جدري القرود رعب جديد يجتاح العالم.. أعراضه و طرق العلاج

تحقق السلطات الصحية في أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا في تفشي حالات الإصابة بفيروس جدري القرود مؤخرًا ، وهو مرض فيروسي نادر يقتصر عادةً على إفريقيا، وتم اكتشاف حالة ايجابية فى إسرائيل و حالتين فى لبنان .

معلومات لا تعرفها عن انتقال وأعراض وعلاج جدري القرود

وأبلغت ألمانيا يوم الجمعة عن أول حالة إصابة بالفيروس ، لتصبح أحدث دولة أوروبية تتعرف على تفشي المرض إلى جانب المملكة المتحدة وإسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا والسويد، وأكدت الولايات المتحدة وأستراليا هذا الأسبوع أيضًا حالتها الأولى ، حيث يحاول الخبراء تحديد السبب الجذري للارتفاع الأخير. في حين تم ربط بعض الحالات بالسفر من إفريقيا ، يُعتقد أن الإصابات الحديثة قد انتشرت في المجتمع ، مما يزيد من مخاطر تفشي المرض على نطاق أوسع .

 

مصدره القوارض وليس القرود.. معلومات وتفاصيل عن فيروس جدري القرود

دراسة: مشاهدة التلفزيون لأكثر من ساعة يصيبك بأمراض القلب

وقال الدكتور ماهر محمود استشاري الأمراض الجلدية، ان المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والعدوى ووكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إنهم يحققون في مجموعة من الحالات، بما في ذلك الحالات بين الأفراد الذين يعرّفون أنفسهم على أنهم رجال يمارسون الجنس مع رجال، وحثوا الرجال المثليين وثنائيي الجنس على وجه الخصوص على أن يكونوا على دراية بذلك. أي طفح جلدي أو آفات غير عادية.

وتابع محمود في تصريح خاص لموقع “صدى البلد” الإخباري، أنه في المملكة المتحدة وحدها ، تضاعفت الحالات منذ تحديد الحالة الأولى في 7 مايو . يوجد في البلاد الآن 20 حالة إصابة مؤكدة بـ جدري القرود ، على الرغم من وجود مخاوف من احتمال وجود العديد من الحالات التي لم يتم اكتشافها  .

وأضاف محمود، أنه في عام 2021 ، تم تشخيص إصابة شخصين مسافرين من نيجيريا إلى الولايات المتحدة بالمرض ، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وتم العثور على جدري القرود في الغالب في غرب ووسط أفريقيا ، ولكن شوهدت حالات إضافية في أوروبا ، بما في ذلك المملكة المتحدة ، وأجزاء أخرى من العالم في السنوات الأخيرة. 

وأفاد محمود، أن مركز السيطرة على الأمراض بإن هذه الحالات مرتبطة عادة بالسفر الدولي أو استيراد الحيوانات المصابة بالجدري؛ حيث أكدت إسبانيا يوم الخميس سبع حالات إصابة بمرض جدري القرود في مدريد وتحقق في 22 حالة أخرى، وأكدت إيطاليا أول حالة إصابة لديها ؛ وأعلن مسؤولو الصحة العامة الكنديون أنهم يحققون في 17 حالة يشتبه في إصابتها بـ جدري القردة في مونتريال .

وبالنسبة للأعراض الأولى لفيروس جدري القرود ، فقد قال الدكتور ماهر محمود،  إن هناك فترة حضانة تتراوح من سبعة إلى 14 يومًا، وعادة ما تكون الأعراض الأولية شبيهة بالأنفلونزا، مثل : الحمى والقشعريرة والإرهاق والصداع وضعف العضلات ، يليها تورم في الغدد الليمفاوية ، مما يساعد الجسم على مكافحة العدوى والمرض .

وأكد ماهر محمود، أن الميزة التي تميز الإصابة بجدري القرود عن تلك الخاصة بالجدري هي تطور الغدد الليمفاوية المتضخمة؛ حيث يأتي بعد ذلك طفح جلدي واسع الانتشار على الوجه والجسم ، بما في ذلك داخل الفم وعلى راحتي اليدين وباطن القدمين، و يظهر الطفح على شكل دوائر حمراء مليئة بسوائل لامعة سرعان ما تتقشر و تختفى خلال أسبوعين أو ثلاثة .

ويقول الدكتور ماهر محمود عضو الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية،  إن الاتصال الوثيق بالفرد المصاب مطلوب لانتشار فيروس جدري القرود، والعدوى يمكن أن تتطور بعد التعرض "لجروح في الجلد ، أو الأغشية المخاطية ، أو مخاط الجهاز التنفسي ، أو سوائل الجسم المصابة أو حتى ملامسة الأدوات الملوثة .

وتابع الدكتور محمود، أنه عندما تلتئم الآفات ، يمكن أن تسقط القشرة (التي قد تحمل فيروسًا معديًا) على شكل غبار يمكن استنشاقه؛ حيث يمكن أن يكون جدري القرود عدوى خطيرة ، حيث بلغت معدلات الوفيات الناجمة عن هذا النوع من فيروسات جدري القرود حوالي 1٪ و مع ذلك ، في العالم المتقدم ، سيكون من غير المعتاد رؤية أي شيء أكثر من عدد قليل من الحالات في أي تفش ، ولن نشهد مستويات انتقال على غرار (كوفيد)، و يمكن للمطهرات المنزلية الشائعة أن تقتل فيروس جدري القرود ، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض .

وحصل جدري القرود على اسمه في عام 1958 عندما "حدث تفشيا لمرض شبيه بالجدري في مستعمرات من القردة التي تم الاحتفاظ بها للبحث" ، حسبما ذكر مركز السيطرة على الأمراض، وقالت الوكالة إن الناقل الرئيسي لمرض جدري القردة ما زال مجهولا رغم أن "القوارض الأفريقية يشتبه في أنها تلعب دورا في انتقال العدوى" 

وو ذكر د ماهر محمود، إن أول حالة معروفة من جدري القرود لدى البشر "سُجلت في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال فترة من الجهود المكثفة للقضاء على الجدري".

وأضاف الدكتور ماهر محمود، أنه لا توجد حاليًا علاجات مؤكدة وآمنة لفيروس جدري القرود ، على الرغم من أن معظم الحالات خفيفة، وقد يتم عزل الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالفيروس في غرفة ضغط سلبي، وهي مساحات تستخدم لعزل المرضى، ومراقبتهم من قبل متخصصي الرعاية الصحية باستخدام معدات الحماية الشخصية .

ومع ذلك فقد أوضح الدكتور ماهر محمود، أنه أثبتت لقاحات جدري القرود فعاليتها إلى حد كبير في منع انتشار الفيروس، وتقدم دول بما في ذلك المملكة المتحدة وإسبانيا الآن اللقاح لأولئك الذين تعرضوا للعدوى للمساعدة في تقليل الأعراض والحد من انتشارها .