الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاد بديع خيري.. أخفى نجاح مسرحياته حتى لا يطرد من عمله

صدى البلد

تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب المسرحى الكبير بديع خيرى والذى قدم عديد من الاعمال المسرحية التى ستظل محفورة فى وجدان المشاهدالعربى حيث كون ثنائيا شهير مع الفنانين نجيب الريحانى وسيد درويش.

 

ولد خيري في حي المغربلين الشعبي المليء بالأحداث والمتغيرات الاجتماعية وهو أحد أشهر الأحياء الشعبية في قاهرةالمعز، والتي كانت سببا في امتلاكه تلك الحصيلة اللغوية التي ساعدته علي الكتابة في نوعيات من الأعمال الفنية التيتمس واقع المواطن المصري وحفظه للقرآن الكريم وهو صغير مكنه هذا من المفردات اللغوية الصحيحة.


 

تخرج من معهد المعلمين وعين مدرسا للجغرافيا واللغة الإنجليزية إلا أنه عرج علي كتابة القصائد في الصحف وانضمإلى جمعية (التمثيل المصري ) فقد كانت موهبته الفنية واضحة حيث كتب أول قصيدة له وهو في الثالثة عشر من عمرهوكانت باللغة العامية.

وارتبط اسم بديع خيرى بمسرح نجيب الريحاني في عام 1918 شاهد الريحاني، احدي مسرحيات خيري التي كتبها لفرقةصغيرة من الهواه علي احد المسارح بشارع عماد الدين ولكنها لم تكن منسوبة لاسم شخص معين، وحينما سألالريحاني عن مؤلفها ادعى احد اصدقاء خيري انه هو المؤلف فشعر الريحاني بالشك والريبة لمعرفته المسبقة بقدرات هذاالرجل الفنية.


 

استمر الريحاني يتعامل مع هذا المؤلف ونجحت مسرحياته منها علي "كيفك، وكله من دة" اما خيري المؤلف الحقيقي فظل يري نجاح اعماله دون ان يجرؤ علي الافصاح بأنه المؤلف الحقيقي خوفا من افتضاح امره وفقدان وظيفته كمدرسللغة الانجليزية.


 

وذات يوم طلب الريحاني من المؤلف المزيف بعض التعديلات في احدي المسرحيات فاضطر الرجل الي مصارحته بالحقيقةوبات بديع خيري هو مؤلف المسرحية الحقيقي وليس هو فأخبره الريحاني بأنه يريد التعامل معه، وبالفعل تقابلا وابديالريحاني اعجابه الشديد بقلمه وكتب معه العقد وكان ذلك بداية التعاون بين قطبي من اشهر اقطاب الفن في الأربعينياتمن القرن الماضي وأصبح بديع خيري هو كلمة السر في نجاح وتألق وشهرة نجيب التي دامت حتي بعد رحيل الريحاني.
 

وأجمل أغانى سيد درويش وهو أحد صناع ثورة 1919 وكاتب أهم أغانيها ومنها "قوم يامصرى، ويابلح زغلول"، وهو المبدع متعدد المواهبوشريك وصانع مسرح الريحانى ورفيق عمره، وصديق وصانع روائع فنان الشعب سيد درويش، الذى جسد كل معانى التعايش معبرا عنهذا الانصهار بين أبناء الشعب المصرى والشعوب التى انصهرت معه، فكتب الزجل والأغانى بلسان المصرى والسودانى والايجريجى" دنجى..دنجى"، "مخسوبكوا انداس".

وغنى بلسان الموظف والشيال والصعيدى والفلاح والجرسون الصحفى "شد الحزام على وسطك، ياحلاوة أم اسماعيل، هز الهلال ياسيد،الحلوة دى قامت تعجن، البحر بيضحك ليه، أه ده اللى صار"، وتنوعت إبداعاته فكتب أجمل اغانى محمد فوزى " شحات الغرام، وليا عشموياك ياجميل"، ولأسمهان "عليك صلاة الله وسلامه".


 

وكتب سيناريو أول فيلم عربى يتحدث عن الحارة المصرية وهو فيلم "العزيمة"، وفضلا عن كل هذه المواهب أصدر عددا من الصحفوالمجلات، التى كانت تحرض وتناضل ضد الاستعمار، كما كتب سيناريو أول فيلم كارتون مصرى فى الثلاثينات ونفذ الفيلم الأخوة فرنكل،وناقش هموما وقضايا مصرية فى سلسلة حلقات حملت اسم "مشمش أفندى" وكانت تعرض فى السينما وتحدثت عنه الصحافة العالميةوقتها تحت عنوان"ميكى ماوس أصبح له أخ مصري"، ويوضع هذا الكرتون فى سجلات التطور التاريخى لفن الكرتون فى العالم.