الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إياح حتب.. ملكة المعارك

هند عصام
هند عصام

"لن أسمع منك كلمة أمى، ولن تسمع منى كلمة ابنى حتى نحرر كيمت أرضنا المقدسة " هكذا قالت ملكة المعارك سيدة الحروب حاملة المهام الشاقة الملكة " إياح حتب " قمر الزمان لنجلها الملك أحمس من أجل تحرير الأرض المصرية من ايادى الهكسوس، أول امرأة تقود الجيوش ،  وتحارب فى أرض المعركة حاملة وسام الذبابة الذهبية أول إمرأة تحصل على رتبة عسكرية (جنرال) ،  امرأة لم تبكِ قط إلا عندما إستعمرت بلدها من قبل العدو فهى الأبنة المطيعة التى أخذت بنصيحة والدتها الملكة الأم " تيتي شيرى" التى قالت لها " لا تبكى على ابيكِ أو زوجك ولكن أبكي على بلدك ، قولى لأبنك لن تكون ولدى حتى تحرر بلدى ". 

 

ولدت الملكة إياح حتب 1560 قبل الميلاد  فى الأسرة السابعة عشر أبنة الملك "ست نخت إن  راع تاع الاول " والملكة "تيتي شيرى " . تزوجت الملكة إياح حتب من الملك سقنن راع الثانى وأنجبت منه كثيراً من الأولاد والبنات وأصبح منهم ملوك وملكات عظيمات مثل (الملكة أحمس نفرتارى ، الأمير أحمس سابير ، الأمير بينبو ، الامير كامس ، والأميرة أحمس حنوت إم إبت ، والأميرة أحمس نبت تا ، والأميرة أحمس توميرسي ) ، لقبت الملكة إياح حتب بألقاب عديدة تدل على عظمتها ومنها ( السيدة الملكية العظمى ، أم الملك ، والدة طارد الهكسوس أحمس ).


ساندت الملكة إياح حتب زوجها الملك سقنن راع فى حربه ضد الهكسوس ولكن قتل واستشهد وهو يدافع بنفسه عن بلاده وتماسكت الملكة ولَم تبكي حتى تكمل مسيرة زوجها فى الحرب وطرد الهكسوس من البلاد فأرسلت لأبنها الأمير كامس الذى أحرز بعض الأنتصارات ولكنه لم يصمد هو الأخر و استشهد أيضا وتماسكت الملكة مره أخرى وكانت حبيسة لأدموعها رابطه على قلبها أحزان لو سقطتت على جبل لأهدمته ، وكانت مسؤلية تحرير بلادها أكبر وأهم من حزنها على والدها وزوجها وابنها ، لملمت أحزانها وتحولت إلى قوة قادرة على مواجهة العدو  ، وأعدة أبنها الثانى الملك أحمس حتى صار قادراً على قيادة الجيش و متابعة معركتهما التى شاركته  فيها يداً بيد فهى أول من أستخدمت العجلة الحربية فى أرض المعركة التى سُميت بمعركة التحرير ،  وكانت لها دور كبير فى الأنتصار وطارد الهكسوس نهائياً لتنتصر إياح حتب وأبنها الملك أحمس ليقوم بتأسيس أسرة جديدة (الثامنة عشر)  ويصبح أحمس قاهر الهكسوس.

 

ومنحها نجلها المخلص أحمس أول هدية بعد الإنتصار وكانت عبارة عن لوحة قائلاً “قدموا المديح لسيدة البلاد، و سيدة جزر بحر إيجة، فاسمها رفيع الشأن في كل بلد أجنبي، فهي التي تضع الخطة للجماهير، زوجة الملك، و أخته الملكية، لها الحياة و السعادة و الصحة، و هي أخت ملك، و أم ملك، الفاخرة، و الحاذقة التي تهتم، و تضطلع بشؤون مصر، و لقد جمعت جيشها، و حمت هؤلاء، فأعادت الهاربين، و جمعت شتات الذين هاجروا، و هدأت روع الوجه القبلي (أي مملكة طيبة)، و أخضعت عصاته، الزوجة الملكية، أعح حتب العائشة”.

 

وأصبح انتصار المصريين على الهكسوس بقيادة الملك أحمس ووالدته الملكة اياح حتب عيدا يحتفل به أهل كيمت كل عام وياتون إلى قصر الملكة اياح حتب وهم يرددون  ( وحوي يا وحوي إياح) . وقد عثر على لوحة من عهد الملك أحمس الأول في الكرنك تؤكد أن الملكة إياح حتب  لعبت  دورا بارزاً في الدفاع عن طيبة في وجه الهكسوس، وقادة الجيوش وكانت أحد الجنود المحاربين فى أرض المعركة.

وقد أعيد دفن تابوت الملكة إياح حتب  في خبيئة الدير البحري، و التابوت يظهر الملكة مرتدية شعراً مستعاراً ثلاثي الطبقات، و تم تغطية الجسم بشكل ريشي تصميم، و هو بذلك يشبه التوابيت الخارجية للملكتين أحمس نفرتارى و أحمس مريت أمون.

و مقبرة الملكة إياح حتب الأصلية مجهولة حتى الآن، إلا إذا كانت هذه الملكة تتطابق مع إياح حتب الثانية .