الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يوم العمال العالمي|العمالة العربية قليل من فرص العمل كثير من الأزمات والمشاكل

عمال - أرشيفية
عمال - أرشيفية

تحتفل مصر والعالم، اليوم الأحد، 1 مايو 2022، بـ يوم العمال العالمي، ويسمى أيضا بـ"يوم العمل، وعيد الربيع والعمل، واليوم العالمي للتضامن مع الطبقة العاملة"، وهو يوم عطلة في كثير من البلدان .

الصراعات والأزمات الاقتصادية

تتوجّه الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بالتهنئة إلى عمال العالم عامة، وعمال الوطن العربي خاصة، آملة أن "يعمّ الأمن والأمان في ربوعه، ما ينعكس حتماً على واقع العمال العرب بالخير والرخاء".

وقالت الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، إن عيد العمال العالمي يطلّ هذا العام ولا تزال المنطقة العربية تعاني ما تعانيه من صراعات وأزمات اقتصادية أرخت بثقلها على أوضاع العمال العرب، وقد جاء وباء "كوفيد 19" ليضيف للعمال معاناة فوق معاناتهم منذ ما يفوق العامين.

وقد حذر تقرير "الاستخدام والآفاق الاجتماعية في العالم: اتجاهات 2022" الصادر عن منظمة العمل الدولية من حدوث "انتعاش بطيء وغير مؤكد، حيث لا يزال الوباء يؤثر بشكل كبير على أسواق العمل العالمية".

أما فيما يتعلق بالتقديرات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2022، توقعت منظمة العمل الدولية "عجزًا في ساعات العمل في المنطقة بنسبة 2.7% في مقارنة بالربع الرابع من عام 2019، ما يعادل 3.7 مليون وظيفة بدوام كامل".

ورغم هذا الواقع الصعب، تُصارع الحركة النقابية العمالية في الوطن العربي من أجل تأمين المستلزمات الضرورية لاستمرار الحياة في مجتمعاتها، إيماناً منها بأنّ العمل هو عماد الأمم وسبب ازدهار المجتمعات، لما للعمال من دور أساسي وبنّاء في تحصين منعة الوطن عبر تحقيق الاكتفاء الذاتي في القطاعات الإنتاجية كافة، فهم الأداة الإنتاجية الحقيقية التي يُعوَّل عليها من أجل تحقيق التقدم، وهنا يأتي دور النقابات العمّالية والهدف الأساس الذي أُنشئت من أجله ألا وهو حماية العمال وحفظ حقوقهم والدفاع عنها.

ويجدّد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب التأكيد على مواصلة العمل والكفاح، بشتّى السُبُل المُتاحة، من أجل الدفاع عن الحقوق والحريات النقابية في  الوطن العربي وحماية العمال وتمكينهم من مواجهة الظروف والتحدّيات الاقتصادية والاجتماعية التي خلّفتها سياسات الحصار الاقتصادي التي تفرضها الدول النيوليبرالية على عدد من دول منطقتنا العربية بهدف تطويعها وإخضاعها لأجنداتها عبر المؤسّسات المالية الدولية.

أزمات خانقة يعاني منها العمال 

وأشار الاتحاد - إلى أن موقع المنطقة العربية على خطّ ساخن يشهد على الدوام أحداثاً وصراعات سياسية وعسكرية، وما تخلّفه هذه الأحداث والصراعات من أزمات اقتصادية خانقة، يضع العمل النقابي العربي أمام تحدّيات جمّة تحتّم عليه مواجهة تداعيات هذه الأزمات.

وانطلاقاً من هذا الواقع، يؤكد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ضرورة التكاتف والتضامن وتعزيز العمل العربي المشترك من أجل تحييد العمال عن الصراعات وتداعياتها المُدمِّرة على هذه الشريحة الواسعة والأساسية.

وهنا لا بدّ لنا من التذكير بـ"إعلان بغداد"، الذي أطلقه الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في الاجتماع الأول لأمانته العامة في الخامس والسادس من يناير 2022 في العاصمة العراقية بغداد، وهو عبارة عن ميثاق شرف عمالي يهدف بشكل أساسي إلى تحييد العمال عن الصراعات والأزمات وحمايتهم من تبعات  العقوبات الاقتصادية وسياسات الحصار الجائر التي تفرضها الدول الكبرى لقهر الشعوب، حيث تقرّر رفع توصية بهذا الشأن إلى منظمتي العمل العربية والدولية بهدف استصدار اتفاقية دولية ملزمة بأحكامها لجميع الأطراف تحمي العمال في أوقات الأزمات السياسية والاقتصادية.

ويجدّد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب إدانته كل أشكال الحصار وسياسة العقوبات الاقتصادية الجائرة، وهي الأشدّ قسوة وتكلفة، وتُفرَض في الغالب لأسباب ودواعٍ سياسية.

وإذ يجد الاتحاد أنّ نظام العقوبات هذا قد أثبت فشله في تحقيق الهدف المُراد منه، فإنه يعتبره عدواناً اقتصادياً صارخاً لا أخلاقياً يضرّ بشكل مباشر بحياة الشعوب الفقيرة، كما أنه يعكس النفاق السياسي وازدواجية المعايير لدى دول الغرب التي تزعم انتصارها لقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم.

يحثّ الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب عمّال وأحرار العالم على المزيد من التكاتف والتضامن في مواجهة هذه السياسات الجائرة ونتائجها.

ويدين الاتحاد الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حقّ العمال في الأراضي العربية المحتلة، خاصة العمال في فلسطين والجولان المحتلّين، والذين يواجهون أقسى أنواع الانتهاكات وأبشع أساليب الابتزاز من الكيان الغاصب وأجهزته العسكرية، كجزء لا يتجزأ من السياسة القمعية التي ينتهجها الاحتلال في حقّ شعوبنا منذ عقود.

انتهاكات احتلال للعمالة العربية

ويرى الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب أنّ السلام العادل والشامل في المنطقة يتطلب أولاً إنهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان ومزارع شبعا اللبنانية، وتحرير جميع الأسرى العرب الذين يقبعون منذ عقود طويلة في غياهب الزنازين الإسرائيلية، حيث يواجهون أبشع أنواع التنكيل والتعذيب، ومواجهة الصفقات المشبوهة كـ"صفقة القرن" التي تهدف في الأساس إلى تصفية القضية الفلسطينية وبالتالي إلغاء حق العودة.

ويدين الاتحاد كلّ أشكال الإرهاب وداعميه ومموّليه ويدعو الأمم المتحدة إلى اتخاذ الإجراءات العقابية الرادعة وعدم الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار التي لا تُغني ولا تُسمن.

ويطالب الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، أيضاً، منظمتي العمل العربية والدولية ببذل الجهود اللازمة لمكافحة عمل الأطفال، وكذلك منع تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة، عملاً بالاتفاقيات الأساسية المتعلقة بعمل الأطفال، مثل اتفاقيتي منظمة العمل الدولية رقم 138 بشأن الحدّ الأدنى للسن، ورقم 182 (1999) بشأن أسوأ أشكال عمل الأطفال.

كما يطالب الحكومات العربية بتوفير مستلزمات دعم العمال، وتحقيق الأمن الوظيفي لهم وحفظ حقوقهم، وتوفير المناخ الديمقراطي لممارسة العمل النقابي، بالإضافة إلى توفير مراكز التدريب والتطوير التي تهدف إلى رفع مستوى المعرفة عند العامل، والعمل على زيادة مهاراته في أداء مهمّته وعمله.

وكما في كلّ مناسبة، يجدّد الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب تضامنه مع الاتحاد العام لنقابات عمال السودان الذي يخوض معركة قانونية منذ سنوات ضدّ قرار حله، ويجدّد مطالبته بإلغاء قرار الحلّ وإعادة القادة النقابيين إلى القيام بدورهم في خدمة بلادهم.

ويرى الاتحاد أنّ الحاجة اليوم باتت مُلحّة، أكثر من أي وقت مضى، إلى صياغة إستراتيجية عربية تحقق التكامل الاقتصادي والاجتماعي في الوطن العربي للوصول إلى التنمية المُستدامة بالاستفادة من الإمكانيات والموارد الموجودة في كل قطر من الأقطار العربية، والتغلُّب على التحديات التي تحول دون تحقيق هذا الهدف.