الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هامان حقيقة في حلم

هند عصام
هند عصام

قصة اليوم صعب على الجميع أن يصدقها أو يفهمها، فإذا كنت من متابعي مقالاتي السابقة سوف تفهم ماذا أقصد ولكن من الصعب أن تصدق.

هامان ماذا يعنى هذا الاسم؟ 

بالصدفة البحتة  عندما كنت أتصفح عبر الإنترنت لمحة بطرف عيني اسم "هامان "، وبدأ قلبى يخفق من الخوف، وسريعا ما تذكرت حلمي الذى سبق وقصصته عليكم فى مقال سابق لي بعنوان السحر الفرعونى بين الحقيقة والحلم، وهذا هو اسم هامان الاسم الذى نقش على قدمي، وكنت لا أجيد قراءته فى منامى، وكنت أحاول أن أتهجى فقرأته هارون ولمس الكاهن قدمي بالعصا المسحورة فاختفى اسم هامان، وتخلصت من وجوده على قدمي، ولكن  لا أفهم ما هذا، وماذا يعنى من الممكن أن تكون هذه  إشارة لشىء ما سوف يحدث لي لا أدرى كل ما أتمنى أن يكون خيراً لي ولكن فضولى أخدنى إلى من هو هامان؟ 

صادفنى كثيراً فى قراءتي للقرآن الكريم، ومع الأسف، كنت لا أستوعب هذا، فذهنى لم يكن حاضراً أو لم أنتبه أن هذا هو ذاك، وبما أن كل من تابع مقالاتي واستوعب فضولى نحو أصدقائى  الفراعنة فى منامى فهو فقط الذى لا يمل ولا يكل من مقالاتي ذات الطابع الفرعوني، وبعد البحث والاطلاع توصلت إلى أن هامان هو شخصية وردت في النصوص القرآنية، كان وزير فرعون فى زمن نبي الله موسى والمقرب الأول من حاشيته.

وكانت المهمة الرئيسية لهامان هى مساعدة فرعون فى حكمه وتنفيذ مطالبه، فكان فرعون يلجأ إليه وطلب منه بناء صرح ليصعد إلى السماء ليرى إله سيدنا موسى: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ [القصص: 38].

قال تعالى أيضًا: ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ • أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ﴾ [غافر: 36-37].

وتعدّّدت آراء المفسّرين والباحثين في كلمة هامان، إن كانت تدلُّ على اسم شخصٍ محدَّدٍ، أم أنّها لقب كان يطلق على وزير الملك أو نائبه ، فقال بعضهم أنّ هامان لقبٌ لنائب الملك أو وزيره، وليس اسم شخصٍ محدَّدٍ ، وبذلك فإنّ كلمة هامان يصحَّ أن تطلق على أي نائبٍ عن فرعون، أو مَلِك آخر من ملوك الأرض.

وقد  ذُكِر في كتاب يسمى  "موسى وفرعون" للعالم الفرنسي المسلم "موريس بوكاي"، أنَّ الحجر المصري القديم "حجر رشيد"، موجودٌ في متحف "هوف" في عاصمة النمسا "فينا"، مكتوبٌ عليه أنّ شخصاً اسمه هامان، كان مسؤولاً عن البناء في مصر، وكان مقرباً من فرعون.

لم يرد في القرآن الكريم، أو السنّة النبوية المطهرة، نصٌّ صريحٌ يفيد بغرق هامان بذاته مع فرعون، إلا أنّه بناءً على ما تقدم من منزلة هامان لدى فرعون، فإنّ هامان كان من أبرز جنود فرعون وحاشيته، بل كان وزيره، فإمّا أنّه كان مع فرعون، يوم تبع نبيّ الله موسى-عليه السلام-، وإما أنَّه لم يكن .

قال تعالى : وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90).