الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وألمانيا علاقات تاريخية وتعاون قوي ومستمر..ما نتائج زيارات الرئيس السيسي لبرلين؟

الرئيس السيسي مع
الرئيس السيسي مع الرئيس الألماني

التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، برئيس ألمانيا الاتحادية، فرانك شتاينماير، خلال زيارته إلى العاصمة الألمانية برلين للمشاركة في حوار بطرسبرج للمناخ التي تعقده ألمانيا برئاسة مشتركة مع مصر بصفتها البلد المنظم لقمة المناخ القادمة والتي ستقام في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل.

لقاء الرئيس السيسي بالرئيس الألماني

وخلال اللقاء، أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن التقدير لحفاوة الاستقبال الألماني، مشيداً بعلاقات الصداقة المصرية الألمانية الممتدة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعرباً عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لاسيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات الألمانية في مصر، خاصةً في ظل أن ألمانيا تعتبر واحدة من أهم شركاء مصر داخل القارة الأوروبية، والفرصة الكبيرة حالياً للتواجد في السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة وتحسن مناخ أداء الأعمال.

من جانبه، رحب الرئيس الألماني بالرئيس السيسي في برلين، معرباً عن تقدير ألمانيا لمصر على المستويين الرسمي والشعبي، واعتزازها بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الصديقين.

 كما أشاد شتاينماير بالمشروعات القومية التنموية الجاري تنفيذها، مؤكداً حرص ألمانيا على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها في كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.

القضايا محل الاهتمام المشترك

وشهد اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما تطورات الأزمة الأوكرانية، فضلاً عن الأزمتين الليبية واليمنية، وكذلك القضية الفلسطينية التي توافق الجانبان بشأنها حول تأكيد ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لأحكام المرجعيات الدولية.

كما أشاد الرئيس الألماني بالدور المحوري الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث أكد الرئيس الموقف المصري الثابت المستند إلى ضرورة تدعيم أركان الدول التي تمر بأزمات وتقوية مؤسساتها الوطنية، بما ينهى معاناة شعوبها ويحافظ على مقدراتها، وكذا يساعد على شغل الفراغ الذي أتاح للجماعات الإرهابية التمدد والانتشار.

وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" أهم المعلومات عن العلاقات المصرية الألمانية وتطورها في السنوات الأخيرة..

العلاقات المصرية الألمانية

من الأسباب الرئيسية التي جعلت العلاقات المصرية الألمانية تشهد تطورات كبيرة خلال السنوات الأربعة الماضية، أن مصر بلا شك هي كبرى الدول العربية، من حيث عدد السكان والمكانة والموقع، ومن هنا ينظر إليها الأوروبيون دائماً كمفتاح رئيسي لاستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط، ولعل الموقع الاستراتيجي والدور الريادي الذى تلعبه مصر في العالم العربي يساعد على نموها وتطورها، وهو الذى ربما ساهم في رغبة البلدين لبناء علاقات وثيقة ومتنوعة، فضلا عن حرص الحكومة الاتحادية في ألمانيا لدعم الجهود المصرية في بناء دولة حديثة وديمقراطية، ومن جانبها تحرص القاهرة على تنويع التعاون مع دول كبرى مثل ألمانيا، حيث ترى مصر في ألمانيا شريكا كبيرًا وهامًا في أوروبا يعمل معها لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ومكافحة الإرهاب.

وأيضا تسعى مصر لجذب المزيد من الاستثمارات الألمانية ونقل وتوطين التكنولوجيا في عدد من المجالات في مقدمتها صناعة السيارات والارتقاء بمستوى التعليم، استنادًا إلى الجودة الألمانية سواء فيما يتصل بالتعليم الجامعي أو الفني، كما أن ألمانيا أصحبت تمثل أكبر مصدر للسياحة الأوروبية لمصر، فإن ألمانيا تهتم بتطوير العلاقات مع مصر، لإدراكها لحجم ومكانة مصر بالمنطقة باعتبارها الركيزة الرئيسية لاستقرار الشرق الأوسط والخط الأول للتصدي للإرهاب والهجرة غير الشرعية، فضلاً عن كونها نقطة انطلاق للصناعات والصادرات الألمانية لمنطقتي الشرق الأوسط وإفريقيا.

زيارة السيسي الأخيرة لألمانيا

وقد زار الرئيس عبد الفتاح السيسي ألمانيا أكتوبر الماضي حيث خرجت من هذه الزيارة عدة نتائج هامة لكلا البلدين، كان أحدثها زيارة وزير الاقتصاد الألماني إلى مصر في الفترة من 2 إلى 4 فبراير والتي عقد خلالها الوزير الألماني لقاءات هامة في مقدمتها استقبال الرئيس السيسي، كما رافقه وفد كبير يضم 120 شخصًا ويضم كبار المسؤولين في وزارة الاقتصاد والطاقة ووفد برلماني من البوندستاج ورؤساء كبريات الشركات الألمانية، خاصة في البناء والطاقة والطاقة المتجددة والنقل والبناء والتشييد والاتصالات وقطاعات السيارات من شركتي "مرسيدس وبي إم دبليو".

مجالات التعاون المصري الألماني

 وتشهد الفترة الراهنة انطلاقة كبيرة للعلاقات بين البلدين تبنى على الزخم الكبير الذى ولدته زيارة الرئيس السيسي الأخيرة لألمانيا، وعلى الطفرة الكبيرة في العلاقات الثنائية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، نتيجة العلاقات المتميزة بين قيادتي البلدين سواء في قطاعات السياحة أو الاقتصاد أو الاستثمار أو التعليم والتدريب الفني.

كما يشهد التعاون مع ألمانيا في قطاع السيارات خاصةً بعد عودة شركة مرسيدس، إلى الأسواق المصرية، طفرة نتيجة جهود مصر أن تصبح مركزًا إقليميًا وعالميًا في صناعة السيارات ليس فقط السيارات التقليدية ولكن تكنولوجيا المُستقبل فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية ووسائل التنقل الكهربائية الحديثة، وهو ما شجع الجانب الألماني على الاستفادة من الفرص الكبيرة المتاحة في مصر فيما يتعلق بصناعه السيارات وتجميعها ووسائل التنقل الحديثة.

التعاون في مجال التعليم العالي

وقد شهدت زيارة وزير الاقتصاد الألماني لمصر أيضًا وضع حجر أساس أول جامعة تطبيقية ألمانية في مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة بمشاركة وزير التعليم العالي المصري، والتي سبق التوقيع على إعلان النوايا الخاص بتدشينها خلال زيارة الرئيس السيسي الأخيرة لبرلين، ويشارك في إقامتها تحالف مكون من 10 شركات ألمانية، لتوفير احتياجات السوق المصري من العمالة الماهرة والمُدربة وسيكون بالجامعة أقسام وتخصصات تتسق وتتوافق مع احتياجات سوق العمل المصري، وتمنح شهادات معتمدة من الجامعات الألمانية بما يسهم في رفع جودة العملية التعليمية بمصر، ومن المقرر افتتاحها عام 2020.

التعاون المصري الألماني في التصنيع

كما قام رئيس الهيئة العربية للتصنيع، بزيارة برلين في يناير 2019 أيضًا، ونظمت السفارة له عدة اجتماعات مع عدد من الشركات الكبرى، لدراسة سبل التعاون مع تلك الشركات فى مجالات مختلفة من بينها صناعة السيارات ومساندة الخدمات بالمشروعات القومية الكبرى مثل إقامة الأنفاق وغيرها من مجالات التعاون، من خلال إقامة شراكات مع الشركات الألمانية والهيئة العربية للتصنيع، لنقل وتوطين التكنولوجيا الألمانية لمصر وتوفير فرص عمل.

التطور في مجال السياحة

وفي مجال السياحة، فمن المتوقع أن يشهد العام الجاري طفرة كبيرة في مجال السياحة تبدأ بمشاركة مصر بشكل متميز في بورصة السياحة ببرلين في مارس المقبل، أخذًا في الاعتبار أن عام 2018 شهد أكبر تدفق سياحي ألماني إلى مصر هو الأكبر على الإطلاق في تاريخ العلاقات بين البلدين.

كما شهدت الدورة الأخيرة من أكبر معرض في العالم للخضر والفاكهة الطازجة "فروت لوجستيكا" مشاركة أكثر من 80 شركة مصرية، وذلك بحضور وفد برلماني مصري رفيع المستوى، لدعم هذه المشاركة وتذليل أية عقبات، أخذًا في الاعتبار تواجد الخضر والفاكهة الطازجة المصرية بالسوق الألماني، بالإضافة للأعشاب الطبية والعطرية والمواد الغذائية المُصنَّعة.