EN 
إنها الحيرة يا سادة حيرة كل مقال عندما يأخذني شغفى إلى الخوض فى سيرة العظمة، عظمة القدماء المصريين فى كل مرة أسال نفسى عن أى عظيم اكتب وعن اى عظيمة اكتب فتاريخ ملوك وملكات مصر العظيمة لا ينتهى وبعد حيرة كبيرة ياتى لى بطل القصة ويقول ها انا هنا انا الملك الشهيد أنا من أول من قُدمت حياتى فداءً لوطنى مصر أنا الملك سقنن رع أعظم ملوك مصر الفرعونية أحد ملوك الأسرة السابعة عشر أبن الملك سقنن رع الأول والملكة تيتي شري حكم مصر خلال الحقبة 1558-1560 قبل الميلاد . تزوج من الملكة المقاتلة إياح حتب وأنجب منها كثيراً من الأولاد والبنات وأصبح منهم ملوك وملكات عظيمات مثل (الملكة أحمس نفرتارى ، الأمير أحمس سابير ، الأمير بينبو ، الأمير كامس ، والأميرة أحمس حنوت إم إبت ، والأميرة أحمس نبت تا ، والأميرة أحمس توميرسي ) .
الملك سقنن رع أول من بدأ القتال الفعلى لطرد الهكسوس من مصر ، وتؤكد لنا هذه قصة التى وجدت على إحدى البرديات المصرية المكتشفة ومن خلالها أظهرت بداية الصراع بين الهكسوس و حاكم طيبة الملك سقنن رع الثانى ، وتحكى القصة محاولة ملك الهكسوس أبو فيس الاشتباك والأحتكاك مع الملك سقنن رع، فأرسل له خطابا يحمل بين طياته أسباب مضحكة تدعو للفكاهة، وهى (من الملك ابو فيس من اواريس إلى الملك سقنن رع ، أن أصوات أفراس النهر التى تسبح فى البحيرة المقدسة بمعبد الإله آمون بمنطقة طيبة، تزعجنى للغاية، ولا أستطيع النوم بسببها داخل عاصمتى أواريس التى تبعد مئات الكيلو مترات عن طيبة) ، ورد عليه الملك البطل سقنن رع ردًا ذكيًا يظهر رغبته فى السلام وليس الحرب ، كما أكرم قادة الوفد الهكسوسى بعد أن أشار عليه رجال بلاطه بذلك.
ولكن أستفزاز أبو فيس كان أكبر من أى ذكاء مما اضطر الملك سقنن رع لخوض الحرب ضد الهكسوس بمساندة زوجة ملكة المعارك سيدة الحروب حاملة المهام الشاقة الملكة " إياح حتب " فكانت تساند الملك سقنن رع يداً بيد فى حربهما ضد الهكسوس ، وقامت حرب تحرير مصر من احتلال الهكسوس، والتى استشهد فيها الملك سقنن رع وهو يدافع عن أرض مصر بكل شرف، وشجاعة وتوضح المومياء الخاصة بالملك والموجود بقاعة المومياوات بالمتحف المصرى الإصابات التى لحقت به، وبالرغم من مرور آلاف السنين إلا ما زلنا نبحث عن لغز كيف قتل الملك سقنن رع ؟.
وقام علماء الاثار بعمل الكثير من الأبحاث وعمل الأشعة السينية والمقطعية لمعرفت كيف قتل أول شهيد فرعونى ؟ ، فعندما تم اكتشاف مومياء سقنن رع تاعا الثاني في خبيئة الدير البحري عام ١٨٨١، تم فحصها لأول مرة ، وكذلك تم دراسة المومياء بالأشعة السينية في ستينيات القرن الماضي، حيث أكدت هذه الفحوصات إلى أن الملك المتوفى قد عانى عدة إصابات خطيرة في الرأس ، وقد اختلفت النظريات في سبب وفاة الملك، فرجح البعض أن الملك قد قتل في معركة ربما على يد ملك الهكسوس نفسه، وأشار آخرون إلى أن سقنن رع تاعا الثاني ربما قُتل بمؤامرة أثناء نومه في قصره، ورجح آخرون أن التحنيط ربما تم على عجل بعيدًا عن ورشة التحنيط الملكية، وذلك لسوء حالة المومياء ، واجرى مؤخراً الدكتور زاهى حواس عالم الآثار والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة فحص بالأشعة المقطعية فتبين من خلال الأشعة المقطعية تشوه الذراعين الذى يبدو أنه قد تم بالفعل أسر سقنن رع الثاني في ساحة المعركة، وقيدت يديه خلف ظهره، مما منعه من صد الهجوم الشرس عن وجهه .
وهذا يشير إلى أن سقنن رع كان حقاً على خط المواجهة مع جنوده يخاطر بحياته بكل شجاعة وحس جنودة لتحرير مصر وطرد الهكسوس . وكشف التصوير المقطعي لمومياء سقنن رع الثاني أنه توفى عن عمر يناهز٤٠ عام ، و عن تفاصيل دقيقة للإصابات التى أُودت بحيات الملك سقنن رع وهو يحارب الهكسوس ، وهى عبارة عن آثار ميتتة البشعة فكانت جمجمته مليئة بالجروح والكسور نتيجة الضرب بالحراب والبلاطي، ووجدت أسنانه في وضع ضاغط بشدة على اللسان نتيجة الألم الشديد في اللحظات الأخيرة من عمر الملك.
وكانت رأس الملك بها الكثير من الجروح الشديدة فيوجد طعنة خنجر خلف الأذن اليسرى وصلت إلى عنقه، وتحطم صدره وأنفه بضربات بالمقامع . ويوجد أيضاً قطع نتج عن بلطة حرب مخترقاً العظم أعلى جبهة الملك ، بما في ذلك جروح لم يتم اكتشافها في الفحوصات السابقة حيث أخفاها المحنطون بمهارة عن عمد لاعتقادهم أنه يجب أن يظهر بمظهر حسن حتى يدخل الجنة والتي كانت تدعى «يارو».
