الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كامس.. الملك الشجاع

هند عصام
هند عصام

إنها عائلة الأبطال يا سادة.. فماذا ننتظر من الأبطال سوى سُلالة الشِجعان بطل قصة هذا الأسبوع هو الملك الشجاع ابن الملك الشهيد وملكة المعارك وأخو قاهر الهكسوس ملك اليوم هو الملك المجهول الذى لا يحظى بشهرة مثل أخيه الا من بعد العثور على ثلاث وثائق مدونة على لوحة. 

 

و من خلال تلك الوثائق اكتملت قصة الملك كامس وخرجت للنور لنعرف من هو الملك كامس الشُجاع الذى قال : (ها أنا قد أتيت مع حسن الطالع، والفرصة أمامى أقسم بأمون، ولا أقسم بك، لن أتركك بعد الآن تطأ حقولي، و لم يعد ملك الهكسوس يقسم بالفرعون ، لقد طار قلبك ووهن أيها العامو (الهكسوس) الخسيس ، ها أنا أحتسى النبيذ من مزارع كرومك الذي عصره من أجلى العامو من الأسرى.

 

وقال أيضا سأدمر مقر إقامتك تدميرًا، وسوف أجتث أشجارك، وسوف ألقى بنسائك (على متن سفني) وسوف أستولى على عجلاتك الحربية ) . هكذا توعد الملك كامس ابن عائلة الأبطال ساليل الشجعان لأعداء مصر الحبيبة (الهكسوس) بعد استشهاد والده البطل الملك سقنن رع  أول من بدأ القتال الفعلى لطرد الهكسوس من مصر ، وأرسلت والدته ملكة المعارك الملكة  إياح حتب رسالة تحسه فيها على حتميت مواصلة مسيرة والدة الملك سقنن رع  فى الحرب ،  وطرد الهكسوس من البلاد.  

 

ويعتبر الملك كامس آخِر ملوك الأسرة السابعة عشرة و من أبرز الشخصيات الملكية في التاريخ المصري القديم ، استمر حكمه حوالى خمس  سنوات خلال الحقبة (1555-1550)  وكان ملخص حياة الملك كامس هو الأستقلال التام او الموت الزؤام ، وبالفعل حقق هذا المبدأ ، ومن هنا أجتمع الملك كامس برجال بلاطه وقادة جيشه كى يشاورهم فى الأمر،  ولكن صدم الملك كامس من رد فعل رجال بلاطه عندما قالو له : (هذه هي مياه العرب تصل حتى قوص ، فهم يتحدثون معًا بلغتهم. 

 

ولكن نحن هنا في مصر على راحتنا، إلفنتين قوية والوسط "مصر الوسطى" معنا حتى قوص، وأجعل حقولها تزرع من أجل مواشينا في المراعي ويأتينا الشعير علفًا لخنازيرنا، ولم يأخذوا مواشينا غصبًا. لهم أرض العرب ولنا الأرض السوداء ، وإذا هاجمنا أحد سنهب إذان لمواجهته ) واخدو  يمدحون فى جلالة الملك كامس  والتغنى بشجاعته والإشادة بقوته، فأثارته الدهشة من أقوالهم، ولفت نظرهم إلى موقفه أنه  بين ملكين أحدهما أسيوى يحكم فى الشمال والآخر كوشى يحكم فى الجنوب. 

وشعر أن رجاله لا يميلون إلى الحرب وأنهم موافقون على الوضع الحالى، فثار الملك  كامس  عليهم و رفض ذلك الوضع المهين وصمم على مواصلة قتال الأعداء ليكمل مسيرة والدة وياخذ ثأره ويرضى أمه الملكة إياح حتب التى لطالما كانت تحسه على القتال واقفه بجانبة يداً بيد فى أرض المعركة من أجل تحرير الوطن.  

وقال  لهم  الملك كامس " سأهبط النهر كالبطل للقضاء على العرب طبقًا لأمر أمون صاحب الخطط المحكمة، وجنودي البواسل أمامي مثل وهج اللهيب، والرماة (المساعدون) المدجايو خرجوا من الحصون لكي يرموا الآسيويين ويدمروا أماكنهم.

 

إن الشرق والغرب يجلبان الدهن ويتم إمداد جيشي بكل شيء وأرسلت شجعان المدجايو وأمضيت الوقت (في محاولة إبعاد) تتى بن أبوبى داخل نفروسى، ولن أتركه يهرب”. وكأنه كان يعلم وعلى يقين تام  من أن البلاد كلها سوف تهتف له وتقود معه الحرب ، وبالفعل تقدم الملك الشجاع كامس على صفحة النهر الخالد شمالاً حتى وصل إلى بلدة نفروسى (شمال القوصية فى أسيوط) وانتصر على حاكمها الذى كان مواليًا للهكسوس. 

 

وقد عثر على وثيقة  أخرى عام 1954م  من ضمن الثالث وثائق التى تكشف لنا ماذا كان يقول الملك الشجاع كامس : "سوف ينكشف ظهرك الخسيس عندما تتعقبك جنودي، ولن تحمل نساء أواريس، ولن تنبض قلوبهن في أبدانهن بعد أن يسمعن صرخات الحرب يطلقها جنودي”.

توفى الملك كامس أثناء حربه مع الهكسوس عام 1540 ق.م على أبواب مدينة (امبوس) بعد أن كان داخلها متوجا بالإنتصار قبل أن تأتى إليه  ضربة الغدر من قِبل العدو  الهكسوس فلقىَ وفاته المنية وآخر ما نطق به أن وصى أخوه احمس أن يبلغ الجدة العظيمة تيتى شيري انه لحق أباه ومات ميتة سقنن رع. 

 

وهكذا تنهى الأسرة السابعة عشر ليبدأ أخيه الملك أحمس الأسرة الثامنة عشر ويقضى على الهكسوس ولذلك يسمى بأحمس قاهر الهكسوس . و ذكرت مقبرة كامس في بردية أبوت حيث يذكر انه تم نقل تابوت كامس من مقبرته ودفن في ذراع أبو النجا خوفا عليه من اللصوص في عصر رمسيس الرابع وتم  اكتشفه بالفعل  في ديسمبر عام 1857 م تحت كومة من التراب، وذكر  ان المومياء كانت في حالة سيئة جدا، وقد وجد مع المومياء خنجر من الذهب والفضة، ومرآه من البرونز، وبردية مجدولة على أعلى ذراع كامس، كما وجد أيضا جعران وبعض التعاويذ، وقد ظل الكفن في مصر بينما يوجد الخنجر في متحف بروكسل ببلجيكا، والمرآه في متحف اللوفر.