الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد بن سلمان في القاهرة.. عندما دافع أمراء المملكة عن تراب مصر|نوستالجيا

ارشيفية
ارشيفية

ضمن جهود الدول العربية لتوحيد الموقف العربي والأفكار والرؤى حول قضايا الأمة والمنطقة العربية، يبدأ ولي العهد السعودي   الأمير محمد بن سلمان ، اليوم الإثنين، جولة تستمر 3 أيام يستهلها بزيارة لمصر مرورا بالمملكة الأردنية، ثم تركيا.

زيارة ولي العهد السعودي لمصر

وتأتي زيارة ولي العهد السعودي لمصر، في توقيت مهم قبل القمة العربية الأمريكية في الرياض منتصف الشهر القادم، مما يعطي الفرصة للتشاور بين البلدين.

ويبحث ولي العهد السعودي خلال الجولة مع قادة الدول الثلاث عدداً من القضايا الإقليمية والدولية، وسُبل تعزيز العلاقات في شتى المجالات.

ويتلقى ولي العهد السعودي، الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث من المقرر أن يبحثا أطر التعاون المشتركة بين البلدين في مختلف المجالات وعدد من الملفات والقضايا الداخلية والإقليمية والدولية وخاصة الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط.

وسبق وعقد الزعيمان العربيان قمة في العاصمة السعودية الرياض مارس الماضي، عقب زيارة قام بها الرئيس السيسي إلى الشقيقة السعودية بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.

وشهدت العلاقات المصرية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية وهج وتنامي غير مسبوق على كافة المستويات استمدته من الطابع الودي والأخوي الذي يجمع شعبي البلدين الشقيقين.

فضلا عن الروابط القوية التي تجمع بين قادة البلدين على مر العقود والعهود، والتنسيق المستمر حيال الملفات والقضايا التي تهمُّ البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية؛ لدعم وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وذلك نظرًا للمكانة العالية والموقع الجغرافي الذي يتمتع به البلدان، مما عزَّز من ثقلهما على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.

وجمع الدولتين الكثير من مظاهر الود والبر من أبرزها، أول لقاء تاريخي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بالملك فاروق ملك مصر عام  1945، ليضعا حجر الأساس لعلاقة قوية واستراتيجية، تزداد متانة وصلابة عامًا بعد عام، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود والرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية.

وفي عام 1955، وقّعت مصر والسعودية اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، وقد ترأس وفد السعودية في توقيعها الملك فيصل بن عبد العزيز، وأيّدت السعودية في العام نفسه مطالب مصر الوطنية في جلاء القوات البريطانية عن الأراضي المصرية، ووقفت إلى جانبها في الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية.

وفي عام 1945، وافق الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن على "بروتوكول الإسكندرية"، معلنا انضمام المملكة العربية السعودية للجامعة العربية، وفي 27 أكتوبر عام 1955م وُقِّعَت اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين، وقد رأس وفد المملكة في توقيعها بالقاهرة الملك فيصل بن عبدالعزيز.

مواقف مشرفة لآل سعود من مصر

وأثناء العدوان الثُّلاثي على مصر عام 1956م وقفت المملكة بكل ثقلها إلى جانب مصر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، ومنذ عقود طويلة تتبادل المملكة ومصر التعاون والتنسيق الأمني والعسكري.

ولا تنقطع الزيارات العسكرية المتبادلة بين القادة والمسؤولين العسكريين في كلا البلدين وبشكل دوري؛ لتبادل الآراء والخبرات والمعلومات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التي تهم البلدين.

وقامت السعودية بوضع مقاتلات نفاثة من طراز "فامبير" تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية تحت تصرف القيادة المصرية، وقد شارك هذا السرب في الحرب ونفذ ما طلبته القيادة المصرية، ودمرت بالقصف 20 طائرة سعودية من نوع "فامبير"، وشارك في الحرب الملك فهد، والملك سلمان، مع عدد من أشقائهما.

ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة توالت اللقاءات الرسمية بين القيادتين، إذْ عَقَدَ في 1 مارس 2015م مع الرئيس السيسي جلسة مباحثات رسمية جرى خلالها استعراض أوجه التعاون الثنائي لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.

وفي عام 2020 تأسست جامعة الملك سلمان الدولية، وتعد ضمن برنامج الملك سلمان لتنمية شبه جزيرة سيناء، وتضم هذه الجامعة 16 كلية، و56 برنامجاً في 3 فروع بمدن الطور ورأس سدر وشرم الشيخ، وتوصف بأنها واحدة من جامعات الجيل الرابع الذكية، وتهدف إلى تقديم تجربة جامعية فريدة من نوعها يمتزج فيها التعلم باستخدام أحدث التقنيات والخبرة التطبيقية والمعارف النظرية وخدمة المجتمع وتنمية البيئة.

وفي العامين الأخيرين ارتقت العلاقات الثنائية بين السعودية ومصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودي - المصري، وإبرام حكومتي البلدين نحو 70 اتفاقية وبروتوكولاً ومذكرة تفاهم بين مؤسساتها الحكومية، ومذكرات التفاهم بين مؤسساتها الحكومية.

ويقيم نحو مليون مواطن سعودي في مصر، وهي أكبر جالية سعودية في الخارج، كما يفضل السياح السعوديون قضاء إجازاتهم في مصر، إذْ يشكِّلُون النسبة الأكبر من بين السياح العرب في مصر، في المقابل يوجد نحو 1.7 مليون مقيم مصري في المملكة، مما عزَّز العلاقات الاجتماعية بين البلدين.

وتسعى الدولتان لتعزيز التعاون في العديد من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والفنية، بما يلبي طموحات وآمال البلدين، وتبقى العلاقات السعودية - المصرية ثابتة وصامدة، لأنها واجهت عقبات التاريخ الطويل الذي جمع بين البلدين، وحصّنت نفسها من أي خلافات قد تشوبها أو تعترضها مستقبلاً.