الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيسي في ألمانيا ..من ميركل إلى شولتز 7 أهداف تسعى مصر لتحقيقها

الرئيس السيسي ونظيره
الرئيس السيسي ونظيره الألماني

تشهد العلاقات المصرية الألمانية وتحديدا منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سدة الحكم في مصر عام 2014، حالة من التناغم والتنسيق على كافة المستويات فيما يتعلق أيضا بالقضايات الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ونجح الرئيس السيسي منذ توليه الحكم في إعادة تشكيل السياسة الخارجية قي مصر، وكان من أبرزها توطيد العلاقات مع الشركاء الدوليين خاصة في ألمانيا، ومنهم المستشارة السابقة أنجيلا دوروتيا ميركل، وذلك في خطوة تؤكد عمق وقوة العلاقات بين البلدين.

العلاقات الثنائية المصرية - الألمانية 

وغادر الرئيس  السيسي أرض الوطن متوجهًا إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية للمشاركة في مؤتمر "حوار بطرسبيرج للمناخ"، وفي إطار استضافة جمهورية مصر العربية لقمة المناخ "COP27".

وكان في استقبال الرئيس السيسي كبار رجال الدولة في ألمانيا وأعضاء السفارة المصرية في برلين، وتأتي الزيارة لتعزيز الشراكة الألمانية المصرية، كما تعكس الاهتمام المشترك لكلا البلدين لتعميق التعاون في مجال حماية المناخ والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.

والتقى الرئيس السيسي - في برلين بيتر لورسن مالك ورئيس مجلس إدارة شركة لورسن الألمانية العالمية للصناعات البحرية، وذلك بحضور الفريق أحمد خالد قائد القيادة الاستراتيجية والمشرف على التصنيع العسكري، والسفير المصري في برلين خالد جلال.

وشهد اللقاء متابعة أطر التعاون بين الجانب المصري والشركة الألمانية التي تمتلك خبرات عميقة في مجال الصناعات البحرية وتطوير الترسانات إلى جانب برامج تدريب العمالة الفنية ورفع قدرات الكوادر المصرية في تلك المجالات طبقًا للمواصفات القياسية العالمية بالتعاون مع إحدى أكبر قلاع السفن على مستوى العالم.

وأكد الرئيس السيسي، خلال اللقاء على الأهمية التي توليها مصر للتعاون مع الشركة الألمانية بالنظر إلى السمعة المهنية العالمية التي تتمتع بها في مجال الصناعات البحرية.

ومن جانبه عبر رئيس مجلس إدارة شركة لورسن باعتزازه بمسيرة التعاون المشترك مع مصر في مجالات عمل الشركة فضلًا عن الفرص الواعدة للاستثمار المباشر في مصر، خاصةً مع التطور الشامل الذي قامت به الدولة في قطاعات البنية التحتية خلال السنوات الماضية.

ويقول حسين خضر نائب رئيس الأمانة العامة للاندماج والهجرة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا، إن زيارة الرئيس السيسي إلى ألمانيا هامة جدا، حيث سيتم مناقشة العديد من الملفات وتبادل وجهات النظر، خاصة في تلك الفترة العصيبة التي يمر بها العالم.

وأضاف خضر- خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن من أهم الملفات التي سيتم ماقشتها في هذه الزيارة هو ملف المناخ وتحدياته، وهذا الحوار سيكون تمهيدي لقمة المناخ "COP27"، خاصة في وجود مصر البلد المنظم لمؤتمر المناخ في شهر نوفمبر المقبل، وبالتالي سيكون لمصر دور هام لأي دولة أخرى، حيث أنها تسعى "محاولة في تقريب وجهات النظر".

أكبر عدد مدارس ألمانية في مصر

وأشار خضر، إلى أن العلاقات المصرية - الألمانية هي علاقات عريقة وقوية جدا، وتمتد لعشرات السنين، حيث أن مصر تحتوى على أكبر عدد للمدارس الألمانية، كما أنها تحتوي على أكبر عدد من الطلاب الجامعيين الألمانينن يدرسون على أرضها، كما أيضا ألمانيا تعد أكثر الدولة اهتماما بتعليم الأدب المصري.

وتابع: "مصر من أهم الدول المهتمة بسياسات ألمانيا التنموية الخارجية، وينعكس هذا الاهتمام في العديد من المشروعات الخاصة بالمناخ وتحلية المياه والزراعة والري والتمكين الاقتصادي والاجتماعي".

وأوضح خضر، أن الدولتين لهم ثقل كبير جدا، والدولة المصرية تلعب دورا مهما جدا في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية والقارة الإفريقية، كذلك الأمر في ألمانيا التي تلعب دورا مهما جدا في قيادة الاتحاد الأوروبي والرأي العام الأوروبي، وبالتالي يجب أن يكون هناك تنسيق بين الدولتين.

ولفت أنه توجد العديد من الملفات الدولية حاليا، يجب التعامل معها بشكل جيد، حتى لا تؤثر على الدول، ومنها: الملف الليبي أو منطقة البحر المتوسط أو ملف الغاز الطبيعي أو مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.

وأردف: "مصر دولة تريد التنمية والإشراق، وتحتاج المزيد من التكنولوجيا، التي يوجد مثلها لدى ألمانيا، إضافة إلى أن مصر سوق كبير ومهم بين الدول للتكنولوجيا والصماعة الألمانية، وكان آخر تعاون بينهما في: سكك حديد ألمانيا، والعديد من المشاريع القومية الأخرى بين مصر وألمانيا، واستطاعت مصر كسب ثقة الجميع في وقت قصير جدا، حيث أن جميع الدول أصبحت تسير نحوها من أجل الاستثمار".

واستكمل: "ألمانيا من أهم الدول المصدرة للسلاح على مستوى العالم، وبالتالي أي جيش يريد تحصين نفسه، يكون من أهم مصادره  الأسلحة الألمانية، بسبب التقنية العالية الموجودة لديها، كما أن هناك أهمية كبرى لموقع مصر الجغرافي والاستراتيجي، ومن المهم أن تكون دولة متماسكة وقادرة على ردع أي عدوان إرهابي في المنطقة، حيث أن الارهاب ملف عالمي ويجب التعاون مع جميع الدول للقضاء عليه".

وأكد: "لا يوجد أفضل من الدولة المصرية في المنطقة، لتكون مصدر ثقة أنها قادرة على مواجهة الإرهاب والتعاون مع أي دولة لحل الملفات الإقليمية والدولية".

والجدير بالذكر، بناء على بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، هناك ارتفاع في الصادرات المصرية إلى ألمانيا لتصل إلى 848.2 مليون دولار خلال عام 2021، مقابل 646.1 مليون دولار خلال عام 2020، بنسبة ارتفاع قدرها 31.3%، وبلغت قيمة الواردات المصرية من ألمانيا 4 مليارات دولار خلال عام 2021، مقابل 3.9 مليار دولار خلال عام 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 1%.

التبادل التجاري بين مصر وألمانيا

وارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر وألمانيا لتسجل 4.8 مليار دولار خلال عام 2021، مقابل 4.6 مليار دولار خلال عام 2020، بنسبة ارتفاع قدرها 5.2%.

وتأتي في مقدمة المجموعات السلعية، التي صدرَّتها مصر إلى ألمانيا خلال عام 2021، المركبات الجوية والفضائية بقيمة 95.7 مليون دولار، بينما يأتي بعد ذلك، الملابس بقيمة 87.4 مليون دولار، وتتابعها الفواكه بقيمة 67.1 مليون دولار، والآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية بقيمة 58.7 مليون دولار، والبذور والثـمار الزيتية بقيمة 58.2 مليون دولار.

وعن أهم المجموعات السلعية التي استوردتها مصر من ألمانيا خلال عام 2021، تأتي في مقدمتها السيارات والجرارات والدراجات بقيمة 972.9 مليون دولار، بعدها المراجل والآلات وأجهزة آلية بقيمة 808.3 مليون دولار، ومنها أيضا منتجات الصيدلة بقيمة 443.8 مليون دولار، وبلغت اللدائن ومصنوعاتها بقيمة 209.2 مليون دولار، بينما بلغت الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية بقيمة 207.7 مليون دولار.

بينما بلغت قيمة الاستثمارات الألمانية في مصر 300.2 مليون دولار خلال العام المالي 2020/2021، مقابل 267.9 مليون دولار خلال العام المالي 2019/2020، بنسبة ارتفاع قدرها 12.1%.

وسجلت قيمة تحويلات المصريين العاملين بألمانيا 130.7 مليون دولار خلال العام المالي 2020/2021، مقابل 117.6 مليون دولار خلال العام المالي 2019/2020، بنسبة ارتفاع قدرها 11.1%، بينما بلغت قيمة تحويلات الألمان العاملين في مصر 9.9 مليون دولار خلال العام المالي 2020/2021، مقابل 12.4 مليون دولار خلال العام المالي 2019/2020، بنسبة انخفاض قدرها 20.3%.

وسجل عدد سكان مصر 103.5 مليون نسمة عام 2022، بينما سجل عدد سكان ألمانيا 83.9 مليون نسمة عام 2022، كما بلغ عـدد المصـريين المتواجديـن بدولة ألمانيا طبقــًا لتقـديـرات البعثة 76.5 ألف مصري حتى نهاية 2020.

وقال إبراهيم العربي رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، إن حجم التبادل التجاري بين مصر وألمانيا خلال العام الماضي بلغ حوالي 6.05 مليار دولار مقابل 5.573 مليار دولار في عام 2020.

حوار بيترسبرج للمناخ في ألمانيا

وتقوم ألمانيا بتنظيم "حوار بيترسبرج للمناخ" منذ عام 2009، قبيل انعقاد المؤتمر السنوي للأمم المتحدة حول المناخ، وترجع تسمية نسبة نسبة إلى المكان الذي انعقد فيه للمرة الأولى بمدينة بون.

ويعد حوار بيترسبرج أحد المحطات المهمة قبل انعقاد الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية بمدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر القادم، وذلك لما يمثله من فرصة للتشاور والتنسيق بين مجموعة كبيرة من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ.