة العالمية عن زيادة الاضطرابات النفسية.
وذكرت القصير أنه تم تسجيل مليون حالة انتحار على مستوى العالم، مضيفة أن دراسات المنظمة أثبتت أن استثمار واحد دولار في الصحة النفسية يكون له عائد ومردود على الناتج القومي يساوي 4 دولارات.
وأشارت إلى أن مبادرة "100 مليون صحة" التي أطلقتها مصر تعني إدراك الحكومة لأهمية الاستثمار في الصحة، وطالبت القصير نقابة الأطباء بالمشاركة في رصد ومتابعة تقديم الخدمات الصحية عن بعد و تقييمها وكذلك تدريب الأطباء، وقالت إنه "يجب تقييم أداء المنصة كل 3 شهور".
احتياج خدمات الصحة النفسية
كما أكد الدكتور حسام عبد الغفار، أمين عام المستشفيات الجامعية والمتحدث الرسمي لوزارة الصحة، أن الأحداث والمجريات المتغيرة والسريعة في العالم ومنها جائحة كورونا، كشفت عن مدى احتياج المجتمعات لخدمات الصحة النفسية، وأن الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان استطاعت أن تقوم بدورها وتقدم خدماتها بشكل أثبتت فيه أهمية قطاع الصحة النفسية وضرورة الاهتمام به، حيث أكد أن وزارة الصحة تقدم كل الدعم لهذا القطاع لتطوير خدماته.
وتناول الدكتور ممتاز عبد الوهاب العجز الشديد في عدد الأطباء النفسيين، حيث ذكر أنه يتطلب وجود 7000 طبيب على الأقل بينما المسجل من الأطباء النفسيين بالجمعية 1300 طبيب، متواجد منهم في مصر 700 فقط والباقي سافر خارج مصر، مشيرا إلى أن المنصة الإلكترونية ستساعد في سد تلك الفجوة بين المطلوب والمتاح.
واستعرضت الدكتورة راندا أبو النجا، مسؤول الأمراض السارية والأمراض النفسية بمكتب منظمة الصحة العالمية في مصر، أهمية الدور الإعلامي في مكافحة وصمة المرض النفسي، وأن المنصة الإلكترونية ستعمل على الحد من تلك الوصمة وتحفيز المريض للتواصل مع الطبيب عن بعد.
وأكدت أبو النجا أن الأمراض النفسية عائق للتنمية المستدامة، وأنه لا تعليم جيدا إلا في وجود الصحة النفسية، مشيرة إلى أن التحدي الأكبر في تقديم خدمات الصحة النفسية في دول العالم ذات الدخل المنخفض والمتوسط هو الفجوة بين الطلب على الخدمة والمتاح منها.
وأضافت أن 50% من دول العالم يوجد بها طبيب نفسي واحد فقط لكل 100 ألف مواطن ومصر إحدى تلك الدول حيث يوجد 0.8 طبيب لكل 100 الف مواطن و يرجع ذلك للقصور في الموارد البشرية التي من ضمن أسبابها هجرة الأطباء.
وأشارت إلى أبو النجا أن الدول منخفضة ومتوسطة الدخل تصرف على المواطن سنويًا فقط 2 دولار في الصحة النفسية مقابل 50 دولارا في الدول مرتفعة الدخل، لافتة إلى أن المنصة الإلكترونية وما تقدمه من خدمات الصحة النفسية عن بعد ستقلل من أعباء الدولة و تتغلب على عجز الموارد البشرية.
وتابعت: "مبادرة"حياة كريمة" فرصة جيدة لدمج الصحة النفسية وتقديم خدماتها من خلال المبادرة".
ضرورة الإسراع في تنفيذ المنصة
ومن ناحيتها أكدت الدكتورة سالي نوبي، مدير المنصة الوطنية الإلكترونية للصحة النفسية وعلاج الإدمان، أن فكرة إنشاء المنصة بدأت قبيل عام 2019 بالتعاون مع جامعة بيرتش كولومبيا بكندا والدكتور مصطفى ممدوح مدرس الطب النفسي بكلية طب طنطا، وبعد بداية جائحة كورونا وتقديم أمانة الصحة النفسية لخدماتها عبر الخط الساخن وازدياد الاضطرابات النفسية بسبب الجائحة، تأكدنا من ضرورة الإسراع في تنفيذ المنصة الإلكترونية.
وأضافت نوبي أن من أهم الصعوبات التي واجهتها أمانة الصحة النفسية هي التأكد من سرية البيانات وخصوصية المريض ما جعلنا نرفض أن تكون استضافة المنصة على الشبكة العنكبوتية بجهة خارج مصر.
وأشارت إلى أن المركز القومي للمعلومات بوزارة الصحة استطاع أن تكون الاستضافة بوزارة الصحة نفسها وهو إنجاز.
محاورة المنصة الإلكترونية
ولفتت إلى أن المنصة تشمل 3 محاور، الأول يقدم التوعية والمعلومات الطب النفسي في فروعه المختلفة بشكل مبسط للمواطن، والمحور الثاني هو العلاجي و يتم فيه تقديم الخدمات والجلسات النفسية بالتواصل عن بُعد، أما المحور الثالث يتناول تقييم أداء الخدمة و هو خاص بالمشرفين على المنصة.
وأعلنت د.سالي نوبي عن رابط المنصة http://nmhp.mohp.gov.eg/mental/web/ar?fbclid=IwAR0cNoOtZ11rbTdrfnU5cydABOOe53MqUY7dvfLU-op0g9FXv2cdDxuLM8I
وللفيديو التعريفي عن خدمات المنصة و طريقة الإشتراك رابط قناة يوتيوب النقابة
https://www.youtube.com/watch?v=q6aiRqawNrI