السيسي يؤمّن غذاء المصريين.. كيف نجحت الدولة في تجاوز الأزمات الاقتصادية العالمية؟

افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، مشروعات الإنتاج الحيواني، والألبان، والمجازر الألية بمجمع إنتاج الألبان بمدينة السادات، بمحافظة المنوفية.

تطوير قطاع الإنتاج الحيواني 

وتضمنت المشروعات مجمع إنتاج الألبان رقم 2 النوبارية ، ومجمع الإنتاج الحيواني رقم 6 بشمال التحرير النوبارية، ومجمع الإنتاج الحيواني رقم 7 بمحافظة الوادي الجديد، والمجزر الآلي بسفاجا محافظة البحر الأحمر.

ويهدف إنشاء مجمع الإنتاج الحيواني والألبان بمدينة السادات إلى تنمية الثروة الحيوانية من خلال التحسين الوراثي للسلالات المصرية "لحومها وألبانها"، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمجمع 5 آلاف رأس حلاب وطاقة إنتاجية تبلغ  1.5 طن لحوم حية/ دورة ونحو 3 آلاف رأس تسمين على مساحة ألف فدان.

ويضم المركز العلمي مستشفى بيطريا، ومبنى للولادة وآخر للتلقيح الصناعي و6 مزارع فرعية و5 حلاب ومزرعة تسمين على مساحة ألف فدان، بالإضافة إلى توفير الأجهزة والمعدات الخاصة بحفظ الألبان ونقلها، بخلاف محطة معالجة مياه الصرف الصحي الآدمي بطاقة 100 متر مكعب / يوم.

كما يضم المركز محرقتين للتخلص الآمن والصحي من المخلفات البيولوجية، بجانب مجرشتين بقدرة 10 أطنان / ساعة لجرش الحبوب وتجهيز الأعلاف و7 آبار ارتوازية.

وحول أهمية هذه المشروعات في تأمين غذاء واحتياجات المصريين، قال الدكتور عادل عامر الخبير الاقتصادي، إنه من بداية الاصلاح الاقتصادي الذي قامت به الدولة في العام 2014، كانت تسير نحو خطط هامة وهي كيفية تحقيق الأمن الغذائي في مصر، عن طريق زيادة الرقعة الزراعية، التي تعوض النقص في الأراضي الزراعية وقلة الإنتاج، مع هذه الزيادة الكبيرة في عدد السكان.

وأضاف عامر - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الأمر الثاني الذي تسعى إليه الدولة هو تنمية الثروة الحيوانية، معقبا: "كنا نستورد 75% من الاستهلاك الكلي، وهذا يكفي استهلاك الشعب المصري خلال عام"، لذلك خطت الدولة عدة خطوات لإنشاء العديد من المشروعات الاستراتيجية، التي تشمل التوسع في زراعة المحاصيل الضرورية مثل القمح، وتنمية وزيادة الثروة الحيوانية وأهمها العجول بكل أنواعها ثم الطيور.

وأشار عامر إلى أن "الدولة خصصت نائب وزير للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية، ليتم السير بشكل صحيح في تنفيذ هذه الخطط الاستراتيجية التي وضعتها الدولة من أجل الاكتفاء الذاتي من الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية".

أهمية تنمية القطاع الزراعي 

واختتم عامر: "استطاعت الدولة أن تجتاز هذه المرحلة الصعبة، من خلال المشروعات الاستراتيجية، منذ 5 أعوام، كما أن الدولة أنشأت العديد من الصوامع في كل محافظة، من أجل المحافظة على المنتج المحلي أو المستورد من السلع الاستراتيجية، وعلى رأسها القمح".

ومن ناحيته، قال الدكتور عبد الغنى الجندى عميد كلية الزراعة السابق بجامعة عين شمس، إن معدل استصلاح الأراضي زاد إلى ملايين الأفدنة وهي كانت لا تتعدى الـ 150 ألف فدان، قبل تولى الرئيس السيسي الحكم، وما يشغل الدولة اليوم هو الإنتاج الحيواني والإنتاج النباتي، ومؤكدا أن "الدولة تسير بشكل جيد جدا بالخطة الاستراتيجية للدولة في تنمية الإنتاج النباتي". 

وأضاف الجندي - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الإنتاج الحيواني يحتوي على جزءين رئيسيين، وهما اللحوم والألبان، ومشروع الإنتاج الحيواني، الذي تم افتتاحه اليوم ويستهدف الاكتفاء الذاتي من اللحوم والألبان، عن طريق مزرعة ضخمة وخط إنتاج ألبان ومجازر كبيرة، حيث أنها "تساعد على سد عجز الألبان". 

وأشار الجندي، إلى أن مشروع الإنتاج الحيواني يساعد على انخفاض أسعار اللحوم في الأسواق المصرية، مع تقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، حتى "لا تضطر الدولة إلى استيراد اللحوم".

والجدير بالذكر، أنه يأتي إنشاء مجمع الإنتاج الحيواني والألبان المتكامل بمدينة السادات، ليؤكد مضي الدولة قدما نحو المزيد من المشروعات القومية الهادفة إلى تحقيق احتياجات المواطنين من جهة، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة من ناحية ثانية.

وتتبنى الدولة المصرية عملية التنمية المستدامة للثروات الحيوانية، تنفيذاً لاستراتيجية ورؤية الرئيس السيسي واهتمامه المباشر بهذا الملف سواء كان "لحوم أو البان"، من أجل تعظيم وزيادة العائد منها، ولتحقيق الاستفادة القصوى من انتاجيتها، كذلك الاهتمام أيضاً بالسلالات المُحسنة للحصول على أضعاف الإنتاج من الألبان واللحوم.

ويسعى الرئيس السيسي في ذلك المشروع لتوفير الأمن الغذائي وتقليل الفجوة بين ما ينتج محليا من اللحوم الحمراء وما يتم استيراده من الخارج، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لصغار المزارعين والمربين والمرأة المعيلة وشباب الخريجين لتوفير حياة كريمة لهم وكذلك دخل يليق بهم.

أبرز ما قاله الرئيس السيسي اليوم 

وفي تعقيب له على كلمة السيد القصير وزير الزراعة، قال الرئيس السيسي، إن "طموح الدولة المصرية الهدف منه الشعب فقط"،  موضحا : " طموحنا مش هدفنا منه غير الناس".

وتابع الرئيس السيسي - خلال كلمته بافتتاح مشروعات الإنتاج الحيواني في مدينة السادات: " اوعوا تفتكروا أن حلم أنه يبقى عندنا سلالات متقدمة مش من حقنا نحلمه، بس عمرنا ما نحلم في عشر سنوات عشان كده قلت لازم القطاع الخاص يكون معانا" .

وأكد الرئيس أن الأزمة الأوكرانية الروسية لم يمض وقت طويل على تواجدها، ولكن الإجراءات "اللي أقامتها الدولة  خلال السبع سنوات السابقة مع النمو السكاني والتطور الذى حدث في الأسعار بصفة عامة بالعالم كله ستجدوا أن الطلب زاد في خلال السبع سنوات 15 مليون".

وأضاف الرئيس السيسي: "15 مليون دول لو إحنا معدلات النمو الإنتاج الحيواني الوطني ينمو بنفس هذا المعدل كنا ممكن نحافظ على الأسعار ولكن هناك متغيرات أخرى مثل موضوع الأعلاف وأسعارها".

وتابع: "إحنا مبنطلعش إنتاجنا من الأعلاف من مصر ولكنها نستورد جزءا كبيرا منها من الخارج ومن أجل ذلك فيجب أن يكون لدينا اكبر حجم من الأراضي من أجل السيطرة على الإنتاج".

وأكد أن المركز العلمي البيطري للأبحاث والتدريب مصنف رقم 3 من حيث الإنتاج والجودة، متابعا: "مستوى 3 من أعلى المستويات ولكنه ليس الأفضل".

وأضاف: أن المستوى الثالث يساهم في جعل الدولة قادرة على إجراء أبحاث وتطويرات لم تكن متاحة سابقا، مشددا على أن مراكز الأبحاث متاحة لطلاب البحث العلمي وكل من يهمه الأمر.

ولفت الرئيس: "هناك 17 مليون مشترك أي 17 مليون شقة تدفع أقل من 50% من ثمن الطاقة"، معقبا: "مش بقول كدا على أساس الدولة بتمن على شعبها ولكن نحاول بقدر الإمكان إننا نخلي فاتورة الأعباء على الناس أقل ما أمكن".