الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حراك تشرين كلمة السر.. كواليس خطة الصدر الجديدة لمواجهة خصومه في العراق

مقتدى الصدر
مقتدى الصدر

يسعى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتوسيع قاعدته الشعبية ضمن المعركة التي يخوضها ضد خصومه الشيعة من قوى الإطار التنسيقي وقلب موازين القوى استنادا إلى الشارع العراقي، حيث باشر، وفق ما ذكر الأحد مصدر لوكالة 'شفق نيوز' العراقية الكردية، اتصالات مع حراك تشرين وهو الحراك الشعبي الذي خاض احتجاجات عارمة في أكتوبر/تشرين الأول 2019 ضد الطبقة السياسية الشيعية التي هيمنت على السلطة منذ العام 2003.

ودخل الصدر لعبة الاستقطاب بمغازلة حراك تشرين المناوئ للقوى الشيعية الموالية لإيران لتعزيز وتوسيع الاعتصام الذي يخوضه أنصاره في باحات ومحيط البرلمان العراقي من أجل تضييق الخناق على خصومه من 'الإطار التنسيقي' الذي يضم الأحزاب الخاسرة في انتخابات أكتوبر من العام الماضي والتي عادت لتهيمن على البرلمان بعد انسحاب الكتلة الصدرية صاحبة العدد الأكبر من المقاعد.

وباستثناء ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي الذي حصل على 33 مقعدا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، فقدت الأحزاب الشيعية الكبيرة معظم مقاعدها ونفوذها وهي ثغرة يستثمرها الصدر في معركته الحالية من خلال العمل على تعزيز حزامه الشعبي.

وبحسب الوكالة العراقية الكردية، نقلا عن مصدر من 'حراك تشرين' فإن زعيم التيار الصدري أجرى اليوم الأحد اتصالا هاتفيا بعدد من نشطاء الحراك وذلك لبحث ضمهم إلى اعتصام أنصاره في المنطقة الخضراء.

وقال المصدر إن نشطاء الحراك تواصلوا بدورهم مع  مع اللجنة السباعية التي شكلها الصدر لمناقشة الأمر، مضيفا "الصدر قال خلال المكالمة الهاتفية التي استمرت لسبع دقائق، إن أبواب الحنانة (مقر إقامته في النجف) مفتوحة أمام الناشطين في أي وقت للحوار والنقاش وسبل محاسبة الفاسدين والقتلة وان كانوا من التيار الصدري".

وعزف الصدر على وتر المحاسبة لاستمالة نشطاء حراك تشرين الذي قتل منه 600 بنيران قوات الأمن وميليشيات الأحزاب الشيعية الموالية لإيران وكانوا قد فقدوا الأمل في أن يتم محاسبة الجناة وكبح عمليات الخطف والاحتجاز والتعذيب.

وذكر المصدر من حراك تشرين أن الصدر شدد خلال المكالمة الهاتفية على "محاسبة الفاسدين في الحكومات السابقة وقتلة المتظاهرين وتسليمهم للقضاء".

ولم يتم حتى الآن اي لقاء على الأرض بين نشطاء تشرين والتيار الصدري لكن اللجنة التي شكلها الصدر تعمل على ترتيب لقاءات بهدف ضم هؤلاء إلى حراك الصدريين. وقال المصدر "بعد المكالمة مع الصدر، حدث اتصال بين الناشطين واللجنة السباعية أيضا لكن لا يوجد أي لقاء على أرض الواقع جمع الناشطين واللجنة المذكورة".

ويدرس نشطاء تشرين حاليا عرض الصدر الذي سبق أن اتهمه الحراك الشعبي بخيانة تحركهم، لكن في ظل الوضع الراهن وسيطرة الصدريين على الشارع والتحكم نوعا ما في ادارة اللعبة السياسية لا تستبعد مصادر عراقية أن ينضم هؤلاء أو جزء منهم لاعتصام الصدريين.

وذكر مصدر من التيار الصدري أن "هناك تنسيقا مسبقا بين اللجنة التنسيقية للاعتصام وعدد من الأشخاص الذين يمثلون الحراك الشعبي لتظاهرات تشرين"، مشيرا إلى أن "مطالب ممثلي تظاهرات تشرين مشروعة وأنها لا تختلف عن مطالب المعتصمين، الكل يريد محاسبة الفاسدين وقتلة المتظاهرين والشعب العراقي وإنهاء حكومة المحاصصة عبر إجراء الانتخابات المبكرة وتشكيل حكومة أغلبية وطنية تخدم الشعب العراقي"، وفق ما نقلته عنه الوكالة العراقية.

وينفتح المشهد السياسي العراقي على كل السيناريوهات المحتملة بينما يبدو حاليا في مرحلة تشكل تحالفات لإدارة معركة الشارع التي يجيدها الصدر، فيما سبق أن طالب حراك تشرين التيار الصدري بضمانات أن لا يدير ظهره لهم كما حصل في السابق وهو ما يبدو أنه شرط للانضمام لاعتصام الصدريين في المنطقة الخضراء.