الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مخطط موسكو في دونباس.. لماذا لا تنتهي الحرب رغم تقدم الجيش الروسي؟

الحرب بين روسيا وأوكرانيا
الحرب بين روسيا وأوكرانيا

الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بدأت في الـ 24 فبراير من العام الجاري، ولكن بعد حوالي شهر من القتال المستعر والقصف المتواصل داخل أوكرانيا، من النواحي الشرقية والشمالية والغربية، أعلنت روسيا تغيير خطتها واستراتيجية القتال، وأنها سوف تركز هجماتها على المناطق الشرقية فقط من إقليم دونباس، وسوف تكتفي بما حققته من مكاسب جنوبا بالسيطرة على ماريوبول، و منطقة خيرسون الأكبر على المستوى الجنوب الأوكراني.

معارك عنيفة بين روسيا وأوكرانيا

منذ ذلك الحين، وتدور معارك عنيفة بين الجيش الروسي، والجيش الأوكراني يوميا،حتى بلغ متوسط القتلى الأوكراني حوالي 100 قتيل يوميا، جراء القصف والاشتباك، وهذا وإن دل على شئ، فإنما يدل على عزم روسيا، تحرير منطقة دونباس بالكامل من أيدي أوكرانيا، وذلك وفقا للاتفاقيات الموقعة بين روسيا ودونباس، التي أعلنت استقلالها في وقت سابق قبل بدء الحرب.

وخلال منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على شرعية العملية العسكرية في دونباس، وقد شرح ذلك تفصيلا، موضحا أنه استند على قرار الأمم المتحدة السابق بأنه من حق المناطق إعلان استقلالها دون العودة إلى الحكومة المركزية، وهو ما تم بالفعل، فبمجرد إعلان دونيتسك ولوجانسك، استقلالهما، اعترفت بهما روسيا، ووقعت معهما اتفاقيات عسكرية، وبمجرد أن قام الجيش الأوكراني باستهداف هذه المناطق، تحرك الجيش الروسي للدفاع عن الجمهوريتين الشعبيتين.

زيلينسكي: روسيا تريد تدمير دونباس

وعن المعارك الشديدة بين الطرفين، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الهجمات الجوية والمدفعية الروسية الضخمة، التي شنتها روسيا، تهدف إلى تدمير منطقة دونباس بالكامل، مطالبا حلفاء أوكرانيا بالإسراع فى شحن الأسلحة الثقيلة لمواكبة روسيا في عمليتها العسكرية.

وأضاف زيلينسكي، في خطاب بالفيديو نشره صباح اليوم الخميس: "يجب تحرير أرضنا وتحقيق النصر، لكن بسرعة أكبر، مكررا مَطالب أوكرانيا بأسلحة أكبر وأسرع، لأن هناك ضربات جوية ومدفعية مكثفة فى دونباس، وتهدف روسيا إلى تدمير دونباس بأكملها خطوة بخطوة".

من جانبه قال أوليكسى أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني، إن القتال من أجل مدينتى سيفيرودونتسك وليسيتشانسك في منطقة لوجانسك يدخل نوعا من الذروة المخيفة، حيث تسعى روسيا إلى الاستيلاء على كل دونباس.

الحرب في دونباس

تقدم روسي وحشد مزيد من القوات

أما عن الوضع الميداني للقوات الروسية والأوكرانية، كشفت الاستخبارات البريطانية في تقريرها أمس، أن روسيا تحاول نشر عدد كبير من وحداتها العسكرية الاحتياطية في منطقة دونباس، وذلك في إطار إصرار موسكو على التمسك بما تم تحقيقه شرق أوكرانيا من تقدم عسكري.

وأكدت الاستخبارات البريطانية، أن حدة التصعيد بين روسيا والغرب ترتفع يوماً، وهو ما يظهر جليا سواء في حرب التصريحات والاتهامات المتبادلة، أو من خلال سباق التقدم العسكري بين موسكو وكييف على الأرض.

من ناحية أخرى، أكدت مصادر أوكرانيا أن الجيش الأوكراني يعزز دفاعاته في منطقة لوجانسك، في حين تعزز القوات الروسية وجودها باتجاه دونيتسك.

من جانبه، أكد حاكم منطقة لوجانسك سيرجي جايداي، الثلاثاء، الماضي، أن القوات الروسية سيطرت على مناطق عدة بالقرب من مدينتي ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك في لوجانسك.

الحرب في دونباس

هجوم روسي شامل في دونباس

أما عن آخر التطورات الميدانية حسبها أعلنتها موسكو، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، في بداية يونيو الجاري، عن تحرير مناطق جديدة في الإقليمين، وهي  مؤشرات على اقتراب معركة دونباس من الحسم، خاصة مع إطلاق موسكو ما وصف بأنه «هجوم شامل» دفعت فيه وحدات إضافية من القوات النظامية ومجموعات جديدة من المتطوعين من الشيشان ومناطق أخرى.

وجاء إعلان وزير الدفاع الروسي بعد تحرير مدينة سفتوغورسك في دونيتسك، ليتزامن مع تقدم واسع في المدينة الاستراتيجية سيفيرودونيتسك وهي المعقل الأوكراني الأخير في لوغانسك، قائلا خلال اجتماع للقيادة العسكرية: «تم تحرير جزء كبير من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين على طول الضفة اليسرى لنهر سفيرسكي دونيتس؛ بما في ذلك مدينتا كراسني ليمان وسفياتوغورسك، بالإضافة إلى 15 بلدة أخرى». 

تحرير 97% من لوجانسك

وأوضح أنه تم حتى الآن تحرير 97% من أراضي جمهورية لوجانسك الشعبية، وبلغ إجمالي عدد الجنود الأوكرانيين الذين استسلموا منذ بداية العملية الروسية في 24 فبراير حوالي 6489 فرداً كما تمت أيضاً تهيئة الظروف اللازمة لاستئناف حركة القطارات بين روسيا وإقليم دونباس، وبين أوكرانيا وشبه جزيرة القرم في 6 أجزاء من خطوط السكك الحديدية، فيما بدأ بالفعل إيصال الشحنات إلى ماريوبول وبيرديانسك و خيرسون.

أما عن أهداف روسيا المتبقية من العملية العسكرية، قال الباحث السياسي والخبير في الشئون الروسية، بسام البني، إن أهداف روسيا، هي أن تكون أوكرانيا منزوعة السلاح، وحيادية، ومنزوعة النازية.

الحرب في دونباس

لماذا لا تنتهي الحرب؟

وأوضح خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الغرب يطيل أمد الحرب، من خلال تزويد أوكرانيا، بالسلاح، خاصة وأن الجيش الروسي، يستمر في تدمير أسلحة الجيش الأوكراني، في حين يستمر الغرب في تزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة، لذلك تبقى الحرب مستمرة.

وأشار إلى أن الحرب سوف تظل مستمر، حتى يتم إنهاء عملية توريد الأسلحة إلى أوكرانيا وتدمير أسلحة الجيش الأوكراني بالكامل، ومن ثم توقيع معاهدة استسلام من أوكرانيا، بكل الشروط التي فرضتها روسيا عند بداية العملية العسكرية.