الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آمن رع.. الأميرة المنحوسة

الكاتبة هند عصام
الكاتبة هند عصام

ترددت كثيراً فى الخوض فى سيرة بطلة هذا الأسبوع، وحدثتنى نفسى كثيراً  للكف عن أذيتى فقصة هذا الأسبوع ليست كباقى قصص ملكات مصر الفرعونية العظيمة التى تحدثنا عنها سابقاً، فهى  قصة فريدة من نوعها، إنها الأميرة الملعونة أميرة النحس مجهولة النسب والهوية التى عرفت من خلال تعويذة  نقشت على تابوتها وهى عبارة عن رسالة تهديد تحمل فى طياتها  تحذر  لكل من يفكر أو يقترب قائلة: "انهض من سباتك يا أوزوريس فنظرة من عينيك تقضي على أعدائك الذين انتهكوا حرمتك المقدسة" لتحدثنى نفسى مرة أخرى، وتقول لى ابتعدى ربما تعود عليكى بالمصائب فالجميع يحذر من الخوض فى سيرتها أو التقرب منها ، وبالرغم من الخوف والقلق الذى  تنص عليه التعويذة التى وجدت على تابوت الأميرة المصرية ألا أن فضولى دائما يغلب خوفى ويوجه قلقى لمعرفة من هى الأميرة المنحوسة كما يطلق عليها التى تسببت فى قتل كل من  يذكرها أو يلمس تابوتها أويلتقط لها صورة ؟ وهل تابوتها هو سبب غرق السفينة تايتانك حقاً مثلما يقال  ام انها مجرد خرافات ؟ فمن هذه الأميرة التى تقتل الجميع ؟

 

إنها الأميرة "آمن رع" و هي مومياء لأميرة مصرية عاشت قبل الميلاد بخمسة عشر قرنا مجهولة النسب والهوية توفت  ودفنت فى الأقصر حتى تم اكتشافها سنة 1890  قصتها ترعب كل من بسمع عنها، ووصلت شهرتها إلى العالم بأسره ليس لإنجازاتها او لجمالها بل جاءت شهرتها من الخراب والنحس التى تجلبه لكل من يقترب منها ، ولا يتبقى من أثارها سوى التابوت الخشبي الملعون التى ترقد بداخله حيرت العالم ويبقى السؤال هنا هل هذه ما تسمى بلعنة الفراعنة (لعنة آمن رع) فلعنة الفراعنة  ليست جديدة على مسمعنا فكثيراً ما ارتبطت اللعنة بقصص أساطير كثيرة منهم الملك الشاب توت عنخ آمون ،  ولكن هذه القصة ليست كا بقى القصص بحسب ما ذكر الباحثين فقد تسببت فى حوادث وكوارث ومقتل  كل من يلمس تابوتها او يلتقط صورة لها وكأنها تبعث لنا رسالة بأن الكاهن اتقن عمل التعويذة لها ، وكان كهنة الفراعنة  متمرسين بالسحر وعمل التعاويذ ، فكانوا يحصنون المقابر بالتعاويذ لحماية ثروات الملوك، ولضمان الراحة الأبدية لهم بدون إزعاج، فكانوا ينقشون تعاويذهم القاتلة على جدران المقابر. 

 

وكانت الأميرة آمن رع  المنحوسة أول من أثبتت صحة تلك التعويذة فى العالم  ، و لعنتها مرتبطة بغطاء خشبي ملون قد يكون غطاء تابوتها أو لجزء داخلي منه ، وكان الغطاء الخشبي الذى يبلغ طوله 162 سم مرتبط بأحداث مأساوية  شهد عليها العالم الذى ربط بين لعنة التابوت والخراب الذى عاصر وجود الأميرة المنحوسة والتى انتهيت  جميعها بالموت، ومن أبرز هذه الحوادث كان غرق السفينة تايتنك الشهيرة وذلك لوجودها على متن السفينة هاربة إلى أميركا . وأكد العلماء على هذا بعد  العثور على بعض الكتابات  المنقوشة على جدران قبرها تأكد أن المومياء ستتسبب النحس لمن يزعجها، و من المخيف أنه ما قيل حدث بالفعل فتوالت الحوادث فى عام ١٩١٠ عندما أشترى العالم "دوغلاس مواري" المومياء، وتمكن من تهريبها من مصر ، وقد كان أول من أصيب بالعنة الأميرة المنحوسة  هو بائعها ، وتوفى فى نفس الليلة التى باع فيها المومياء فى ظروف غمضة ، ومن هنا كثُرت الأحداث البشعة ولحق العاملان حاملي التابوت ببائعها فى نفس الليلة بعد أن سلمها للمشترى . ويبقى هنا السؤال هل  سلم المشترى ؟ لا والله لم يسلم هو الآخر من المومياء المنحوسة فى ليلية الشراء ذهب  للصيد فانفجرت البندقية في يده بدون سبب، فتسببت في بتر ذراعه، ومن هنا أيقن بالفعل أنها جلبت له النحس ، وأهداها لصديقته ربما تجلب لها حظ سعيد ولكن ما حدث لها كان سيئا للغاية،  فتوفت والدة صديقته، وفسخة خطبتها ، وماتت صديقته في النهاية في ظروف غامضة.

 

وعادت ملكية المومياء"  لدوغلاس مواري " الذى قرر التخلص منها مره أخرى ، وإهدائها للمتحف البريطاني، وبعدها توفى العديد من عاملين المتحف فور وصول المومياء إليه، و كل من التقط صورة لها وحتى من حاول مسح الغبار عنها أصيب باللعنة وتوفى . ومن هنا قرر المتحف البريطاني التخلص من مومياء النحس وإرسالها إلى نيوريوك عن طريق الرحلة الأولى لتايتنك عام ١٩١٢ وبالفعل حملت السفينة المنكوبة تابوت الأميرة المنحوسة ،  ويقال أنه كانت تخرج من النهر أصوات غريبة وهمهمات مرعبة ومخيفة، ليس لها سبب منطقي ، والذى أثار الرعب بداخلى هو الصحفى الذى أخذ صورة للتابوت الأميرة المنحوسة متخيلا أنه حظيا بالتقاط صورة جميلة لشابة فرعونية عظيمة ، وعندما أوضح الصورة لم يكن فى الحسبان  أنه سيرى صورة مشوهه مرعبة  تسير الرعب لكل من يرها ، وقامت المومياء بمطاردة هذا الصحفى حتى انهى حياته برصاصة فى الرأس ،  وبعد ذلك حدثت الكارثة وغرقت السفينة تايتنك ومعها لعنة آمون رع لترقد بسلام فى قاع المحيط ،  ولا يستطيع  أن يزعجها أحد سوى الأسماك والحيتان ،  لتسلم  نيوريوك  وأهلها من لعنة الأميرة المنحوسة ويبقى هنا السؤال هل ستلحق لعنة الأميرة المنحوسة بالأسماك والحيتان  والسفن العابرة  من هذا المكان أم ستبقى فى أمان ؟ .