الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

على أبواب صيف مخيف.. حرائق تجتاح مساحات واسعة من أوروبا.. الحر يشعل النيران في غابات إسبانيا وإيطاليا وفرنسا.. وجفاف تاريخي يهدد القارة العجوز

حرائق غابات
حرائق غابات

يشهد نصف الكرة الأرضية الشمالي، موجات حر مبكرة هذا العام، ادت إلى اشتعال حرائق في مساحات واسعة من غابات أوروبا في وقت مبكر عن المعتاد، وقبل حتى بداية فصل الصيف فلكيًا.

 

إسبانيا.. حرائق تلتهم غابات إقليم كتالونيا

 

وبفعل موجة حر قائظ غير معتادة مع رياح وعواصف رعدية، شهد إقليم كتالونيا الإسباني 3 حرائق غابات حوّلت نحو 2700 فدان من الغابات والأحراش إلى رماد.

 

وقالت إدارة الإطفاء في الإقليم على "تويتر"، إن الحرائق اشتعلت الأربعاء، بالقرب من بلدات بالدومار وكوربيرا ديبري وكاستيلار ريبيرا، ويكافح الحرائق مئات العاملين في الإطفاء باستخدام مئات الشاحنات ونحو 12 طائرة.

 

واندلع الحريق الأكبر بالقرب من بالدومار في مقاطعة ليريدا (كتالونيا في شمال شرقي البلاد)، إذ أتت النيران على 500 هكتار من الغابات، لكن "من المحتمل" أن يمتد إلى 20 ألف هكتار، بحسب حكومة كتالونيا.

في هذه المرحلة، لم تحصل عمليات إجلاء في هذه المنطقة لكن السلطات عزلت بعض المناطق السكنية في إجراء احترازي.

 

وفي ليريدا، تصل الحرارة إلى 41 درجة مئوية، الخميس، بحسب الأرصاد الجوية الإسبانية التي تنتظر أيضاً أن تتجاوز الحرارة 40 درجة مئوية في باداخوز (جنوب غربي إسبانيا) وسرقسطة (شمال شرقي إسبانيا).

 

وتشهد إسبانيا موجة حر قائظ منذ أواخر الأسبوع الماضي، هي أبكر موجة حر صيفية في البلاد منذ عام 1981.

 

وحتى الخامس من يونيو كانت المنطقة المحترقة في إسبانيا أقل بنسبة 34 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.

 

وتركز معظم المخاوف على حريق في منطقة أرتيسا دي سيجري، على بعد نحو 130 كيلومتراً شمال غرب برشلونة. وبدأ الحريق أول من أمس، والتهم بالفعل نحو 500 هكتار من الغابات. وتساور عناصر الإطفاء مخاوف من أنه إذا لم يتم إخماده، فسوف يمتد إلى وادي سيجري، وربما يدمر ما يصل إلى 20 ألف هكتار من الغابات. وتم حض المزارعين في المنطقة على الخروج بجراراتهم لحفر الخنادق لقطع خط الحرائق.

 

إيطاليا.. النيران تجتاح الشمال بفعل جفاف تاريخي

 

أدى الجفاف التاريخي شمالي إيطاليا إلى قيام السلطات باتخاذ تدابير صارمة، حيث أعلن حاكم لومباردي، أتيليو فونتانا، عن حالة الطوارئ الأأربعاء.

 

وفي منطقتي بيدمونت ولومباردي، قامت 125 بلدية بالفعل بتقييد إمدادات المياه أو قطعها عن المنازل خلال المساء.

 

ووصف فونتانا الوضع بـ«المأساوي» وليس فقط في لومباردي، ولكن أيضاً في بيدمونت وإيميليا رومانيا وفينيتو. وتعد هذه التدابير التي اتخذتها شركة المياه والطاقة أوتيليتاليا وسط جفاف حاد في تلك المناطق التي يمر بها نهر بو، وهو الأطول في إيطاليا. وتحدثت الهيئة المسؤولة عن النهر عن تسجيل أدنى مستوى للمياه وأسوأ أزمة للنهر خلال 70 عاماً.

 

وقال ميوتشو بيرسيلي، وهو السكرتير العام بهيئة نهر بو، لوكالة الأنباء الإيطالية أنسا: «الوضع يتحول من سيئ إلى أسوأ». وأضاف: «الأمطار لم تهطل في بعض المناطق منذ 110 أيام». وتعتمد العشرات من البلديات بالفعل على صهاريج المياه، حيث أصبحت خزاناتها خاوية.

 

فرنسا.. موجة حر شديد

 

وفي فرنسا، بات ربع أنحاء البلاد في حالة تأهب بسبب موجة قيظ مع احتمال أن تصل الحرارة إلى 40 درجة مئوية، حيث تشهد منذ الثلاثاء موجة حر مصدرها المغرب العربي، مروراً بإسبانيا، ضربت أولاً جنوب غربي البلاد قبل أن يتسع نطاقها.

 

وسجلت البلاد حرارة تتراوح بين 30 و35 درجة مئوية، الأربعاء، في النصف الجنوبي، وسيتسع نطاق موجة الحر بشكل إضافي، إذ تتوقع الأرصاد الجوية الفرنسية، الخميس، أن تتراوح الحرارة بين 34 و38 درجة، مع احتمال وصولها إلى 40 درجة في الظل.

 

ويسيطر الحر الشديد، الجمعة، في قسم كبير من البلاد، مع امتداد موجة الحر إلى مناطق في الشمال، واشتدادها في الغرب والجنوب. وفي ذروة الحرارة في فترة بعد الظهر، تتوقع الأرصاد الجوية الفرنسية أن تسجل 36 إلى 39 درجة مئوية في هذه المناطق مع احتمال أن تصل في مناطق معينة إلى 40.

 

وتزداد موجات الحر التي تنسب إلى ظاهرة الاحترار المناخي، في العالم، وخصوصاً في فرنسا، حيث حلت هذه الظاهرة في وقت مبكر غير مسبوق، بعد موجتي 2017 و2008 اللتين بدأتا في 18 يونيو.

 

وأوضح أوليفييه بروست، خبير التوقعات في الأرصاد الجوية الفرنسية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن هذه الموجة "لها تأثير يزيد من جفاف التربة" بعد ربيع وشتاء جافين، ويزيد من "مخاطر حرائق الغابات".