EN 
جريمة مأساوية شهدتها مدينة المنصورة، بعد أن أقدم طالب في كلية الهندسة على إنهاء حياة مدرسة، بعد أن نزغ الشيطان بينه وبين قلبه، وبث في أذنيه وساوسه، ويزين له أموال المجني عليها في عينيه، ليقرر التربص بها ليسرق أموالها، ويجعل خطته البديلة، التخلص من حياتها ما اذا قاومته أو حاولت فضح أمره، من خلال تلك القصة نكشف تفاصيلها وما وصلت إليه.
المتهم "إسلام.أ" طالب في العقد الثاني من عمره، ويدرس في كلية الهندسة بإحدى الجامعات الخاصة، ومقيم بقرية تلبانة التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، جلس المتهم قبل ارتكابه للواقعة يتدبر كيفية التخلص من الأعباء المادية التي تحاصره، ويفكر بطريقة ليجني بها المال في أسرع وقت ممكن، وما كان منه إلا أن سلك بتفكيره ما دعاه الشيطان إليه، شيطان المتهم بث في أذنه فكرة جهنمية لجني المال عن طريق السرقة، لأنها ستكون بتلك أسهل وأسرع طريقة للخروج من مشاكله المادية، دون مشقة أو عناء في طلبه، إضافة إلى أنه قد يجني بفعلته المال الكثير.
سرقة المجني عليها
فبدأ المتهم يفكر ويتدبر حول من سيقوم بسرقته، إلى أن دله شيطانه إلى سرقة جارته المسنة، والتي كانت تعمل معلمة بإحدى المدارس حتى أصبحت على المعاش، وقرر المتهم بعد ذلك أن يسطو على تلك المعلمة، ويقوم بسرقة ما لديها من أموال، وحتى لا يفتضح أمره في حالة مقاومتها يقوم بالتخلص منها.
وعلى الفور دخل المتهم في تنفيذ فكرته بالسطو على المجني عليها في وضح النهار، واندفع إلى شقتها وقام على الفور بتقييد يديها وقدميها، حتى لا تقوم بفعل أي حركة يفتضح أمره من خلالها لمدة تجاوزت الـ 3 ساعات، مستخدما بعض القماشات والأسلاك، وخمار كانت ترتديه المجني عليها.
افتضاح أمر الجاني
بعد قيام المتهم بفعل ذلك، خشي أن يُفتضح أمره، فقرر إنهاء حياة المجني عليها، ليقوم بتسديد عدة طعنات لها في جميع أنحاء جسدها، ثم تابع الطعنات بعد ذلك بالضغط على رأسها ليتمكن من نحر عنقها، ليتأكد بأنها فارقت الحياة.
العثور على جثة المجني عليها من قبل أهالي قرية تلبانة بمركز المنصورة، كشف تفاصيل الجريمة، وأبلغوا عن الواقعة رجال المباحث الذين قاموا بتشكيل فريق بحث والبحث عن علاقات المجني عليها والمترددين عليها حتى تم التوصل إلى الجاني طالب الهندسة جار المجني عليها وتم تقديمه للنيابة العامة لتولي التحقيقات معه وإحالته لمحكمة الجنايات لعقابه عما أقترفته يداه.
إحالة المتهم
وأحال المحامى العام لنيابات جنوب الدقهلية المتهم "إسلام.أ.ص" (محبوس)، 21 سنة، طالب بكلية الهندسة جامعة السلاب ومقيم بتلبانة، مركز المنصورة لمحكمة جنايات المنصورة، في القضية رقم 25252 لسنة 2021 جنايات مركر المنصورة، والمقيدة برقم 2682 لسنة 2021 كلي جنوب المنصورة لأنه في يوم 18/11/2021 قتل المجني عليها "آمال.ل.رج"، معلمة على المعاش، عمدا مع سبق الإصرار، بأن عقد عزما قاطعا وبيّت النية على إزهاق روحها إن حالت دون استيلائه على أموالها، فقصد إلى مسكنها منتويا بنيته المبيتة مستزله شيطانه بريعان شبابه ولذاته وهِرم المجني عليها فأباح حرمة المال لديه وتجسد بجسده واحتنك عقله وران على قلبه فأباح حرمة النفس قاطعا عرى القرابة، فما إن أبصرها بعينه، المشتهية بالحرام فزين له قتلها فأطبق عليها وأوثق يديها وساقيها بأدوات (سلك، كوفية، خمار، طرحة) وأحضر سلاحا أبيض، فسدده بجسدها غير مرة وأطبق على رأسها بيده لينحر عنقها فانفجرت دماءها الصائمة قاصدا إزهاق روحها محدثا بها الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية المرفق واستل الحياة منها وعلى النحو المبين بالتحقيقات .
احتجاز المجني عليها
وتقدمت تلك الجناية محل الاتهام الأول الجناية محل الاتهام التالى في ذات المكان وفي رابطة زمنية واحدة، واحتجز المجني عليها سالفة الذكر داخل مسكنها بدون أمر أحد الحكام المختصين وفي غير الأحوال التي تصرح فيها القوانين واللوائح وعذبها بالتعذيبات البدنية، وقد ترك ذلك أثر إصابات جسدها والموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي تعددت مواضعها جسد المجني عليها دون موضع نحرها وهددها بإزهاق روحها إن لم ترضخ له وتمثل لأمره وما إن طفقت في أن تدرأ هلاكه عنها فأتمم قصده بالاتهام السابق، وعلى النحو المبين بالتحقيقات، وتلا تلك الجناية محل الاتهام الأول ارتكاب الجنحة محل الاتهام التالي:
- سرق المنقولات «هاتف جوال- مشغولات ذهبية- مبالغ مالية» والمبينة وصفا وقيمة وقدرا بالأوراق والمملوكة للمجني عليها، سالفة الذكر، وكان ذلك من داخل مسكنها بواسطة الكسر، وعلى النحو المبين بالتحقيقات، كما سرق المنقول والمبين وصفا والمملوك للمجني عليها دينا على على أبوزيد الزناتى وذلك على النحو المبين بالتحقيقات ليتمكن من بلوغ مقصده بالاتهامات المار بيانها.
إحراز سلاح أبيض
وأحرز سلاحًا أبيض بغير ترخيص وأدوات مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص (سلك، غطاء رأس «خمار- طرحة»، قطعة قماش «كوفية») بدون مسوغ قانوني أو مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية وعلى النحو المبين بالتحقيقات.
وقضت محكمة جنايات المنصورة، برئاسة المستشار أحمد فؤاد الشافعي رئيس المحكمة، وعضوية كل من المستشار خالد السعدني والمستشار الدكتور خالد الزناتي والمستشار شعبان ابراهيم غالي، اليوم السبت، بإعدام المتهم بعد أخذ الرأي الشرعي في إعدامه من قبل مفتي الجمهورية.
