الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أرملة جابر عصفور: الراحل لم يكن زوجا وحبيبا فقط بل رفقة العمر

ملتقى جابر عصفور
ملتقى جابر عصفور

ألقت الدكتورة هالة فؤاد أرملة الراحل الكبير جابر عصفور، خلال فعاليات ملتقى جابر عصفور بالمجلس الأعلى للثقافة كلمة الأسرة قائلة فيها: دعوني أتجاوز كل الأشكال الرسمية لأنني أود أن تكون تلك الجلسة جلسة أسرية تنطوي على الدفء الإنساني، فجميع من في هذه القاعة أصدقاء الراحل العظيم ورفاقه وتلاميذه.


في العادة من المفترض أن أقدم الشكر للقائمين على هذا المؤتمر، ولكن هذه المرة الموقف مختلف، فكيف أشكر البيت على تكريم صاحبه؟
فعصفور هو من منح هذا المكان القيمة، وجعله قبلة للمثقفين العرب، وعمل على استعادة مصر من خلاله مكانتها بين شقيقاتها من الدول، وإني في هذا المقام أشكر القائمين على هذا الجهد الذي قاموا به سواء الصديقة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، أو الصديق الدكتور هشام عزمي، أمين عام المجلس، فجميع القائمين على هذا المؤتمر إما رفاق أو تلاميذ جابر عصفور، والذي علمهم إتقان الجهد والمثابرة.


أما مؤسسة العويس فأرى أن من المنطقي والطبيعي أن تكون تلك المؤسسة من أوائل المشاركين في تكريم جابر عصفور، فهذه المؤسسة تنطوي قيميًّا على الاحتفال بالقيمة، وتحتفي بمن نالوا جوائزها، ومنهم جابر عصفور.
كان لا بد من إعلان سعادتي وسعادة الأسرة، وبخاصة أحمد جابر عصفور الذي هو خير خلف لخير سلف عظيم.
وأشارت فؤاد إلى الكتابات التي تمت بعد رحيل عصفور، وما أكثرها، وسوف يتم جمعها قريبًا في مطبوعات، وأخص بالذكر أربع مطبوعات أولاها عن دار المدى جمعها فخري كريم، وكتاب "حارس التنوير"، جمعها علي السعدي من العراق، وكتاب الدكتور طارق نعمان "خطاب عصفور النقدى.. قراءات تأسيسية" وقد التقط هذا المشروع نقاطًا جوهرية في مشروع جابر عصفور الثقافي، وعلاقة الناقد الأدبي بالفلسفة وبالمنجز الفلسفي.


والمطبوعة الثالثة مجلة فصول التي يرأس تحريرها الدكتور حسين حمودة، وهذا العدد بعنوان "الرحيل والإقامة"، وهو عدد شديد الجدية ويحتاج حلقة نقاشية خاصة.
كان عصفور علامة مائزة في زمانه، بل ترك مدرسة ضخمة من التلاميذ في مصر والعالم العربي كله، فالرجل مقروء بكثافة من الشبان والأجيال التي عاصرته، وله تلاميذ في تخصصات متعددة وبينية.
ولا يغيب عنا الدور الذي لعبه جابر عصفور في إنشاء المركز القومي للترجمة الذي أنجز حتى الآن ما يقرب من 3000 عنوان، وكان شعار عصفور في حياته: أنا أكتب إذن أنا موجود.


لم يكن جابر زوجا وحبيبا فقط، بل كان رفقة العمر الجميل وهو الأستاذ الذي أدين له بالفضل، ووفاء بديني لهذا الرجل الاستثنائي بكل ما في الكلمة من معان أعلن اليوم عليكم الاستراتيجية الثقافية التي أعدها الراحل العظيم مع فريق عمل عظيم، ولا أستطيع قراءتها كاملة لأنها تنيف على 50 صفحة، وسوف تطبع قريبًا، ولكنني أتوقف عند أهم بنودها؛ وأهم نقطة هي كيف تم بناء تلك الاستراتيجية، وقد وضعها عصفور مع فريق كبير عام 2015، ومنهم: الراحل السيد يسين، وطارق النعمان، وعماد أبو غازي، وجمال غطاس، وأحمد عاطف، وسعيد المصري، وأنور مغيث، والراحل سيد حجاب، وسمير مرقص، وكثيرين.
وتم هذا وفقًا لحوارات جادة مع المثقفين وجمعيات المجتمع المدني، وأهم فكرة في الاستراتيجية ليست صناعتها، وإنما المنظومة الثقافية، فعمل كهذا يحتاج إلى التعاون، وقد تم إبرام بروتوكولات مع 16 وزارة، لتأسيس مجموعة وزارية ثقافية، مثلما حدث في التنمية الاقتصادية، وأقيمت الاستراتيجية على "SWOT Analysis"، لتحليل الوضع الراهن.
واختتمت فؤاد حديثها بأبيات كان يرددها الراحل من ديوان صلاح عبد الصبور "أحلام الفارس القديم": 
صافيةً أراكِ يا حبيبتي كأنما كبرتِ خارجَ الزمنْ
وحينما التقينا يا حبيبتي أيقنتُ أننا
مُفترقانْ
وأنني سوف أظلُّ واقفاً بلا مكانْ
لو لم يُعدني حبُّكِ الرقيقُ للطهارةْ
فنعرفُ الحبَّ كغصنيْ شجرةْ
كنجمتين جارتينْ
كموجتين توأمينْ
مثل جناحَيْ نورسٍ رقيقْ
عندئذٍ لا نفترقْ
يضمُّنا معاً طريقْ
يضمّنا معاً طريقْ.