الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صدى البلد يتتبع حوض السلطان قايتباي النحاسي لاختفائه في أمريكا .. صور

حوض السلطان قايتباي
حوض السلطان قايتباي - متحف متروبوليتان للفنون

يستكشف صدى البلد  قطعا أثرية  اختفت منذ قرن مضى.

 يضم الأثر رقم “222” المسجل في وزارة الآثار والسياحة قطع معدنية مميزة تعد من أجمل فنون المعادن المعروفة باسم “الريبوسه” هذه القطع غير موجودة في مصر منذ ما يزيد عن قرن كامل.

يتتبع «صدى البلد» تاريخ قطعة منهم وهي إناء أو حوض معدني للسلطان قايتباي كانت موجودة في سبيل عام انشأه السلطان المملوكي الجركسي الأشرف قايتباي المحمودي الأشرفي، وذلك عام 880هـ/ 1475م، ويقع بميدان الرحبة بقلعة الكبش بحي السيدة زينب بمدينة القاهرة.

آخر وقف لقايتباي 

لم تشر وثيقة أو حجة وقف السلطان قايتباي إلى هذا الحوض بالرغم من أنها ذكرت العديد من الأحواض الخاصة بسقي الدواب والتي اندثرت جميعها، ولم يتبق من هذا السبيل حاليا سوى الجدار الشمالي الغربي.

أما الأحواض المعدنية التي كانت موجودة في السبيل، المعروفة باسم أحواض السلطان قايتباي فهي موجودة حاليا بالولايات المتحدة، في متحف متروبوليتان للفنون بنيويورك، ولكن رغم اقتناء المتحف للحوض لفترة تزيد عن 100 عام ما زال غير معروض حتى الآن.

ويرجع تاريخ الأحواض النحاسية إلى الفترة التي حكم فيها آخر سلطان مملوكي (1468 - 1496)، وأدى في عهده إلى تنشيط صناعة المعادن المتدهورة لفترة وجيزة، وتفنن النحاتون في عهده لابتكار كل ما هو جديد.

وكان من بينها فن “الريبوسه” وهو أحد أشكال الفنون المعدنية النادرة ويصنع الشكل الشبيه بالبتلة المفصصة التي أصبحت لاحقا نموذجًا للعصر المملوكي المتأخر.

يحمل العمل الفني اسم “حوض السلطان قايتباي”، ومكون من النحاس المُطعم بالفضة، ويبلغ ارتفاع الإناء الأكبر 12.7 سم، وقطره 36.8 سم.

كتابات الحوض

ينتمي هذا الحوض إلى مجموعة “إدوارد سي مور"، وحصل عليه لاحقا متحف “متروبوليتان” للفنون بنيويورك الامريكية، ووفقا لكتيب الفنون الزخرفية الإسلامية لمتحف المتروبوليتان للفنون الصادر بتاريخ 1930 كتب "ديمان موريس" أنه ضمن مجموعة “نهضة الإسلام.. فن المماليك”، وضمه المتحف إلى مجموعته بتاريخ 21 نوفمبر 1981.

ويحمل الإناء الكبير العديد من الكتابات  المتفرقة والنقوش باللغة العربية، وهي: “الحمدلله.. أنا السلطان الأشرف، أبو النصر، قايتباي، السلطان الأعظم، سلطان الإسلام والمسلمين”.

وعلى الورود كُتب: “قايتباي الأشرف ملك النصر، قايتباي السلطان الأعظم، سلطان الإسلام والمسلمين، الملك الأشرف أبو النصر قايتباي ، السلطان”.

قايتباي راعي الفنون

“قايتباي” الراعي الأول لإحياء الأعمال المعدنية في مصر، بعد اندثارها خلال النصف الأول من القرن الخامس عشر، ويوصف بأنه جالب السلام والازدهار إلى الإمبراطورية المملوكية. 

على الرغم من صعوبة إعادة إحياء الصناعات المعدنية خاصة على النحاس الأصفر في القرن الرابع عشر، إلا أن كان من أولويات “قايتباي” إحياء التقاليد في القرن التالي، وابتكار اشكال وتصميمات جديدة.

كانت إحدى الابتكارات التي تُنسب إلى عصره هي تصميم وتنفيذ إناءات رائعة من النحاس الأصفر المُطعم بمعادن أخرى، فقد أعاد فنانو فترة قايتباي إحياء التقاليد وابتكروا أشكالًا وتصميمات جديدة.

وأحد ابتكارات العصر هو إنتاج إناءات ذات قواعد مفصلية تتكون من سلسلة من المثلثات المنفذة بشكل بارز، وظهرت في عصره تطورات جديدة في النقوش، حيث تشكل الحروف الرأسية سن مدبب عند القمة، مع تزيينها بالأزهار الطبيعية التي تحتوي على اللوتس والفاوانيا والأزهار ذات البتلة المسننة.

فن “الريبوسيه”

بشكل عام تتميز الإناءات المعدنية التي تم إنتاجها في نهاية القرن الخامس عشر، بالحافة الرفيعة للإناء والتي تكون مزينة بالزهور غير المكتملة، أما الحافة المستقيمة تتزين بأزهار اللواتس والفاوانيا والبراعم والأوراق.

تم تزيين الأحواض النحاسية بنقوش محاطة بأربع وحدات بيضاوية، ويلتف حولها الأشكال البيضاوية، وتحمل الأحواض شارات السلطان الكتابية مدونة على الإناءات الثلاثة، وبين الأشكال البيضاوية والميداليات توجد عقدة متقنة بها أربعة أزهار لوتس في الزوايا. 

ويحتوي الجزء السفلي من الإناء على سلسلة من الزخارف المكونة من 24 من أزهار اللوتس المتداخل مع الأرابيسك، ويكشف قاع الإناء ، المتآكل بشدة ، عن تصميم متقن في منطقتين متحدتين. إن جوهر المنطقة الداخلية مهترئ للغاية بحيث لا يمكن التعرف عليه، وهي محاطة بستة أشكال هندسية تحتوي على وردة مركزية.

بالإضافة إلى ستة نجوم ذات اثني عشر نقطة، وترتبط الوحدات ببعضها البعض بواسطة شريط رفيع على أرضية نباتية دقيقة، أما المنطقة الخارجية مليئة بزهور أرابيسك تحتوي على عقد وبراعم وأوراق وأزهار.

خضع الحوض الكبير إلى عدة عمليات ترميم، فقد نقل من مصر بع العديد من التشققات والكسور التي تم إصلاحها لاحقا، وأصبح في حالته الأصلية مزينا بالفضة، ولكن هذه ليست القطعة الوحيدة للسلطان قايتباي خارج مصر إذ يوجد العديد من الأواني المشابهة له في متحف الفنون التركية والإسلامية في اسطنبول.