الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العشرة الطيبة .. فضلها وأسرارها .. أحسن ما يقال في ذكر الله

العشرة الطيبة
العشرة الطيبة

العشرة الطيبة .. يكثر التساؤل عن العشرة الطيبة، والباقيات الصالحات، وأفضل الذكر وفوائده، حيث نسلط الضوء من خلال التقرير التالي العشرة الطيبة ومعناها. 

 

الذكر في السجود

العشرة الطيبة 

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء إن أحد أسرار الذكر كلمة جامعة عجيبة غريبة عليها أساس هذا الكون، وقد جاء ذكرها في القرآن الكريم، في سورة البقرة، حيث يقول ربنا ذلك القول الجامع المانع: { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ واشْكُرُوا لِي ولا تَكْفُرُونِ}.

 

وأضاف عبر الفيس بوك أن رسول الله ﷺ كشف لنا كيف نذكر ربنا، حيث أمرنا رسول الله ﷺ بالباقيات الصالحات فعلمنا "سبحان الله" أي أنزِّه الله عن كل شيء وعن كل مثل وعن كل نقص فهو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي { لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ (3) ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ } وهو رب العالمين - سبحانه وتعالى.

 

وبين علي جمعة أن هناك فارقا بين المخلوق والخالق، فالرب رب والعبد عبد لا حلول ولا اتحاد ولا تجسد, تفريد وتوحيد أمرنا رسول الله ﷺ بأن نتذكر ربنا بقولنا "الحمد لله" , "لا إله إلا الله"، وقال : « وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله » ، "الله أكبر" وجعلها عنوانًا ومفتاحًا للصلاة تسمى بتكبيرة التحريم لأنها تحرم علينا الكلام ونحن في الصلاة , " لا حول ولا قوة إلا بالله" فإنها كنز من كنوز الجنة . وهذه يسميها أهل الله من المسلمين ممن كثر ذكرهم الباقيات الصالحات لأن هذه التي تبقى لك في قبرك وبعد موتك وهذه هي المفتاح الذي يذكرك بربك وهذه هي بداية الطريق "سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, ولا حول ولا قوة إلا بالله"، علمنا رسول الله ﷺ "أستغفر الله", علمنا "حسبنا الله ونعم الوكيل" يعني كفايتي ربي دون الخلق، علمنا "توكلت على الله", علمنا "إنا لله وإنا إليه راجعون", وعلمنا الصلاة عليه ﷺ " اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وآله ", وهذه يسميها أهل الله بالعشرة الطيبة.

 

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء الكلمات العشرة الطيبة, والتي هي الخمسة الطيبات الصالحات ونضيف إليهم "استغفر الله, إنا لله وإنا إليه راجعون, حسبنا الله ونعم الوكيل, توكلت على الله, اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وآله" عشر كلمات { إنَّ للَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } قَالَ أُبَىٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِى؟ فَقَالَ :« مَا شِئْتَ ». قَالَ قُلْتُ : الرُّبُعَ. - يعني في الذكر- قَالَ : « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ : النِّصْفَ. قَالَ : « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قَالَ قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ. قَالَ : « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِى كُلَّهَا. - يعني كل الجلسة يصلى على النبي في جلسة ذكره - قَالَ : « إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ ». وبالتجربة ومما علمه أهل الذكر أن الصلاة على النبي ﷺ تغفر الذنوب.

 

الذكر


 

فوائد ذكر الله 

ذكر الله أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.

ذكر الله يرضي الرحمن عز وجل.

ذكر الله يزيل الهم والغم عن القلب.

ذكر الله يجلب للقلب الفرح والسرور.

ذكر الله يقوي القلب والبدن، 

ذكر الله ينور الوجه والقلب.

ذكر الله يجلب الرزق.

ذكر الله يكسو الذاكر المهابة والنضرة.

ذكر الله يورث الذاكر  محبة الله عز وجل التي هي روح الإسلام ومدار السعادة والنجاة.


ذكر الله يورث العبدَ مراقبةَ الله عز وجل، حتى يدخله في باب الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه.

ذكر الله يورث العبد الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل، فمتى أكثر الرجوع إليه بذكره أورثه ذلك رجوعَه بقلبه إليه في كل أحواله، فيكون اللهُ عز وجل مفزعَه وملجأه وملاذه ومعاذه وقبلة قلبه ومهربه عند النوازل والبلايا.

 ومن فوائد الذكر أنه يورث العبدَ القربَ من الله تعالى، فعلى قدر ذكره لله عز وجل يكون قربه منه، وعلى قدر غفلته يكون بعده منه، وأنه يورث العبدَ ذكرَ الله تعالى له كما قال تعالى: «فاذكروني أذكركم» البقرة/152 ولو لم يكن في الذكر إلا هذه الفائدة وحدها لكفى بها فضلا وشرفا، وقال تعالى في الحديث القدسي: «مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأ خَيْرٍ مِنْهُمْ) البخاري ( 7405) ومسلم ( 2675).


ومن فوائد  الذكر أنه يورث حياة القلب، وأنه غذاء القلب والروح الذي يتقويان به، فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بينه وبين غذائه.

ومن فوائد  الذكر أنه يحط الخطايا، ويُذْهِبُهَا فإنه من أعظم الحسنات، والحسناتُ يذهبن السيئات، كما قال الله عز وجل : «إنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ» هود/114.

 الذكر يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى، فإن الغافل بينه وبين الله عز وجل وحشه لا تزول إلا بالذكر، وأنه ينجي من عذاب الله تعالى، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلاً قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّه» رواه أحمد (21064) وصححه الألباني في صحيح الجامع (5644).


 الذكر سبب لتنزل السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذاكر، كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلا حَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ» رواه مسلم ( 2700 ).


 الذكر سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل، فإن العبد لا بد له من أن يتكلم، فإن لم يتكلم بذكر الله تعالى، وذِكْرِ أوامرِه تكلم بهذه المحرمات أو بعضها، ولا سبيل إلى السلامة منها البتة إلا بذكر الله تعالى.


 مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين، فليتخير العبدُ أعجبَهما إليه فهو مع أهله في الدنيا والآخرة، وأنه يُؤَمِّنُ العبدَ من الحسرة يوم القيامة، فإن كل مجلس لا يذكر العبدُ فيه ربه تعالى كان عليه حسرةً يوم القيامة، وروى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ» قال الترمذي: وَمَعْنَى قَوْلِهِ (تِرَةً) يَعْنِي: حَسْرَةً وَنَدَامَةً» صحيح الترمذي (2691).

الذكر في السجود

أنواع ذكر الله تعالى


لا يقتصر ذكر الله عز وجل على التسبيح والتهليل والتكبير والحمد، بل إن التفكر في خلق الله تعالى وفي نِعمه ذكر أيضاً، والصلاة، وقراءة القرآن، ودعاء الله عز وجل ومناجاته، والاستغفار والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلم العلم الشرعي، وحضور مجالس العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل ما يؤدي إلى معرفة الله تعالى والتقرب منه فهو نوع من أنواع الذكر.

- قراءة القرآن الكريم وتلاوته لها ثواب كبير،حيث قال - جل وعلا-: «إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ».

 

ولتلاوة القرآن الكريم أجر مضاعف في الدنيا وشفاعة في الآخرة، ومن ثمرات قراءة القرآن وثوابه: ‏

1- قارئ القرآن من أعلى الناس درجة، فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها.

2- قارئ القرآن تحت ظل رحمة الله وسكينته فقلبه نور يُضيء له يوم القيامة.

3- القرآن شفيعه في الآخرة فلا يخشى الفزع الأكبر. قارئ القرآن في أعالي الجنة وهو من أسباب رحمة الوالدين. دعوة الملائكة له بالرحمة والمغفرة.

4- النجاة في الشدائد فهو مستمسك بالعروة الوثقى، ويتمنّى الصالحون درجته فهو من خاصة الله. شهادة رسول الله له يوم القيامة فهو من القانتين الذاكرين عند الله.

5- ابتعاد الشيطان عن قارئ القرآن فهو يُنير عقله وقلبه بالحكمة.

6- لقارئ القرآن قبس من النبوة بدون الوحي، كما أن من يُجيد تلاوته هو مع السفرة الكرام يوم القيامة.

7- في قراءة القرآن الخير والبركة وخشوع النفس وصفائها.

8- استجابة الله لدعاء قارئ القرآن منّة وكرمًا.

 

أذكار بعد الصلاة

حثّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- على الإكثار من ذكر الله تعالى، ودوام استحضاره، وتسبيحه، وتعظيمه في سائر أوقات المسلم وأيامه، إلّا أنّه سنّ كذلك أذكارًا خاصةً لأوقاتٍ معينةٍ، ومن هذه الأذكار المقيدة الذكر بعد الصلاة المفروضة، ونبين فيما يأتي صيغ الأذكار عامّةً التي تُلحق بالصلوات المفروضة:

 

- الصيغة الأولى: أن يقول المصلّي بعد صلاته:« سبحان الله، ثلاثًا وثلاثين مرةً، والحمد لله، ثلاثًا وثلاثين مرةً، والله أكبر ثلاثًا وثلاثين مرةً، ثمّ يتمّها إلى المئة بقول: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قدير»، ويمكن كذلك سرد هذه الصيغة بطريقةٍ أخرىوهي: أن يقول المصلّي: «سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ويكرّرها ثلاثًا وثلاثين مرةً، ثمّ يتمّها إلى المئة بذات الذكر المذكور آنفًا»، والدليل على ذلك ما أوردناه من أحاديث الرسول – صلى الله عليه وسلم-.

 

- الصيغة الثانية: أن يقول المصلّي بعد صلاته: «سبحان الله، ثلاثًا وثلاثين مرةً، والحمد لله، ثلاثًا وثلاثين مرةً، والله أكبر، أربعًا وثلاثين مرةً»؛ فيكون مجموعها مئة بالتمام.

- الصيغة الثالثة: أن يقول المصلّي بعد صلاته: «سبحان الله، خمسًا وعشرين مرةً، والحمد لله، خمسًا وعشرين مرةّ، ولا إله إلّا الله، خمسًا وعشرين مرةّ، والله أكبر، خمسًا وعشرين مرةً»؛ فيكون المجموع بذلك مئة بالتمام، ودليل ذلك: «ما روي عن رجلٍ من الأنصار أنّه بعد أن أمرهم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بالتسبيح بعد الصلاة ثلاثًا وثلاثين، والحمد ثلاثًا وثلاثين، والتكبير أربعًا وثلاثين، أتاه في المنام آتٍ، فقال له: (أمرَكم رسولُ اللَّهِ أن تسبِّحوا دُبرَ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ، وتحمَدوا ثلاثًا وثلاثينَ، وتُكبِّروا أربعًا وثلاثينَ، قالَ: نعَم، قالَ: فاجعلوها خمسًا وعشرينَ، واجعلوا فيها التَّهليلَ، فلمَّا أصبحَ أتى النَّبيَّ فذَكرَ ذلِكَ لَهُ، فقالَ: اجعلوها كذلِك».

- الصيغة الرابعة: أن يقول المصّلي بعد الانتهاء من صلاته: « سبحان الله، عشر مراتٍ، والحمد لله، عشر مراتٍ، والله أكبر، عشر مراتٍ.