الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"تغيير النظام الروسي" يثير الغضب ضد بايدن.. خبراء يحذرون من تصعيد خطير وإشعال الحرب.. الكرملين ينتقد الرئيس الأمريكي بشدة.. وواشنطن تنقذ الموقف: لم يكن قاصداً

الرئيس الأمريكي ونظيره
الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي

أثارت دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتغيير النظام في موسكو، وإقالة نظيره الروسي فلاديمير بوتين من السلطة، انتقاد الكرملين وخبراء السياسة الخارجية بواشنطن، الذين يخشون أن تؤدي هذه التصريحات إلى تصعيد التوترات بين البلدين، في الوقت الذي تتراجع فيه موسكو عن أهدافها من الحرب في أوكرانيا.

وحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قال بايدن، خلال خطاب ألقاه أمام حشد خارج القلعة الملكية بالعاصمة البولندية وارسو، أمس السبت: "من أجل الرب، لا يمكن أن يبقى ذلك الرجل في السلطة"، في إشارة إلى الرئيس الروسي، الأمر الذي اعتبره مراقبون يمثل دعوة لتغيير النظام السياسي في روسيا.

وجاء تعليق بايدن غير المكتوب، في نهاية خطاب حازم وناري من أجل اتحاد العالم في مواجهة الغزو الروسي ودعم أوكرانيا، مخاطبًا الشعب الروسي بالقول "لطالما تحدثت مع الشعب الروسي بشكل مباشر وصادق.. اسمحوا لي أن أقول هذا، إذا كنتم قادرون على الاستماع. أنتم أيها الشعب الروسي لستم أعداءنا".

وأشار: "أرفض أن أصدق أنكم ترحبون بقتل الأطفال والأجداد الأبرياء… كما لا أصدق أنكم تقبلون تدمير المستشفيات والمدارس"، ليسارع البيت الأبيض إلى التراجع عنها، في الوقت الذي أعرب فيه الكرملين عن غضبه من هذه التصريحات.

وعلق المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف على تصريحات بايدن، قائلا إنه ليس للرئيس الأمريكي أن يقرر من يكون في السلطة بروسيا، وأن الروس وحدهم من يختارون رئيسهم.

واشنطن تتدخل لإنقاذ الموقف

فيما قال مسئول بالبيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، لم يكن يقصد بتصريحاته الأخيرة الدعوة إلى تغيير النظام في روسيا، وإنما كان يعني أنه لا يمكن السماح له بممارسة القوة على جيرانه في المنطقة.

ونقلت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية عن المسئول الذي لم تكشف عن هويته قوله: "كان الرئيس يريد أن يقول إنه لا يمكن السماح لبوتين بممارسة القوة على جيرانه في المنطقة.. لم يكن يناقش سلطة بوتين في روسيا أو تغيير النظام".

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد بالقدس، أن بلاده ليس لديها استراتيجية لتغيير النظام في روسيا أو في أي مكان آخر، مشيرًا إلى أن الأمر يرجع إلى الشعب الروسي.

وبحسب "ديلي ميل" البريطانية، انتقد رئيس مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن، ريتشارد هاس، تصريحات بايدن، معربًا عن مخاوفه من أن الرئيس الأمريكي "وسع للتو أهداف الحرب بالدعوة إلى تغيير النظام".

وقال هاس على حسابه بموقع "تويتر": "على الرغم من أن الأمر قد يكون مرغوبًا فيه، فليس في وسعنا تحقيق المزيد من المخاطر، فيمكن أن يدفع بوتين لرؤية ذلك على أنه معركة حتى النهاية، مما يزيد من احتمالات رفضه للتسوية أو التصعيد بأوكرانيا أو كليهما".

وأشار: "مصلحتنا في إنهاء الحرب يجب أن تكون بشروط يمكن أن تقبلها أوكرانيا وتؤدي إلى وقف التصعيد الروسي"، مؤكدًا أن دعوة اليوم لتغيير النظام تتعارض مع هذه الأهداف.

ويرى الخبير في السياسة الأمريكية أنه من الضروري أن يتواصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، بشكل فوري، للتأكيد على أن تصريحات بايدن لا تمثل سياسة واشنطن.

بايدن وأخطائه المتكررة

وحسب صحيفة “ديلي ميل”، تأتي تصريحات بايدن بعد 24 ساعة فقط من تدخل البيت الأبيض لإنقاذ الرئيس بايدن من زلة لسان وقع فيها أثناء الإدلاء بتصريحات حول أوكرانيا، إذ أوحت بأنه سيرسل جنودا إلى أوكرانيا، رغم أن الإدارة الأمريكية أكدت أنها لن تتدخل عسكريا في كييف، نظرًا لأنها خطوة تهدد باندلاع الحرب العالمية الثالثة.

وقال بايدن مخاطبًا جنوده على الحدود البولندية الأوكرانية "سترون عندما تكونون هناك.. وبعضكم كان هناك، نساءً وشبابا يقفون في منتصف الطريق وأمام الدبابة الملعونة، يقولون لن نغادر".

ويبدو أن ذكر بايدن لـ "عندما تكونون هناك" يشير إلى أنه سيتم نشر القوات عبر الحدود إلى أوكرانيا، لكن الإدارة صححت الخطأ، وأصرت على أن موقف إدارة بايدن بخصوص عدم نيتها إرسال قوات إلى أوكرانيا لا يزال ثابتا.

وقال متحدث باسم البيت الأبيض لشبكة "فوكس نيوز": الأمريكية "أكد الرئيس بوضوح أننا لن نرسل قوات أمريكية إلى أوكرانيا.. ولم يطرأ أي تغييرات في هذا الموقف".

من جانبها، انتقدت كايلي مكيناني، المتحدثة السابقة للبيت الأبيض إبان الرئيس السابق دونالد ترامب، الأمر، قائلة، إن الإدارة الأمريكية اضطرت مرتين في يومين إلى تصحيح أخطاء بايدن.

وقالت، في تغريدة على حسابها بموقع «تويتر»، إن البيت الأبيض نفى تصريحات بايدن بأن القوات الأمريكية سوف تذهب إلى أوكرانيا، ثم أكد أن تصريحاته الأخيرة ليس القصد منها تغيير النظام في روسيا، مضيفة: "لا يمكن أبداً تحمّل هذا النوع من الأخطاء".